طلب العاهل الأردني عبد الله الثاني من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن المساعدة في مكافحة عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن، ملقياً اللوم على ميليشيات مدعومة من إيران تنتشر في جنوب سوريا، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أردنيين.
وقال مسؤولون أردنيون إن عمّان ترغب في الحصول على المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لتعزيز الأمن على الحدود مع سوريا التي تمتد مسافة 375 كيلومتراً.
وأشاروا إلى أن واشنطن قدّمت خلال الـ 10 سنوات الماضية نحو مليار دولار أمريكي لإنشاء مراكز مراقبة حدودية مع سوريا.
التهديد الإيراني
ونقلت "رويترز" عن مسؤول أردني قوله، إن الملك عبد الله بحث مع أوستن مخاوف الأردن بشأن تزايد ترسيخ الميليشيات المدعومة من إيران وجودها في جنوب سوريا، والتي يقول مسؤولون إنها كثفت عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود للوصول إلى أسواق في الخليج.
وكتب أوستن الذين يُجري جولة في الشرق الأوسط تشمل الأردن وإسرائيل ومصر تهدف لدعم حلفاء واشنطن في مواجهة التهديدات الإيرانية، على "تويتر": "إن الشراكة الدائمة والإستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن قوية. أثناء وجودي هنا، أتطلع إلى التعاون بشأن المصالح المشتركة التي ستحقق نتائج إيجابية لكلا البلدين".
The enduring and strategic partnership between the United States and Jordan is strong. While here, I look forward to collaborating on shared interests that will deliver positive outcomes for both nations. pic.twitter.com/lkri6IGfm6
— Secretary of Defense Lloyd J. Austin III (@SecDef) March 5, 2023
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أفادت قبيل الزيارة بأن المناقشات ستركز على التهديد المتزايد الذي تشكله إيران على استقرار المنطقة، وعلى تعزيز التعاون الأمني متعدد الأطراف بأنظمة دفاع جوية وصاروخية متكاملة.
وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع إن محور النقاش سيكون "مجموعة التهديدات المرتبطة بإيران بالكامل، والتي تشمل ما تقوم به إيران من تسليح وتدريب وتمويل لميليشيات تعمل بالوكالة عنها، وعمليات عدوانية في البحر وتهديدات إلكترونية وبرنامجها للصواريخ الباليستية وهجمات بالطائرات المسيرة.
التطبيع مع الأسد
ويأتي طلب الأردن من واشنطن مساعدتها لمكافحة مخدرات الأسد، بعد زيارة وزير خارجيته أيمن الصفدي إلى سوريا بعد كارثة الزلزال المدمر الشهر الماضي ولقائه رأس النظام بشار الأسد، في خطوة جديدة على مسار إعادة العلاقات بين الأردن ونظام الأسد.
وعلّقت وزارة الخارجية الأمريكية حينها على زيارة الصفدي لنظام أسد أنه لا ينبغي نسيان تاريخ الأسد في المنطقة، وأن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لتطبيع العلاقات معه.
وذكرت أن "السياق الوحيد الذي نشجع فيه تطبيع العلاقات هو أن يلتزم نظام الأسد بالإرشادات السياسية، وهي خارطة الطريق السياسية التي تم توضيحها في قرار مجلس الأمن رقم 2254".
طلب سابق من روسيا والنظام
وكان الأردن قد طلب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، المساعدة من روسيا لمواجهة التحديات على حدوده مع سوريا، وذلك خلال زيارة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الأردن.
وقال الصفدي حينها إن المباحثات مع لافروف تركّزت على "الأزمة السورية"، وخصوصاً الوضع في الجنوب السوري، موضحاً أنهما بحثا الخطوات المطلوبة لتحييد خطر تهريب المخدرات إلى الأردن وعبره، وكذلك الميليشيات التي تدعم عمليات التهريب.
وكان لافتاً حينها أن لافروف لم يتطرق أبداً إلى المخاوف الأردنية من الوضع في الجنوب السوري، مكتفياً بالحديث عن القرارات الأممية بشأن سوريا، وتأكيده دعم المبادرة الأردنية في الجامعة العربية لحل الأزمة السورية.
وفي آب/ أغسطس الماضي، طالبت السلطات الأردنية نظام أسد بإغلاق مصانع وورشات لإنتاج المخدرات في المناطق الخاضعة لسيطرته في الجنوب السوري، بالقرب من الحدود الأردنية، وذلك بعد إغراق ميليشيات أسد وإيران الأراضي الأردنية بالمخدرات.
وبحسب ما ذكرت مواقع إخبارية أردنية حينها، طلبت مديرية الأمن العام الأردني من ميليشيا أسد “إغلاق ومطاردة ورشتين على الأقل لديها معلومات عنهما في الجانب السوري من الحدود”.
تهريب المخدرات والأسلحة
وأواخر الشهر الماضي، أعلن الجيش الأردني في بيان إحباط محاولة تهريب أسلحة وقنابل يدوية بواسطة طائرة مسيّرة بدون طيار قادمة من الأراضي السورية.
كما أعلن بوقت سابق، إحباط محاولة تهريب 181 كف حشيش و179 ألف حبة كبتاغون من سوريا داخل الأراضي الأردنية.
ويشتكي الأردن من تزايد عمليات التهريب في جنوب سوريا إلى الأردن أو عبره إلى دول أخرى، وخاصة تهريب المخدرات، إذ يتم الإعلان بشكل شبه أسبوعي عن إحباط محاولات تهريب مخدرات وأسلحة قادمة من سوريا.
التعليقات (3)