فلسطينيو سوريا يُصدرون كتاباً يوثق إجرام الأسد بحي التضامن: من التأسيس إلى المجزرة

كشفت منظمة حقوقية تُعنى بفلسطينيي سوريا، أبرز الانتهاكات والأفعال الإجرامية التي قامت بها ميليشيا أسد في حي التضامن الدمشقي وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين من أبناء الحي.  

وفي تقرير مطوّل لها نشرته أمس، وثّقت (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية) عمليات الاعتقال والإعدامات الميدانية التي ارتكبتها ما يسمى بـ"ميليشيا شارع نسرين" والتي أسفر عنها سقوط مئات الضحايا المدنيين من سكان الحي والمناطق المجاورة.

وأشار تقرير مجموعة العمل إلى ما حدث في مجزرة التضامن التي قام بها النظام عام 2013، كما وثّق مراكز الاحتجاز والتعذيب التي أنشئت في الحي، إضافة إلى وضعه شهادات لبعض السكان عن الانتهاكات التي وقعت في المنطقة خلال سيطرة تلك المليشيات.

وبعنوان (حيّ التضامن الدمشقي من التأسيس إلى المجزرة) استعرض التقرير الاستقصائي المؤلف من 93 صفحة، أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الحيّ خلال الفترة ما بين آذار 2011 ونهاية 2022. 

وأشار التقرير إلى بدايات الحراك الثوري فيه من أول مظاهرة خرجت ضد نظام الأسد، وصولاً إلى التهجير للشمال المحرر وعودة الحيّ كاملاً لسيطرة الميليشيات عام 2018، وانتهاء بما حدث بعد عودة بعض العائلات النازحة له.

كما رصد التقرير أبرز الأحداث الأمنية والعسكرية خلال تلك الفترة، واضعاً العديد من الإحصائيات التي تشمل الضحايا والمعتقلين والمفقودين الفلسطينيين من أبناء حيّ التضامن ومخيم اليرموك وما تعرضوا له من خطف واختفاء قسري.

إلى ذلك، أفردت مجموعة العمل فصلاً كاملاً عن الميليشيات الموالية وأهمها (ميليشيا شارع نسرين – الدفاع الوطني)، موضحة تاريخ تشكيلها وعلاقتها مع النظام والمجموعات الفلسطينية الموالية، وما مارسته في مخيم اليرموك. 

يُذكر أن "النيابة العامة" في فرنسا أكدت أنها تدرس وثائق حول "مجزرة التضامن" بعد تسلّمها من الخارجية الفرنسية والتي تتضمن عدداً كبيراً من الصور والفيديوهات الملتقطة عام 2013  وجميعها يتعلق بالمجزرة البشعة التي حدثت في الحي على يد ميليشيا أسد.

مجزرة التضامن

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية نشرت تسجيلاً يوثق قيام المدعو "أمجد يوسف" بعمليات إعدام جماعية في حي "التضامن" جنوب دمشق، كما قام عناصر الميليشيا بتكويم الجثث فوق بعضها وحرقها، كما ذكرت الصحيفة أن تاريخ الجريمة يعود إلى نيسان/أبريل 2013، وارتكبها عناصر يتبعون الفرع 227 (يعرف بفرع المنطقة) من جهاز المخابرات العسكرية".

وكشفت مصادر إعلامية هوية المزيد من المتورطين في مجازر التصفية، حيث نشر الإعلامي السوري المعارض "ماهر شرف الدين" صوراً وأسماء لعناصر وقياديين في صفوف ميليشيا أسد شاركوا في المجازر التي شهدها حي التضامن ابتداء من العام 2012، كما نقل عن مصادر وصفها بـ الموثوقة أن من بين أبرز المشرفين على تلك المجازر ولم يذكرهم التحقيق الذي نشرته الغارديان هو المدعو ياسر سليمان.