لماذا يرغب غالبية السوريين النازحين من أنطاكيا بالعودة إليها رغم الدمار والخطر؟

لماذا يرغب غالبية السوريين النازحين من أنطاكيا بالعودة إليها رغم الدمار والخطر؟

رغم الدمار الذي حلّ بمدينة أنطاكيا والهزّات الارتدادية شبه اليومية، كشفت تصريحات لعائلات سورية نازحة من المدينة عن رغبتها بالعودة إليها رغم الظروف الراهنة، وذلك نتيجة العقبات التي واجهتها خلال رحلة البحث عن مأوى.

وقال عمار عبد الغني وهو سوري ترك خلفه بيته المهدّم في مدينة أنطاكيا لـ أورينت نت: "الهزّات الارتدادية حسمت كل شيء، ربما كنا قد نحتمل الخراب الذي حل بمنازلنا ولكن أن يسقط المبنى فوق رؤوسنا كان هذا الأمر الجلل، لذا تركت المدينة مع زوجتي وطفلتي وغادرتها باتجاه مرسين، التي باتت عقدة للنزوح تتوسط المحافظات المنكوبة الثلاث أنطاكيا – غازي عنتاب – كهرمان مرعش".

وأضاف: "جلسنا بداية عند أقاربنا وبعد بحثنا عن منزل صُدمنا بالإيجارات التي باتت مرتفعة للغاية وكأن أصحاب العقارات وجدوا فرصة لمضاعفة الأسعار مرات عدة، لقد طلبوا منا إيجار المنزل الذي كان قبل الزلزال بـ 5 آلاف ليرة، طلبوا مقابله 700 دولار أمريكي"، مشيراً إلى أن الاستغلال رافقته موجة من العدائية تجاه النازحين السوريين من المناطق المنكوبة"، لافتاً إلى أن تفكيره محصور الآن بإيجاد أي عمل في أنطاكيا أو قربها ولو كلفه ذلك العيش في الخيام.

 

عنصرية واستغلال

أما آية عبد الحميد الأحمد والتي نزحت مع عائلتها من أنطاكيا بفعل الزلزال، كشفت في حديثها لـ "أورينت نت" عما وصفته بالاستغلال المقرف الذي واجهها في مدينة بورصة، حيث اقتادتها الظروف، مشيرة إلى أن هناك مشكلة أخرى غير الإيجارات المرتفعة وهي نظرة الشعب وتعاملهم، فكثيراً ما يوجهون كلمات مهينة وأسئلة تدل على انزعاجهم من قدومنا كـ (لما لم تبقوا في هاتاي؟... لما جئتم إلينا؟).

وأضافت: "حاولنا استئجار منزل، وبغض النظر عن كون المنزل من داخله لا يصلح حتى لسكن البهائم، طلبوا سعر إيجاره 2500 ليرة تركية، ولم يقف الأمر هنا بل قام (الدلال السوري / وكيل التركي) بسؤالنا عن عدد الأفراد الذين سيسكنون في المنزل، مع تحذيرنا بضرورة عدم إصدار الأصوات وإزعاج جارنا العجوز فوقنا، لأن لسانه سليط ويكره السوريين وقد يرمينا من المنزل"، لافتة إلى أنهم باتوا ينتظرون نتيجة تقييم منزلهم من أجل العودة إلى هناك، وفي حال تم منعهم من السكن في المنازل سيتجهون للخيام.

 

أزمة العمل

أما (همام الحسن)، فقد ذكر في حديثه لـ أورينت نت، أن فرص العمل القليلة والاستغلال من أرباب العمل للمهجرين، دفع بكثيرين لحسم قرارهم بالعودة إلى أنطاكيا.

وقال: "على سبيل المثال، توجّهت إلى أحد المعامل في بورصة، حيث قادتني الظروف للعمل، ولكن صاحب العمل رفض منحي الحد الأدنى للأجور كراتب أولي، وأصر على دفع 6000 ليرة تركية شهرياً فقط، وعند الرفض كان جوابه (هناك آلاف مثلك سيهرعون إلى معملي)".

 

فرق المعيشة 

وبحسب (أبو عمر) وهو رب أسرة سوري نازح من أنطاكيا، فإن الحياة وأسعار المعيشة لا تشبهها أية حياة أخرى في أية ولاية تركية ثانية، مشيراً إلى أن موضوع الحياة لا يقتصر على الأسعار فحسب، بل إن نموذج الحياة مختلف كل الاختلاف عما هو في أنطاكيا، معتبراً أن هذا الفارق هو أكبر دافع للسوريين بالعودة إلى أنطاكيا في أقرب فرصة.

وكانت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) أعلنت الانتهاء من أعمال البحث في كافة الولايات التركية باستثناء ولايتي كهرمان مرعش وهاتاي.

وقال رئيس "آفاد" يونس سيزار أمس الأحد، إن عدد وفيات الزلزال ارتفع إلى 40 ألفاً و689، مضيفاً: يواصل أكثر من 20 ألفاً من عمال البحث والإنقاذ عملهم إلى جانب الآليات الثقيلة.

وفي 6 فبراير/ شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجات والثاني 7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

التعليقات (1)

    Syrian

    ·منذ سنة شهرين
    انطاكيا مدينه سوريه اصلا اهلها متسامحون طيبون بسيطون كلهم يتكلمون اللهجة السوريه. الله يكون بعونك يا انطاكيا ويعيدك مثلما كنتي وافضل
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات