أدان مئات الناشطين الحقوقيين ومثقفون وقادة رأي سوريون وعرب محاولة إعادة تعويم بشار أسد والتطبيع مع نظامه على الساحتين العربية والدولية، وذلك بعد الجرائم التي ارتكبتها ميليشياته بحق الشعب السوري وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وقام 88 شخصاً من الحقوقيين السوريين بكتابة عريضة وقّع عليها 1512 صحفياً وناشطاً سورياً وعربياً رفضوا من خلالها ما تقوم به أطراف عربية لإعادة الأسد إلى الجامعة العربية ومؤسساتها وخاصة بعد إدانته دولياً بجرائم ضد الإنسانية شملت القتل واعتقال مئات آلاف السوريين وتهجير الملايين قسراً.
ونُشرت العريضة على شبكات التواصل الاجتماعي، وعلى موقع “آفاز” للحملات، تحت عنوان "(نداء) إلى أحرار العالم: “لا لإعادة تأهيل المجرمين”.
وأشارت العريضة إلى أن أطرافاً عربية تضغط بخطوات متسارعة لإعادة سلطة الأسد إلى الجامعة العربية ومؤسساتها.
كما شملت انتهاكات أسد في حصار المدن والقرى وتدمير ثلث الحواضر السورية وقصف المشافي والمدارس والمباني السكنية إضافة لقصف المدنيين بالسلاح الكيماوي، وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية.
وبيّن الحقوقيون أن مطالب إعادة الأسد للجامعة العربية، لا تتضمن أي شروط مثل التي تطالب بها الدول الديمقراطية كإطلاق سراح المعتقلين ووقف الملاحقات الأمنية واستقلال القضاء وإجراءات العدالة وإطلاق الحريات، وعودة طوعية وكريمة للاجئين وإطلاق عملية سياسية جادّة بناء على قرارات الأمم المتحدة.
وأوضحوا أن إعادة المُدانين بجرائم ضد الإنسانية إلى المؤسسات الإقليمية ورفع العقوبات عنهم، تشكّل خطراً على المدنيين بسوريا وفي غير سوريا، وستؤدي لزيادة الجرائم ضد الإنسانية.
إعادة تدوير الأسد
وقبل أيام، أدان عشرات المثقفين والسياسيين والأكاديميين العرب والسوريين محاولات إعادة تدوير الأسد، مطالبين بالحد من النفوذ الايراني وعودة اللاجئين والتعاون لإيقاف تهريب المخدرات والكبتاغون.
وأكدوا في بيان أن اختزال القضية السورية "بالحد" من النفوذ الإيراني أو بمشكلة الكبتاغون وغيرها، وإهمال قضية التغيير الديمقراطي والبعد الجرمي الإنساني والدولي لما حدث للسوريين، والمراهنة على تغيير سلوك الأسد وعلى قدرته الانفكاك عن إيران عبر المبادرة إلى تقديم بعض الخطوات لتشجيعه، كإعادته إلى الحضن العربي، هو وأد لحلم التغيير وتفريط بالتضحيات العظيمة للسوريين، وتأهيل لمجرم العصر، ولا تفسير آخر لذلك.
وقالوا إن الخوف من حالة الاستنقاع والاستعصاء الذي أُريد لسوريا أن تبقى أسيرتها منذ انطلاق الثورة، والتي تزيد من المخاطر على صعيد وحدتها الجغرافية وتركيبتها السكانية، كما الخوف مما يصدره النظام من أذية وإشكالات إلى جواره وإلى العالم، هي مخاوف حقيقية.
وكان وفد برلماني عربي زار دمشق بزعم التضامن مع متضرري الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا في السادس من شباط/فبراير الماضي، والتقى بشار الأسد حيث أكدوا أن الموقف العربي داعم لعودة سوريا لمحيطها العربي في مسعى منهم لإعادة تأهيل الاسد مجدداً رغم كل المجازر التي ارتكبها.
التعليقات (4)