بطرق غير متبعة سابقاً.. سوري يساعد متضرري الزلزال في عفرين بالتعرف على هوية ذويهم بعد دفنهم

بطرق غير متبعة سابقاً.. سوري يساعد متضرري الزلزال في عفرين بالتعرف على هوية ذويهم بعد دفنهم

تسبب الزلزال الكبير الذي ضرب "كهرمان مرعش" في السادس من شباط الماضي بدمار كبير في تركيا وسوريا ومقتل أكثر من 50 ألف شخص، في حين تستمر عملية دفن المتوفين الذين لم تُعرف هوية بعضهم، فيقوم من يدفنهم بكتابة أوصافهم على شواهد القبور، ليأتي بعد ذلك أقرباؤهم ويبحثون عنهم في تلك المقابر.

وفي مقال إنساني لها، ذكرت وكالة الأناضول أن النازحين السوريين في شمال غرب البلاد الذين نُكبوا خلال الزلزال يحاولون من جديد التمسك بالحياة بعدما عانوه من حرب وقصف ودمار منذ 12 عاماً، حيث يسعى البعض لدفن من قضى نحبه من أقاربهم وعائلتهم تحت الركام، في حين يقوم الدفاع المدني وأهالي المنطقة بدفن بعض الجثث التي لم يتسنّ تحديد هويتها باستخدام طريقة "سجل الشخصية". 

وأشارت الوكالة إلى أنه سبق أن استخدمت طريقة تسجيل الأسماء في دفن من فقدوا أرواحهم في الهجمات التي نفذتها ميليشيا أسد وحلفاؤها في مناطق مزدحمة كالمساجد والمدارس والأسواق، مضيفة أنه في هذه الطريقة يتم تسجيل وجه المتوفّى بهاتف محمول أو كاميرا قبل الدفن، كما يتم استخدام معلومات مثل مظهره وملابسه كبيانات.

كما يقوم الأهالي بدفن الجثث التي لم يتم تسميتها والتي اكتملت إجراءات تسجيلها في قبور موسومة بالأرقام في المرحلة التالية.

روايات الناجين

ويروي المصابون في شمال غرب سوريا ما عانوه من الزلزال، حيث يقول "محمود علي" 55 عاماً وأحد الناجين الذين يتولون الدفن: إنه يعيش في بلدة جنديرس بريف عفرين حيث فقد المئات من الناس حياتهم جراء الزلزال كما إنه يتخذ قراراته وفقاً لأوصاف الجنازات المدفونة دون الكشف عن هويته.

وأردف أنه ظل بلا مأوى في الساعات الأولى من الزلزال ثم وضع عائلته في خيمة قريبة وشارك في أعمال الدفن بالمقبرة، حيث حفظ أوصاف مجهولي الهوية الذين دُفنت جثثهم في مقبرة البلدة، ويقضي جزءاً من يومه هناك ليساعد الذين يبحثون عن أقاربهم من خلال سرد وصف الجنازات.

وتابع أنه من بين القتلى المجهولي الهوية يوجد أطفال أيضاً ومنهم فتاة ترتدي سترة خضراء، وطفل آخر يرتدي سترة حمراء، مشيراً إلى أن المنطقة شهدت كارثة كبيرة، لذا حفظ أوصاف الموتى ليساعد كل من يأتي إلى المقبرة ويسأل عن أقاربه بإعطائه الوصف.

الشيخ: سنأخذ عينات الحمض النووي لمجهولي الهوية

من ناحيتها قالت وزيرة الصحة في الحكومة المؤقتة "مرام الشيخ" إنهم سجلوا أوصاف ضحايا الزلزال قبل دفنهم والتقاط صور لهم كما تم ترقيم القبور حسب الإجراءات المتبعة، موضحة أنهم قاموا أيضاً بمشاركة نسخة من البيانات الخاصة بالمقابر التي لم يتم تسميتها مع المجالس المحلية، وأنهم على استعداد لمشاركة هذه التفاصيل مع المؤسسات ذات الصلة فيما يتعلق بتحديد هوية الأشخاص المجهولين.

وأضافت الشيخ إلى أن السوريين شهدوا كوارث مماثلة خلال هجمات ميليشيا أسد وحلفائه على المدن والمنشآت السكنية، وأنهم أخذوا في تلك الفترة عينات دم من بعض الضحايا الذين لم يتم التعرف عليهم في القصف لإجراء اختبارات الحمض النووي في المستقبل، الأمر الذي يمكن تطبيقه أيضاً على ضحايا الزلزال.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات