ليس مستغرباً أن ينتهج بشار الأسد الذي قتل وشرد ملايين السوريين أسلوب الاحتيال في تعامله مع كارثة الزلزال لتدوير نفسه على الساحة الدولية والعربية، ولكن الغريب أن يتهافت بعض البرلمانيين العرب ممن يُفترض أنهم يدافعون عن حقوق الشعوب لمساعدة مجرم الحرب ونظامه على تحقيق إرادته، متناسين الإهانات التي أطلقها ضد العرب والحكام خلال سنوات الثورة وحتى قبلها عندما وصف بعضهم بـ"أشباه الرجال".
وشهدت الأعوام العشرة الماضية العديد من المقابلات والتصريحات وجه فيها بشار الأسد وبعض مسؤوليه، شتائم واتهامات ضد العرب وحكامهم. موقع "أورينت نت" رصد أبرزها:
1- في عام 2012 هاجم بشار الأسد في لقاء صحفي مع مجلة "الأهرام العربي" السعودية وقطر متهما إياهم بالدوران في فلك النفوذ الغربي ودعم الإرهابيين وتغذية العنف.
وقال الأسد: "أولئك ظهرت الأموال في أيديهم فجأة بعد طول فقر، وهم يتصورون أن بإمكان أموالهم شراء الجغرافيا والتاريخ والدور الإقليمي.. السعوديون كانوا وراء العدوان فى عام 1967، على مصر، وكانوا يباهون بأنهم قلموا أظافر عبد الناصر، وحتى قبل نشوب الأزمة كانت علاقتهم بنا علاقة وساطة ما بين الغرب الذي لا يعجبه الخط المقاوم للصهيونية الذي تنتهجه سوريا وما بيننا، وكان أمير قطر يأتي إلينا من باريس حاملاً أفكاراً ومقترحات يعرف أن خط سوريا العروبي القومي لا يساوم عليها أبداً، واليوم هم يدورون بإمكاناتهم المالية في فلك هذا النفوذ الغربي ويمدون "الإرهابيين" بالسلاح والمال على رجاء تكرار النمط الليبي".
وأضاف "أنهم كانوا يعملون على رعاية المسلحين وتدريبهم وتهريبهم لتقويض توجهات الدولة السورية والقطريون كانوا أسرع في تغذية العنف.
2- في عام 2020 هاجمت المستشارة السياسية والإعلامية للأسد، بثينة شعبان، السعودية في مقال نشرته في صحيفة “الوطن” المقربة من النظام.
وقالت شعبان، إن "حرب اليمن هدفها بيع الأسلحة الإسرائيلية وتحقيق أرباح هائلة لشركات الأسلحة، مضيفةً أن استقدام تركيا المرتزقة والإرهابيين إلى سوريا كان بتمويل سعودي وخليجي سخي، على حد زعهما.
3- في 2015 أكد رئيس النظام بشار الأسد أن "قطع الرؤوس هو تراث السعودية"، قائلاً إنها "دعمت الإرهابيين في أفغانستان وباكستان وفي الجزائر خلال التسعينيات، والآن في سوريا وليبيا واليمن".
وأضاف الأسد، في حوار مع صحيفة "إكسبرسن" السويدية أن "السياسة السعودية سترتد عليها وتدمرها، وأن وقف الدعم الخارجي للجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا كفيل بإنهاء الصراع". واعتبر الأسد أن "السعودية ستدمر نفسها باستخدام الخطاب التقسيمي الطائفي".
4- في السنة الأولى من الثورة السورية هاجم يوسف الأحمد مندوب الأسد لدى الجامعة العربية عدداً من أعضاء الوفود المشاركة في اجتماع الجامعة ولم يسلم أمين عام الجامعة نبيل العربي من الشتائم، حيث وصفه الأحمد بـ"نبيل الغربي"، ووصف الجامعة العربية بـ’العبرية’.
وهاجم الأحمد الجامعة العربية بقوله ‘طز في الجامعة العربية، واشتبك مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، رئيس اللجنة الوزارية المعنية بحل الأزمة السورية، كما تجادل مع وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، خارج الاجتماع في بهو الجامعة العربية، قائلاً: "حتى السودان ونحن الذين ندافع عنه، هذا عار على السودان وعلى الجامعة العربية".
5- هاجمت وزارة خارجية أسد الأردن في رسالة وجهتها للأمم المتحدة عام 2017، واتهمت المملكة بدعم المجموعات المسلحة وطالبت بمعاقبة الدول والأطراف الداعمة للإرهاب.
6- وفي نفس العام شنّ سفير النظام السابق المطرود من الأردن بهجت سليمان هجوماً لاذعاً على المسؤولين الأردنيين، طالبهم فيه بتعلم "الكرامة والشرف والعزة من سوريا الأسد".
وقال سليمان وهو لواء متقاعد في مقال على أحد المواقع السورية عنونه بـ"تعلموا أيها الرسميون الأردنيون ألف باء العزة والكرامة والشرف، من سورية الأسد، ومن دبلوماسييها بشكل خاص".
وأضاف "كفاكم مكابرة لسبع سنوات عجاف، كنتم فيها رأس حربة الحرب العالمية العدوانية الإرهابية على الجمهورية العربية السورية، واحتضنتم الإرهاب والإرهابيين وكنتم أداة مسمومة ضد الشعب السوري والجيش السوري والوطن السوري، لصالح الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والقطري والبريطاني والفرنسي والتركي" .
وشنّ سليمان هجوماً على العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حين هدد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب والملك عبد الله الثاني بالاغتيال. ونعت الملك عبد الله باسم إسرائيلي للسخرية منه وقال: "عبد الله آل جدعون هو أداة إسرائيل التي جرى نفض الغبار عنها، مجدداً في الجنوب السوري".
7- القائم بأعمال السفير السوري بعمّان أيمن علوش شكك بالدور الأردني في حرب تشرين سنة 1973، قائلاً إن "الأردن كمشاركة شارك، لكن كقتال وإطلاق نار لا أعلم".
وكان وفد من اتحاد الاتحاد البرلماني العربي زار أمس بشار الأسد في دمشق بذريعة تقديم الدعم لسوريا بعد الزلزال المدمر. في حين دعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أن يتم تبني قرار نهائي بعودة سوريا إلى محيطها العربي، على حد تعبيره.
ويأتي التحرك الجديد على مستوى البرلمانات العربية، استكمالاً لمساعي تطبيع العلاقات مع بشار أسد وإعادة وتعويمه من باب الإنسانية، والتي كان آخرها زيارة بشار الأسد لعُمان وقبلها مجيء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق.
التعليقات (9)