رغم التحذير من سرقتها.. أوروبا ترسل أطناناً من المساعدات للأسد وسوريون يسخرون: صارت بأيادٍ أمينة

بالرغم من تحذير العديد من الدول وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية من سرقة الأسد للمساعدات المقدّمة لمتضرري الزلزال، أرسل الاتحاد الأوروبي طائرة محمّلة بأكثر من مئة طن من المساعدات إلى مطار دمشق الدولي الواقع تحت سيطرة ميليشيا أسد، فيما طالب موالون بالكشف عن مصير تلك الشحنات وتوزيعها على المتضررين، متّهمين الميليشيا بسرقتها.

وقالت جريدة الوطن الموالية لنظام أسد إن طائرة تحمل 104 أطنان من المساعدات الغذائية والطبية مقدّمة من دول الاتحاد الأوروبي حطّت في مطار دمشق الدولي لإغاثة المتضررين من الزلزال.

وأشارت الجريدة إلى أن "الهلال الأحمر السوري" تسلّم الشحنة بحضور رئيسه خالد حبوباتي، ورئيس عمليات المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي بسوريا لويجي باندولفي.

تحذيرات من سرقة أسد للمساعدات

وتأتي الشحنة بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي عن تخفيف مؤقّت للعقوبات المفروضة على سوريا من أجل تسهيل إيصال المساعدات للمتضررين من الزلزال.

وقال المجلس الأوروبي في بيان، الخميس الماضي، إن المنظمات الإنسانية لن تحتاج للحصول على إذن مُسبق من الدول الأعضاء.

وأوضح البيان أن العقوبات لا تحظر تصدير الاتحاد للأغذية والأدوية والمُعدّات الطبية إلى سوريا، ولا تستهدف النظام الصحي للبلاد بل تتضمن استثناءات إنسانية واسعة النطاق.

ورغم ذلك، حذّرت منظمات ودول عديدة في مقدمتها الولايات المتحدة من سرقة ميليشيا أسد للمساعدات الإنسانية، حيث طرحت لجنة العلاقات الخارجيّة في مجلس النوّاب الأمريكي، الجمعة، مشروع قرار يضمن وصول المساعدات للمتضررين بالزلزال دون أن تستولي عليها الميليشيا.

ويدعو المشروع إلى إنشاء آلية رسمية لمراقبة المعونات المقدّمة من الولايات المتحدة لسوريا "لضمان وصول المساعدات لمستحقّيها وعدم سرقتها من قبل نظام الأسد".

موالون: أين المساعدات؟

في السياق، طالب العديد من الموالين في مناطق سيطرة ميليشيا أسد بتوزيع المساعدات على مستحقّيها، متّهمين الميليشيا بالتكتّم عليها وسرقتها، ما يحرم المتضررين من الحصول على المساعدة.

وعلّق مستخدم على فيسبوك مستنكراً بالقول: "هل توجد مستودعات فعلاً تُخزّن هذا الكم الهائل الذي وصل للأراضي السورية ولم يصل بعد للناس إلا القلة منهم؟؟".

وأضاف آخر: "لمين المساعدات عفواً؟؟؟؟؟ مليون إشارة استفهام؟؟؟؟؟؟ ياصباح المساعدات"، وذكر ثالث: "مساعدات مساعدات وينها إلى مخازنهم لعنة الله عليهم.. الله لايوفقهم ويعمي بصرهم وبصيرتهم".

فيما تندَّرَ أحد المعلقين على خبر وصول شحنة المساعدات وقال في تعليق له: "من شوي كانت 120 طن"، في إشارة إلى سرقة 16 طناً لحظة هبوط الطائرة في المطار.

وحول المحسوبيات في توزيع قسم صغير من المساعدات على السوريين، قال أحد المستخدمين: "انو المساعدات كلها لو راحت للمتضررين وبس والله لصاروا اغنى البشر. ولك يا عمي وزعوها على البطاقة الذكية.. بس مو ناس توصلها الرسالة وناس ما توصلها مثل المازوت يلي ماشفنا رسالته"، بينما علّق آخر بالقول: "(المساعدات) صارت بأيادي أمينة وأنيسة".

حوادث سرقة سابقة للميليشيا لأموال المساعدات

وكانت ميليشيات أسد والميليشيات الإيرانية الموجودة بدمشق وريفها دخلت على خط سرقة المساعدات والتبرعات المخصصة لمتضرري الزلزال، وسط استمرار وصول المساعدات الدولية والحملات المحلية لجمع التبرعات المالية والعينية.

وأشار مراسل أورينت في دمشق وريفها ليث حمزة في تقرير سابق نقلاً عن مصادر محلية، إلى أن منظمات محلية والأهالي بدؤوا بعشرات حملات التبرع لجمع مساعدات مالية وغذائية ومستلزمات منزلية للمتضررين من الزلزال في مناطق سيطرة ميليشيا أسد في حلب واللاذقية وحماة وطرطوس.

وذكرت المصادر أن ميليشيا أسد وإيران المنتشرة بريف دمشق استغلت تلك الحملات لسرقة قسم كبير منها، بعد أن زعمت أنها تتعاون مع المنظمات لجمع المساعدات وتوصيلها لمحتاجيها.

ونقل مراسلنا عن مصدر في جنوب دمشق قوله، إنه بعد أن أطلقت منظّمات إنسانية ومنها (فريق مجد التطوعي وجمعية القدس ومجموعة إنسان التنموية) حملات لجمع التبرعات، قامت المجالس المحلية والفرق الحزبية وميليشيا "الدفاع الوطني" وميليشيا إيرانية بإطلاق حملة لجمع تبرعات، خاصة بعد نزوح عدد من العوائل المتضررة من جبلة واللاذقية وحلب إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، وسرقت مبالغ مالية بعد جمعها ووزّعت جزءاً بسيطاً على المتضررين.