مركز أوروبي يُحذّر من تفشي 5 مجموعات مرضيّة في مناطق الزلازل بسوريا وتركيا

حذّر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) من خطر تفشي 5 مجموعات من الأمراض المعدية بين السكان المقيمين في المناطق التي ضربها الزلزال شمال سوريا وجنوب تركيا في السادس من شباط/فبراير الجاري.

وقال المركز في تقرير له، الإثنين، إنه من المتوقع أن تصبح الأمراض المعدية مصدر قلق في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع في تلك المناطق.

وأوضح أن الأمراض التي تنقلها الأغذية والمياه والتهابات الجهاز التنفسي والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات تُشكّل مخاطر في الفترة المقبلة، مع احتمال أن تتسبب في تفشي الأمراض، لا سيما مع انتقال الناجين إلى ملاجئ مؤقتة.

وأشار إلى أنه قد تؤدي البنية التحتية للمرافق المتضررة، بما في ذلك المياه والكهرباء، إلى محدودية الوصول إلى المياه النظيفة، وعدم كفاية مرافق الصرف الصحي والنظافة، والتبريد غير المناسب، وأنظمة الطبخ، إلى زيادة حدوث وانتقال الأمراض المنقولة بالغذاء والمياه.

5 مجموعات من الأمراض

ووفق المركز، فإنه من المحتمل أن ترتفع حالات الإصابة بالكوليرا في المناطق المتضررة في الأسابيع المقبلة، إذ إن الكوليرا تُعتبر مصدر قلق في شمال غرب سوريا الذي مزقته الحرب، حيث أبلغت السلطات عن آلاف الحالات، بينما تحاول البلاد السيطرة على تفشي المرض منذ أيلول/سبتمبر 2022. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب الأطعمة الأخرى و/أو الأمراض المنقولة عن طريق المياه في حدوث عدوى في المخيمات مثل: العدوى الفيروسية مثل التهاب الكبد A، والالتهابات التي تسببها الطفيليات أو العدوى البكتيرية، مشدداً على أنّ توافر المياه النظيفة يعدّ من بين أهم التدابير لتجنب انتشار هذه الأمراض.

ولفت المركز إلى أن أمراض التهابات الجهاز التنفسي تُعتبر أيضاً أحد مصادر القلق التي يجب الحذر منها، حيث يزداد خطر تفشي المرض مع نقل الناجين إلى المخيمات ومناطق الإيواء المؤقتة التي يكون فيها الازدحام كبيراً.

وكذلك، فإن كورونا والإنفلونزا الموسمية وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى تنتشر في المنطقة بمستويات معتدلة إلى عالية في المنطقة، في حين يكون الصغار وكبار السن هم أكثر عرضة لمضاعفات هذه العدوى وفي حالة تفشي المرض، سيتم وضع ضغط إضافي على أنظمة الرعاية الصحية المتضررة بالفعل.

وعلى غرار التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية، يمكن أن تؤدي ظروف الازدحام في المستوطنات المؤقتة إلى زيادة خطر انتقال الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل الحصبة أو الحماق أو التهاب السحايا أو شلل الأطفال.

كذلك فإن عمال الإنقاذ يتعرضون لخطر متزايد للإصابة بالكزاز من الإصابات والجروح المفتوحة الناتجة عن ملامسة الحطام، إذ يجب تقديم الوقاية من الكزاز وفقاً للإرشادات الطبية الحالية.

أهمية الوصول إلى الرعاية الصحية

وأكد المركز أن ضمان استمرارية التطعيمات الروتينية ومعالجة فجوات التطعيم السابقة يُعتبر أمراً ضرورياً في المناطق المتضررة من تركيا وسوريا.

وذكر أن توفير الوصول إلى الرعاية الصحية للصدمات وغيرها من الرعاية العاجلة، والمأوى، ومياه الشرب، ومرافق الصرف الصحي والنظافة الملائمة، سيقلل من مخاطر تهديدات الأمراض المعدية.

ومساء الإثنين، ضرب زلزالان جديدان بقوة 6.4 و5.8 درجات ولاية هاطاي جنوب تركيا، ما سبّب سقوط قتلى وجرحى في سوريا وانهيار عدد من المباني.

ويُعتبر هذا الزلزال الأقوى شدة بعد الزلزالين المدمّرين اللذين ضربا مناطق في جنوب تركيا وشمال سوريا فجر 6 فبراير/شباط الجاري، وخلّفا آلاف الضحايا ومئات آلاف المشرّدين.