قالت مسؤولة في وزارة الدفاع الأمريكية إن مخدرات ميليشيا أسد لا تهدد فقط الأردنيين، بل تشكل مصدر قلق لأمن وسلامة الإقليم بالكامل، مشددة على أن واشنطن لن تغيّر نهجها في سوريا، ولن "تُطبّع العلاقات مع سوريا نظام الأسد".
واعتبرت نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط دانا سترول، في تصريحات لوسائل إعلام أردنية، أن الأردن شريك للولايات المتحدة في عدد من القضايا بالمنطقة وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات.
ورداً على سؤال عن دور أمريكي لمساعدة الأردن في منع أي تجاوزات تمس حدوده الشمالية بأي شكل ومن أي طرف كان، قالت سترول: “هناك دور أمريكي بالتأكيد، وهناك توافق بين البلدين ومع القادة الأردنيين بأن تهريب المخدرات القادم من سوريا إلى الأردن هو قلق كبير، يقوّض ليس فقط صحة وسلامة الأردنيين وأمن الحدود بل يهدد أيضاً كامل الإقليم”.
وأضافت: “نحن نعمل مع خدماتكم الأمنية اليوم حول كيفية تعزيز أمن الحدود، ولدينا عدد من البرامج لفعل ذلك، ووقف تهريب المخدرات”.
تهديد إرهابي من النظام
وفي مقابلة مع "المملكة" في عمان التي تُجري زيارة لها، تطرقت المسؤولة الأمريكية إلى تطبيع بعض الدول علاقاتها مع نظام أسد مستغلة كارثة الزلازل.
وقالت: إن واشنطن لن تغير نهجها في سوريا، ولن "تطبع العلاقات مع سوريا نظام الأسد".
ولفتت أن واشنطن ستستمر بالتأكد من أن الشعب السوري يحصل على المساعدات الإنسانية بالتعاون الأمم المتحدة والشركاء الآخرين، ودعت لعدم تسييس المعونات الإنسانية.
وطالبت سترول بتغيير في السلوك السوري ليستطيع اللاجئ السوري العودة إلى بلاده بكرامة وأمان، وطالبت بمساءلة عن "المجازر المرتكبة".
واتهمت المسؤولة الأمريكية، ميليشيا أسد بـ"دعوة إيران إلى سوريا لاستخدام سوريا كأرضية لتهديد باقي الإقليم"، مضيفة: "يجب التأكد من عدم وجود تهديد إرهابي من سوريا نحو الإقليم".
الأردن يلجأ إلى أمريكا لمكافحة مخدرات الأسد
وقبل أيام، طلب العاهل الأردني عبد الله الثاني من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن المساعدة في مكافحة عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن، ملقياً اللوم على ميليشيات مدعومة من إيران تنتشر في جنوب سوريا، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أردنيين.
وقال مسؤولون أردنيون إن عمّان ترغب في الحصول على المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لتعزيز الأمن على الحدود مع سوريا التي تمتد مسافة 375 كيلومتراً.
وأشاروا إلى أن واشنطن قدّمت خلال الـ 10 سنوات الماضية نحو مليار دولار أمريكي لإنشاء مراكز مراقبة حدودية مع سوريا.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول أردني قوله، إن الملك عبد الله بحث مع أوستن مخاوف الأردن بشأن تزايد ترسيخ الميليشيات المدعومة من إيران وجودها في جنوب سوريا، والتي يقول مسؤولون إنها كثفت عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود للوصول إلى أسواق في الخليج.
التطبيع مع الأسد
ويأتي طلب الأردن من واشنطن مساعدتها لمكافحة مخدرات الأسد، بعد زيارة وزير خارجيته أيمن الصفدي إلى سوريا بعد كارثة الزلزال المدمر الشهر الماضي ولقائه رأس النظام بشار الأسد، في خطوة جديدة على مسار إعادة العلاقات بين الأردن ونظام الأسد.
وعلّقت وزارة الخارجية الأمريكية حينها على زيارة الصفدي لنظام أسد أنه لا ينبغي نسيان تاريخ الأسد في المنطقة، وأن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لتطبيع العلاقات معه.
وذكرت أن "السياق الوحيد الذي نشجع فيه تطبيع العلاقات هو أن يلتزم نظام الأسد بالإرشادات السياسية، وهي خارطة الطريق السياسية التي تم توضيحها في قرار مجلس الأمن رقم 2254".
طلب سابق من روسيا والنظام
وكان الأردن قد طلب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، المساعدة من روسيا لمواجهة التحديات على حدوده مع سوريا، وذلك خلال زيارة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الأردن.
وقال الصفدي حينها إن المباحثات مع لافروف تركّزت على "الأزمة السورية"، وخصوصاً الوضع في الجنوب السوري، موضحاً أنهما بحثا الخطوات المطلوبة لتحييد خطر تهريب المخدرات إلى الأردن وعبره، وكذلك الميليشيات التي تدعم عمليات التهريب.
تهريب المخدرات والأسلحة
وأواخر الشهر الماضي، أعلن الجيش الأردني في بيان إحباط محاولة تهريب أسلحة وقنابل يدوية بواسطة طائرة مسيّرة بدون طيار قادمة من الأراضي السورية.
كما أعلن بوقت سابق، إحباط محاولة تهريب 181 كف حشيش و179 ألف حبة كبتاغون من سوريا داخل الأراضي الأردنية.
ويشتكي الأردن من تزايد عمليات التهريب في جنوب سوريا إلى الأردن أو عبره إلى دول أخرى، وخاصة تهريب المخدرات، إذ يتم الإعلان بشكل شبه أسبوعي عن إحباط محاولات تهريب مخدرات وأسلحة قادمة من سوريا.
التعليقات (3)