مهندسون لأورينت: 4 أسباب رئيسية وراء انهيار معظم المباني بأنطاكيا جراء الزلزال المدمر

مهندسون لأورينت: 4 أسباب رئيسية وراء انهيار معظم المباني بأنطاكيا جراء الزلزال المدمر

كشف مهندسون في تصريحات لأورينت نت عن أربعة أسباب كانت الأكثر فاعلية في دمار قسم كبير من المباني في مدينة أنطاكيا، مشيرين إلى أن تلك الأسباب تضافرت في نفس الوقت مع درجة الزلزال الكبيرة ومدته التي استمرت لنحو الدقيقة و15 ثانية تقريباً.

ويقول المهندس المدني السوري محمد مدراتي، إنه وبغض النظر عن الزلزال وقوته، فإن هناك عدة أسباب ساهمت في الدمار الكبير الذي ضرب المدينة أبرزها:

 

1 – طبيعة التربة

وفقاً لـ (مدراتي) فإن التربة في أنطاكيا ليست بتلك الصلابة، والسبب لكونها تربة نهرية، وقد لوحظ أن العدد الأكبر من المباني التي تهدّمت بشكل كامل كان بالقرب من ضفتي نهر العاصي الذي يقسم المدينة إلى قسمين، مشيراً إلى أن التربة على أطراف الأنهار تكون هشة في العادة إذا ما قورنت بمناطق أخرى.

 

2 – قِدم المباني 

تعتبر المدينة من أقدم المباني في تركيا، حيث تشتهر بكونها تعد من أكبر مخازن الآثار في البلاد، فضلاً عن أن بعض المناطق التي تضم أبنية حديثة، كان العدد الطابقي غير متناسب مع سمك التربة وقدرتها على التحمل (على سبيل المثال تم تشييد أبنية من 8 طوابق في مناطق لا تضم أي صخور يمكن الاستناد عليها، أي أنها لا تتحمل ارتفاع أكثر من خمسة طوابق).

 

3 – أخطاء كارثية

أما المهندس المعماري السوري ربيع البكور، فقد أكد في حديثه لـ أورينت نت، أن ورشات الماء والكهرباء التي تتولى إرفاد الأبنية بالخدمات تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، حيث تم رصد العديد من الحالات التي قام بها عمال تلك الورشات بقص الحديد في جسور وأعمدة المباني، بهدف تسهيل مد ومرور خراطيم المياه وكابلات الكهرباء عبر الجدران والأسقف، مشيراً إلى أن قص حديد الجسور والأعمدة يؤدي إلى إضعاف مقاومتها حتى الثلث.

وأكد الإعلام التركي صحة ما قاله المهندس (بكور)، حيث تداولت وسائل إعلام تركية صوراً، تظهر عمليات قص وخلع للحديد داخل الجسور، بهدف تمرير كابلات الكهرباء ومواسير المياه، وقد شارك نائب وزير البيئة والتحضر وتغير المناخ التركي محمد أمين بيربينار صوراً لما وصفه بـ (الأخطاء الكارثية) في أنطاكيا.

 

4 – نقص التدعيم

وبحسب (بكور)، فإن نظام البناء في سوريا يختلف عما هو عليه في تركيا، مشيراً إلى أن الأبنية في سوريا يتم تشييدها بالاستناد على صخر الأرض الأصلي (الجبل)، فيما يتم تشييد الأبنية في تركيا بالاستناد على حصير إسمنتي مسلّح ومدعم.

وتابع: "بطبيعة الحال في حال نقص تدعيم هذا الحصير سيكون هناك كارثة كبيرة، كما حدث تماماً في مجمع الريزيدانس في منطقة (الإكنجي) بأنطاكيا، والذي خلف كارثة راح ضحيتها عشرات المدنيين، وقد تمكنت السلطات التركية من اعتقال المقاول الذي نفّذ المشروع".

 

لماذا انهارت غالبية الأبنية بشكل عامودي؟

تحدث (مدراتي) بأن غالبية الأبنية في أنطاكيا سقطت بشكل عامودي، والمقصود بالشكل العامودي هو سقوط المبنى قطعة واحدة نحو جهة محددة، لافتاً إلى أن السبب في ذلك هو انهيار معظم أعمدة حوامل البناء أو بعضها، أو حدوث خسف جزئي تحت الأبنية المنهارة، فضلاً عن مدة الزلزال وشدته الذي صُنف كأكثر الزلازل دماراً في تركيا.

وكانت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) أعلنت الانتهاء من أعمال البحث في كافة الولايات التركية باستثناء ولايتي كهرمان مرعش وهاتاي.

وقال رئيس "آفاد" يونس سيزار أمس الأحد، إن عدد وفيات الزلزال ارتفع إلى 40 ألفاً و689، مضيفاً: يواصل أكثر من 20 ألفاً من عمال البحث والإنقاذ عملهم إلى جانب الآليات الثقيلة.

وفي 6 فبراير/ شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجات والثاني 7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات