ما إن ألقت أسماء الأخرس بثقلها أمام دريد الأسد ومحاولاته كسب وشراء ولاء الحاضنة الشعبية من خلال المساعدات، حتى استشعر الأخير الخطر، وبدأ يتزلف بشكل غير مسبوق لعائلة الأسد.
فبعدما كان دريد يتغنى بابنته شمس وأعمالها الخيرية ومبادرتها التي تحمل اسم "باليد" لتقديم المساعدات للقرى العلوية المتضررة من الزلزال، تحول فجأة وبدأ يشيد بمشاركة أولاد بشار في تلك الجهود التي جاءت متأخرة بعد تلمس أسماء خطر شمس ابنة دريد بن رفعت الذي حاول فيما مضى انتزاع السلطة من أخيه حافظ وعائلته.
خلال الساعات القليلة الماضية، رصدت أورينت نت، ثلاثة منشورات يحاول فيها دريد الأسد التملق لبشار الأسد شخصياً وأولاده وحتى شقيقه القتيل باسل.
أول تلك المنشورات تضمن مشاركته منشوراً لابنته شمس تتملق بنفسها لزين وحافظ أبناء بشار أثناء استعراض مشاركتهم في التحضير لتوزيع المساعدات يوم أمس.
ولم يمض سوى ساعات قليلة، حتى عاد دريد إلى صفحته على فيسبوك لينشر صورة له تجمعه ببشار الأسد أثناء طفولتهما، ليدلل على ولائه للأخير وأنه خاضع لسلطانه هو وابنته.
وفي منشور آخر عاد ليتزلف بشار من بوابة أخيه باسل هذه المرة، حيث تغنى دريد بالأخير و"عبقريته الهندسية الفذة"، حينما كان طالباً في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق.
وزعم دريد أن باسل منحه في نهاية الثمانينيات نسخة موقعة من مشروع تخرجه الذي كان بعنوان "بناء برجي معدني دائري" وعندما سأله عن سبب اختياره لهذا الموضوع قال له باسل "إن الإنشاء المعدني هو الإنشاء الواعد من حيث القدرة على الديمومة وكذلك القدرة على المطاوعة والتشكيل والقدرة على تحمّل الزلازل والكوارث الطبيعية"، بحسب مزاعم دريد.
قبل أن يقوم دريد بتمجيد باسل بعبارات منمقة وإغداق الصفات الاستثنائية عليه، بغية التودد لعائلة عمه حافظ وأبنائه.
وعقب الزلزال الأخير، روّج دريد لأنشطة ابنته شمس الخيرية في تقديم الدعم للمتضررين من الزلزال في محافظة اللاذقية، قبل أن تتفطن أسماء أخيراً وترسل ابنتها زين الشام مع شقيقها حافظ لالتقاط الصور والترويج لمشاركتهما بتوزيع مساعدات.
وكتب دريد قبل أيام منشوراً على فيسبوك جاء: "يرجى أخذ العلم بأن الحساب الشخصي لـ شمس الأسد قد تم إيقافه من قبل فيس بوك بسبب ورود كمّ من التبليغات لمحاولة إغلاق الحساب! نحن الآن بصدد التواصل مع إدارة الموقع لإعادة تفعيل الحساب، تعدكم شمس الأسد باستمرار مبادرتها الإنسانية ( باليد ) مع فريق العمل الذي لم يبخل أبداً وعلى مدار الساعه بتقديم يد العون و المساعده لإنجاح مهمة هذه المبادرة".
وفي حديث لأورينت، رأت ربا حجازي التي عملت مع الأمانة السورية للتنمية التي تديرها أسماء، بأن الأخيرة كانت وراء إغلاق صفحة شمس الأسد بعد أن لمع نجمها بين أوساط مناطق وقرى ساحلية أثناء تقديم بعض المساعدات للأسر الفقيرة، وهو ما لا ترضاه أسماء ولا بشار بظهور أي شخص ممكن أن يصنع له شعبية داخل سوريا، سيما في مناطق الحاضنة الشعبية، تماماً كما تم تجميد بشار الجعفري بعد أن أخذ شعبية داخل صفوف المؤيدين، وكذلك الأمر بالنسبة لنشر فيديوهات سهيل الحسن التي تظهره كشخص معتوه يتفوّه بكلمات غير مفهومة.
ومنذ عودة رفعت الأسد إلى سوريا، دأب دريد الأسد على انتقاد فساد حكومة أسد من جهة واستمالة الطائفة العلوية من جهة أخرى عبر مبادرات وأطروحات تدغدغ مشاكلهم.
التعليقات (6)