بعد كارثة الزلزال.. ولاية تركية تتحول لقبلة للاجئين السوريين لسببين

بعد كارثة الزلزال.. ولاية تركية تتحول لقبلة للاجئين السوريين لسببين

بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في السادس من شهر شباط/فبراير الماضي، تحولت ولاية ماردين جنوب البلاد إلى وجهة مفضلة لدى اللاجئين السوريين المقيمين في البلاد، وذلك لسببين رئيسيين وفق ما قاله سوريون لصحيفة الغارديان البريطانية.

وتطرقت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الخميس، إلى مدينة ماردين القديمة التي تعد من أجمل الوجهات السياحية في تركيا، ولأسباب تفضيل اللاجئين السوريين لها مرجعة ذلك لعاملين أساسيين الأول: أسعارها الرخيصة وطبيعتها الجبلية المقاومة للزلازل، حيث لم تتأثر بها سابقاً.

وجهة مفضلة لدى السوريين 

وقالت الصحيفة إن منازل ماردين المنشأة من الحجر الجيري والمدرجة في قائمة اليونسكو أصبحت بمثابة مأوى جديد لعائلات اللاجئين، الذين فرّ الكثير منهم من الحرب في سوريا وفقدوا كل شيء مرة أخرى في كارثة الزلازل.

وأضافت أن المدينة تم تشييدها على سفح الجبل لتصبح أشبه بمتحف في الهواء الطلق، مع ما تمتاز به من شوارع ضيقة مرصوفة بالحصى، وكنائس تاريخية ومساجد، فضلاً عن المقاهي الجذابة الموجودة على الأسطح، والتي تطل على سهول بلاد ما بين النهرين القديمة.

وذكرت أنه منذ الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة والذي دمر جنوب تركيا وشمال سوريا قبل شهر، فتحت المدينة القديمة أبوابها أيضاً لعائلات لا حصر لها، بما في ذلك العديد من اللاجئين السوريين الذين فقدوا منازلهم في الولايات المتضررة من الكارثة.

ولفتت أن العديد منهم أخذ بعين الاعتبار أن ماردين، المبنية على صخور صلبة وتقع على بعد حوالي 100 ميل شرق مركز الزلزال الذي وقع الشهر الماضي، كانت قوية منذ فترة طويلة، ولم تتضرر من جراء الزلزال المزدوج وتوابعه.

ويعيش أولئك الوافدون الجدد في فنادق؛ بينما يقيم البعض الآخر في منازل الحجر الجيري المحمية من قبل اليونسكو ذات الأسقف المقببة، والتي تقع على سفح الجبل.

عوامل جذب

ومن بين أولئك السوريين الوافدين علي ونور الحسن اللذين وصلا إلى ماردين بعد ثلاثة أسابيع من وقوع الزلزال الأول مع أطفالهم الأربعة، ويقول علي البالغ من العمر 28 عاماً وهو من أبناء الرقة السورية إنه ترك مدينته قبل 11 عاماً قبل أن تسوء الأحوال فيها بسبب الحرب، ليأتي إلى ولاية شانلي أورفة المجاورة التي تعرضت لأضرار كبيرة بفعل الزلازل على بعد حوالي ساعة بالسيارة من ماردين.

وأضاف علي: "في الساعة 4.17 صباحاً يوم 6 فبراير (شباط)، هزنا الزلزال عندما كنّا نغطّ بالنوم. حاولنا الهرب، لكن قفل بابنا كان عالقاً. اعتقدت أننا سنُدفن تحت الأنقاض. كنت متأكداً من أننا سنموت".

وتعرض مجمع الشقق التي كان يعيش فيها علي وعائلته لأضرار بالغة، ومنذ ذلك الحين تم وضع علامة على هدمها من قبل الحكومة التركية، وفي هذا الصدد يقول علي: "عندما توقف الاهتزاز، سارعنا إلى حزم بعض الأشياء - وثائق مهمة، وبطاقات الحماية المؤقتة، وبعض الملابس - ثم ركضنا".

فيما قالت نور إنها مكثت والعائلة في مبنى المدرسة لمدة 10 أيام، وتقاسمت غرفة كبيرة مع 10 عائلات أخرى. كان الأمر صعباً ولم تكن هناك خصوصية، لذلك انتقلوا إلى مسجد قريب لعدة ليال، وبعد بضعة أيام، قدموا إلى ماردين لإيجاد حل طويل الأمد.

وتعيش العائلة الآن في منزل قديم، على سفح الجبل الخلاب، إذ إن الإيجار الشهري رخيص، حيث لا يزيد عن 1500 ليرة تركية (66 جنيهاً إسترلينياً)، بينما أسعار الفنادق للسياح الذين يصلون يومياً على متن رحلات جوية مباشرة من اسطنبول بالطبع أعلى بكثير.

مهجّرون مرتين

وتقول هوليا جلبي أوغلو، مديرة إحدى الجمعيات النسائية المحلية إنه "خلال الشهر الماضي، وصل 29000 شخص إضافي إلى الولاية، حوالي 1500 منهم سوريون".

وتضيف: "انتهى الأمر بالعديد من العائلات السورية إلى العيش في البلدة القديمة القديمة"، مشيرة إلى أن المدينة شهدت نمواً سكانياً سريعاً مماثلًا في بداية الحرب السورية وأثناء توسع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق "في ذلك الوقت، جاء العديد من اللاجئين الفارين من ديارهم إلى ماردين - على الأقل لفترة من الوقت".

ولم يكن ترك منازلهم - ومعظم ممتلكاتهم - في شانلي أورفة سهلاً على عائلة الحسن، التي تمكنت من تأسيس حياة جديدة في تركيا بعد فرارهم من الحرب السورية.

وتقول نور: "يستمر الأطفال في التساؤل عما إذا كان سيحدث زلزال آخر. إنهم خائفون، لكننا نراهم أيضاً يستعيدون ثقتهم. إنهم يلعبون في الخارج"، بينا يقول زوجها علي: "نشعر الآن بالأمان هنا".

ووفقاً لوزارة الداخلية التركية، تم تسجيل 85575 لاجئاً سورياً تحت الحماية المؤقتة في ولاية ماردين قرب الحدود السورية والعراقية.

وضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر فجر السادس من شباط الماضي، جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، وتبعه زلزال آخر، ومئات الهزات الارتدادية، ما أسفر عن وفاة أكثر من 50 ألفاً وخلف مئات الآف الجرحى حسب إحصائيات رسمية في البلدين.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات