طريقة جديدة تلجأ إليها العائلات لمواجهة ارتفاع أسعار الألبسة بمناطق أسد

طريقة جديدة تلجأ إليها العائلات لمواجهة ارتفاع أسعار الألبسة بمناطق أسد

انتشرت ظاهرة تبادل الألبسة القديمة والمستعملة في دمشق وريفها وباقي مناطق ميليشيا أسد، بسبب ارتفاع أسعار الألبسة الجديدة بشكل كبير، ووصول بعض القطع إلى سعر أكثر من 300 ألف ليرة سورية، وذلك نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار وبلوغه لـ7500 مقابل الليرة، وسط أزمة اقتصادية خانقة وضعف بالقدرة الشرائية لدى معظم شرائح المجتمع. 

العجز عن شراء الألبسة الجديدة

وقالت "سهام راضي"، وهي ربة منزل من بلدة ببيلا جنوب دمشق لموقع أورينت نت، إنها استعارت ألبسة طفلها حديث الولادة من جارتها، حيث احتفظت بها منذ عامين، وكذلك استعارت لأولادها في المدارس ألبسة من عند إخوتها لكسوتهم خلال هذا الشتاء.

وذكرت أن تكلفة أقل "بيجاما" جديدة للأطفال حديثي الولادة لا تقل عن 55 ألف ليرة سورية، فالألبسة الجديدة للأطفال حديثي الولادة باهظة جداً، وأضافت أن كل النساء في البلدة تحتفظ بالألبسة سواء أكانت للصغار أو للكبار ليتم تبادلها بين الإخوة في المنزل وبين الجيران والأقارب.

البالة بعيدة عن متناول الموظفين

بدورها، ذكرت "هناء"، موظفة في دمشق، لموقع أورينت نت، أن دخلها الشهري لا يكفي لشراء ثياب جديدة، ولهذا السبب لجأت لأسواق البالة أولاً لشراء حاجتها من السترات (الجواكيت) الشتوية و"الكنزات والبناطيل"، ولكن وجدت أنها لا تستطيع براتبها المتواضع الشراء من البالة، لذلك قررت اللجوء إلى استعارة الملابس من الأقارب.

وأردفت أن سعر "الجاكيت" العادي في سوق البالة في الشيخ محيي الدين 40 ألف ليرة سورية، و"الجاكيت" ذو الجودة العالية وصل سعره إلى 100 ألف ليرة سورية.

وأضافت أن سعر "الكنزة" الشتوية ذات جودة مقبولة 50 ألف ليرة سورية، أما سعر "البيجامات" ذات النوعية الجيدة يتراوح بين 50 و60 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعر بنطال بيجاما 25 ألف ليرة سورية.

معاناة طلاب الجامعات 

من جهتها تتبادل "ضحى" الطالبة في كلية الآداب بدمشق لباسها مع أختها وابنة عمها، اللتين تدرسان في أقسام أخرى بالجامعة، وتقومان بإعارة الملابس لبعضهم البعض.

وأكدت "ضحى" لموقع أورينت نت، أنّ تبادل الألبسة ليس محصوراً بها، بل باتت ظاهرة موجودة في المجمتع السوري، وهو أمر غير معيب تم اللجوء إليه بسبب الحاجة والأوضاع الاقتصادية المتردية بمناطق ميليشيا أسد.

تصليح الألبسة وإعادة خياطتها

ولجأت الكثير من العائلات بمناطق ميليشيا أسد في السنوات الأخيرة إلى الخياطين لإصلاح وتصغير وتدوير الألبسة القديمة، هرباً من الأسعار المرتفعة لقطع الألبسة والحقائب الجديدة.

وأرجع رئيس القطاع النسيجي في حكومة أسد "مهند دعدوش" في تصريحات لمواقع موالية سبب ارتفاع أسعار الألبسة إلى ارتفاع جميع مستلزمات إنتاجها من المازوت الصناعي واليد العاملة والضرائب.

وقال إن الباعة من خلال رفعهم للأسعار يحاولون تعويض خسارات سابقة أو لاحقة، فخلال العام الماضي رُفعت أسعار الغزول مرتين متتاليتين، وهذا له تأثير سلبي على صناعة الملابس، حيث تعاني المعامل والمنشآت من انقطاع التيار الكهربائي مدة طويلة، وبالتالي تلجأ إلى الطاقة البديلة عبر المولدات وهذا يرفع تكاليف الإنتاج مباشرة، كما إن ارتفاع أسعار المواد الأولية المحلي منها والمستورد الناتج عن ارتفاع سعر الصرف انعكس على أسعار الملابس الجاهزة.

وأدى عدم استقرار الطاقة الكهربائية وارتفاع أسعار المحروقات إلى تضرر المئات من المنشآت الصناعية في سوريا، وفي تقرير سابق لأورينت نت ذكر أن أكثر من 300 معمل في مدينة عدرا الصناعية الرئة الاقتصادية للعاصمة دمشق توقفت تماماً عن العمل في عام 2022، نتيجة توقف إمداد المازوت والفيول وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات