التايمز.. زعيم فاغنر أضحى مشكلة لبوتين بعد أن كان الحل وحقوقي يحذر: "أيامه باتت معدودة"

لا تزال الخلافات الحادة واتهامات التخوين في موسكو بين قائد فاغنر "يفغيني بريغوجين" وضباط الأركان الروس التابعين لبوتين، هي المسيطرة على الموقف في البلاد، ولا سيما بعد الخسائر الفادحة التي مُنيت بها ميليشيا الارتزاق (فاغنر) في أوكرانيا وسقوط عدد كبير من القتلى في صفوفها. 

وفي مقال جديد لها بعنوان (رئيس فاغنر يشن حرباً سياسية ضد النخبة الروسية) ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن يفغيني صنع أعداء كثراً له بعد تصريحاته أن مقاتلي مجموعته كانوا بحاجة ماسّة للذخيرة ما جعلهم يموتون بأعداد كبيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما ينشغل بوتين بمعارك أوكرانيا، قام رئيس مرتزقة فاغنر بفتح جبهة أخرى ضد قيادات في الجيش الروسي، متهماً إياهم بخيانة الدولة وعلى رأسهم وزير الدفاع والجنرال "فاليري غيراسيموف" القائد العسكري الأعلى لروسيا، وذلك بعد فشلهم بتزويد مقاتليه بالذخائر.

التايمز لفتت إلى أن مثل هذه التحركات والتصريحات شكلت خطراً كبيراً على (يفغيني) الذي نشر صوراً لجثث 30 من مقاتليه سقطوا في يوم واحد خلال معركة (باخموت) المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا، واتّهم فيها قيادات كبيرة بالتسبب بمقتلهم، الأمر الذي ردوا عليه بأنها محاولات "خلق انقسام" داخل الوحدات العسكرية الروسية.

من ناحيتها ذكرت "تاتيانا ستانوفايا" المحللة السياسية الروسية أن يفغيني وطموحه لا يشكل تهديداً للدولة لكن من الواضح أنه يتحول إلى سياسي كامل له آراؤه الثورية الخاصة، في حين يعتقد (فلاديمير أوسيتشكين) الناشط الحقوقي المنفي أن أيام يفغيني باتت معدودة. 

وأوضح أوسيتشكن أن قائد فاغنر تحوّل إلى قرد يحمل قنبلة يدوية يمكن أن تتوقع منه أي شيء ولديه الكثير من الأعداء، مضيفاً أن من الواضح أنه في خطر شديد ولم يعد هناك مكان آمن له في روسيا فحياته لا تساوي شيئاً، وهو يفهم ذلك حسب قوله.

وتابع الناشط الروسي أن الخلافات بين فاغنر ومسؤولي الدفاع جعلت من يفغيني مكاناً بارزاً للاغتيال في وقت لقي فيه نحو عشرين من المسؤولين ورجال الأعمال الروس حتفهم في ظروف غامضة منذ بدء الحرب ضد أوكرانيا، فيما يُعتَقد أن بعض القتلى مرتبطون بالصراعات على النفوذ أو السلطة.

ولفت إلى أنه سيتم تصفية يفغيني وفقاً لقواعد اللعبة بمجرد أن يتلاشى عن أعين الجمهور، موضحاً أن زعيم فاغنر توقّف عن أن يصبح حلاً بل بات هو المشكلة، في حين قال "أوليغ شيفتشينكو" الصحفي الأوكراني: "إن يفغيني لم يعد صياداً بل أصبح وحشاً مُطارَداً".