في تصعيد طائفي خطير قام الشيعة بالاستيلاء على المسجد الكبير في مدينة سامراء ذات الغالبية السنّية ولم يكتفوا بوضع يدهم على المسجد بل قاموا أيضاً بتغيير اسمه إلى "صاحب الأمر" نسبة إلى الإمام المهدي، ما أثار غضباً واسعاً بين الأوساط السنّية.
وكان المسجد الذي يعود تاريخياً لأهل السنّة مغلقاً منذ العام 2006 ويخضع لسيطرة الميليشيات الشيعية التي تهيمن على المنطقة، وقد تفاجأت الأوساط السنّية بإعلان الوقف الشيعي افتتاح الجامع وتغيير اسمه.
وذكر الوقف السنّي العراقي في بيان صحفي أنه "يستنكر الخطوة الاستفزازية التي حدثت اليوم الثلاثاء بافتتاح جامع سامراء الكبير، وتغيير اسمه إلى اسم جديد (صاحب الأمر)".
وأضاف أن "ديوان الوقف السني يرفض أشد الرفض ما تتعرض له أوقافه من اغتصاب علني خلال السنوات الماضية، دون حسيب ولا رقيب"، مطالبا الجهات ذات العلاقة "بالتدخل ووقف هذه الفتنة".
تغيير ديمغرافي
من جهته، أعلن تحالف السيادة أكبر تحالف سنّي في العراق، رفضه السيطرة على المسجد قائلاً: "نرفض رفضاً قاطعاً ما أقدمت عليه إدارة العتبة العسكرية الشيعية في سامراء بتغيير اسم قبة جامع سامراء الكبير التاريخي والسيطرة عليه وعلى المدرسة الدينية الملاصقة له"، موضحاً أن "الجامع كان لمئات السنين وما زال مملوكاً لديوان الوقف السنّي ولأهل السنة والجماعة، ومحاولات الاستيلاء على الجامع تعّبر عن رغبة في إحداث تغيير ديمغرافي وتهديد للسلم المجتمعي والتعايش بين العراقيين".
وعن استيلاء الشيعة على المسجد، قال الباحث العراقي في الشؤون السياسية والدولية الدكتور عمر عبد الستار لأورينت نت، إن مدينة سامراء محتلة من قبل الميليشيات الشيعية، منها ما هو مرتبط بالحرس الثوري الإيراني، مشيراً إلى أن تأجيج الطائفية سياسة تتبعها القوى الشيعية لتحقيق مكاسب سياسية، والاستيلاء على المسجد يدخل ضمن هذا الإطار.
وأضاف أن السنّة في العراق منزوعو السلاح وليسوا رقماً على الأرض في معادلة القوى، واعتُبروا من فلول صدام حسين وتم سحقهم بالتعاون مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن أمريكا الآن غيّرت سياستها تجاه السنّة ولكنهم ليسوا قوة، فمحافظاتهم محتلة من قبل الميليشيات الشيعية.
ولفت إلى أن السنة في العراق ليسوا حليفاً محلياً لتحالف دولي، وبالتالي "سيبقى السنة يعانون من تسلُّط الميليشيات الشيعية التي تسيطر على كل شيء على الأرض".
🛑الوقف الشيعي عبر العتبة الحسينية الشيعيه يقوم بالإستيلاء على الجامع الكبير السني في #سامراء وسط المدينة في تصعيد طائفي خطير ضد العرب السنة وهم الأغلبية الساحقة في تلك المدينة المحتلة أصلا من ميليشيات مقتدى
— سفيان السامرائي (@SufianSamarrai) March 7, 2023
بالاضافة للإستيلاء القسري على أملاكهم المحيطة pic.twitter.com/s1UVLHayNj
ويقع جامع سامراء في محيط مرقدي الإمامين العسكريين الشيعيين، وهو من أكبر المساجد في مدينة سامراء، وقام بإنشائه الخليفة أحمد الناصر العباسي سنة 606هـ.
التعليقات (7)