أثار منح الجنسية المصرية لتجار ورجال أعمال سوريين موجة غضب واستياء من قبل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، منتقدين حكومة أسد التي تصبّ جلّ اهتمامها حالياً على تأمين البصل في السوق بعد ارتفاع أسعاره.
وقارنت صفحات محلية على مواقع التواصل بين نظام أسد الذي كان سبباً في تهجير الكفاءات والتجار السوريين، ومدى القصور لدى حكومة النظام التي لا تعير أي اهتمام لهم، وبين حكومات الدول التي لجؤوا إليها بعد تدمير مصانعهم وفرض الإتاوات عليهم من قبل ميليشيا أسد، الأمر الذي أدى إلى تهجيرهم دون رجعة.
مبروك علينا العرنوس والبصل
وكتبت صفحة "الفساد في سوريا" عبر "فيسبوك"، إن رئيس حكومة البصل (في إشارة إلى رئيس حكومة أسد، حسين عرنوس) يوافق على استيراد 2000 طن من البصل، وبالمقابل أعلنت الحكومة المصرية اليوم الخميس منح الجنسية المصرية لرجال أعمال سوريين، بموجب قرار صادر عن رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى كمال مدبولي، نُشر في الجريدة الرسمية.
وتضمن القرار منح الجنسية المصرية لـ11 رجل أعمال سورياً معظمهم ينحدرون من مدينتي دمشق وحلب، وهم: عبد السلام ياسين كرنازي، أحمد رضوان سماقية، يوسف صبحي دباغ، مؤيد عمر طلس، صفوان عز الدين أبو اللبن، عبد الصمد مصطفى الحلبي، عدنان محمد عادل حالول، عبد الحق محمد زهير كيتوع، محمد صبحي مصطفى دشق، أسامة بدر الدين العوف، محمد أسامة العوف.
وفي تعليقها على منح الجنسية المصرية لهؤلاء السوريين، قالت صفحة "الفساد في سوريا": "مبروووك المليارات ورؤوس الأموال والمصانع لمصر.. ومبروك علينا العرنوس والبصل".
مافيات البصل
وعبّر سوريون عن استيائهم من ممارسات نظام أسد وحكومته والتي أسفرت عن هجرة رجال الأعمال إلى الخارج، وعدم التحرّك لدعوتهم للاستثمار في سوريا، فكتب أحدهم: "وما زال هناك يحاربون صناعنا وتجارنا ويساهمون بتهجيرهم من خلال وضع العقبات في وجه صناعتهم ومصانعهم...لماذا لا نزرع البصل والقمح بدل ان نستورده ويتحكم فينا مافيات البصل وغيره من المنتجات الزراعية لماذا لا نزرع كل الزراعات كما كنا بالسابق".
وقال آخر: "للعلم السوريين اصحاب المصانع والمطاعم والاموال في مصر معظهم مطلوب للخدمة الاحتياطية.. خلو الاحتياطيه تنفعكم ،، مبروك أم الدنيا 🇪🇬 انتم الاذكياء وتستاهلوا كل خير"، بينما أشار أحدهم إلى الفساد في مناطق ميليشيا أسد قائلاً: ""عنا حطولن عباب كل شركة أو مشغل او مصنع تاخد منن اتاوات وترسيم وغيرو لحتى تركو البلد"،
وعلق شخ آخر: "وااااسفاااه نحن شوف هنن وين ونحن وين نحنا جوعانين البصل وهنن عم يعطو جنسيات لرجال اعمالنا"، فيما سخر أحد المعلّقين قائلاً: "كل الأخبار اليوم عن البصل شو القصة؟؟المهم كلو بصل وانسو الحصل"، في حين وصف آخر حكومة البصل بـ"حكومة الفشل".
وإضافة إلى مئات آلاف القتلى وتشريد وتهجير الملايين من السوريين داخل سوريا وخارجها، أسفرت الحرب التي شنّها نظام أسد على الشعب السوري منذ أكثر من 12 عاماً إلى تهجير الكفاءات السورية إلى مختلف أصقاع الأرض، وكان من بين أفواج المهجّرين عدد كبير من التجار ورجال الأعمال، الذين بدؤوا ببناء أعمالهم ومصانعهم التي دمّرتها ميليشيا أسد، في البلدان التي لجؤوا إليها، ليساهموا بشكل أساسي في بناء اقتصاديات تلك البلدان، بعيداً عن بلدهم الذي يستشري فيه الفساد والرُّشا والمحسوبيات ويتحكم باقتصادها بشار أسد وعائلته وأزلامه من تجار الحرب.
التعليقات (3)