مصادر لأورينت: الزلزال لخدمة أسماء الأسد.. سرقة وجريمة ضد الأطفال وإساءة أدب

كشفت مصادر طبية وإغاثية محلية في مدينة اللاذقية لموقع أورينت نت، انتهاكات جمعيات تابعة لنظام أسد بحق المصابين والمتضررين من الزلزال المدمّر، وخاصة ما تعُرف بـ"مؤسسة العرين الإنسانية" التي تُدار مباشرة من قبل مكتب أسماء الأسد زوجة رأس النظام بشار الأسد.

وبحسب المصادر، فإن حالة من الاستياء تسود في المستشفيات التابعة للنظام وكذلك الخاصة في مدينة اللاذقية، لتعامل "العرين" مع المتضررين من الزلزال كأرقام فقط، ومنع أي جمعية أو جماعة خيرية مساعدتهم.

"عرين" أسماء الأسد.. شكليات وتشبيح

وأفاد مراسل أورينت في اللاذقية جورج جابر، نقلاً عن متطوعين إغاثيين، بأنهم جمعوا خلال حملات تبرّع محلية مبالغ مالية كاستجابة أولى لتقديمها للمتضررين من الزلزال في المستشفيات وبينهم أطفال بحاجة لأدوية غير متوفرة في تلك المستشفيات.

وقال إن ممثلين عن مكتب أسماء الأسد و"مؤسسة العرين" منعوا المتطوّعين من تقديم المساعدة لهؤلاء الأطفال المصابين، إذ تم تسجيل أسمائهم ونقلهم من المستشفى الوطني ومستشفيات أخرى وتجميعهم في مستشفى تشرين الجامعي.

وشكك الأهالي بهذه الإجراءات الشكلية، حيث تم تسجيل أسماء مصابين ومتضررين من الزلزال ولم يتم التواصل معهم، كما لم تصلهم أي مساعدات من "مؤسسة العرين".

وأكد مراسلنا أن "مؤسسة العرين" لم تقدّم مساعدات إضافية للناس المتضررين، رغم ظهورها منذ اليوم الأول بعد الزلزال، حيث تبيّن لاحقاً أنها كانت تريد تجميع هؤلاء المتضررين لتلميع صورة أسماء الأسد دون تقديم الدعم الحقيقي لهم.

إهمال طبي وحصار

وأشار إلى أنه تم منع أي تواصل مع الأطفال المصابين، ومن بينهم الطفل غسان قصاب الذي نجا مع شقيقه وتوفي جميع أفراد عائلتهما وتمّ تبني حالة من "مؤسسة العرين"، بحجة أن مكتب "السيدة الأولى" مسؤول عن هؤلاء الأطفال.

وذكر متطوعون محليون أن "مؤسسة العرين" سجلت أسماء جميع المصابين الذين دخلوا إلى المستشفى في اليوم الثاني والثالث بعد الزلزال، ومنعت التواصل معهم، مشيرين إلى أنه تمّ نشر حرس في كل مركز إيواء وفي المستشفيات.

معاملة سيئة للكوادر الطبية

ونقل مراسلنا عن أحد الأطباء في مستشفى تشرين الجامعي، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنيّة، قوله إن "الرعاية الطبية للمصابين ومن بينهم الطفل غسان من قبل مؤسسة العرين عشوائية.. وكل همّ المؤسسة أن تظهر أسماء الأسد بمظهر المهتم برعاية الأطفال".

وبحسب ما ذكر الطبيب، فإن ممثلي "مؤسسة العرين" عاملوا الأطباء والكوادر الطبية باحتقار وأسلوب آمر، وعكسوا في تصرفاتهم مع الأطباء طريقة آل الأسد، فمثلاً كانوا يسألونهم بأسلوب مهين: "تاكل بسكوتة؟؟ّ!.. جبلك همبرغر؟؟!!".

وذكر إلى أن العاملين في "العرين" كانوا يجلبون للأطباء وجبات "شاورما وبرغر" ويقدمونها بطريقة وأسلوب غير لائق، مشيراً إلى أنه تم منع بعض الأطباء الذين أحضرهم أهالٍ وجمعيات خيرية من الاعتناء ببعض الحالات التي تحتاج للاهتمام بشكل أكبر.

وكان بشار الأسد وزوجته قد زارا اللاذقية في اليوم السادس بعد الزلزال، وتفقدا المصابين الذين تم جمعهم في مستشفى تشرين الجامعي، وذلك بعد يوم من زيارته مدينة حلب وظهوره ضاحكاً على أنقاض المباني المدمرة.

إساءة أدب مع الضيوف

إلى ذلك، وفي صورة تدل على استغلال نظام أسد للكارثة وسرقة المساعدات، فإن وجبات الطعام المقدّمة للوفود الإغاثية التي وصلت إلى اللاذقية من خارج سوريا كانت من مخصصات الجمعيات المحلية للمتضررين.

وأوضح مراسلنا بأنه وبتوجيه من محافظ أسد في اللاذقية فقد تم توزيع الطعام على الوفود الإغاثية من نفقة المتبرعين والجمعيات الخيرية التي توزّع وجبات يومية.

وتم إجبار كل جمعية محلية في اللاذقية بتقديم حصص طعام يومية للوفود منها الوفد الفنزويلي والوفد اللبناني، بحسب مراسلنا.

"العرين" على أنقاض "البستان"

وتأسست "مؤسسة العرين" منتصف عام 2020، بعد إقصاء "جمعية البستان" التي كانت تابعة لابن خال رأس رامي مخلوف، وذلك بالتزامن مع خلافات أسد ومخلوف.

وتضم المؤسسة التي تؤكد تقارير إعلامية أن أسماء الأسد تشرف عليها شخصياً، كوادر سابقة من "جمعية البستان" من أبناء قتلى ميليشيا أسد، يحصلون على مساعدات وتبرّعات من مؤسسة "الشهيد" التابعة للمحافظة.

كما إن "العرين" يتم تمويلها من قبل التجار إذ تعدّ مؤسسةً رديفة لـ"الأمانة السورية للتنمية" التي بدأت بتحصيل أموال من التجار ومن بينهم "الفوز والزين" وغيرهم قبل أكثر من سنتين.

سرقة المساعدات في اللاذقية

وكان موقع أورينت نت قد رصد خلال الأيام الماضية عشرات الفيديوهات والمنشورات لتي تتحدث عن عمليات سرقة للمساعدات والمعونات المخصصة لمتضرري الزلزال في مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

وكان أحد النشطاء في مدينة اللاذقية ويُدعى "معين علي"، قد خرج ببث مباشر عبر صفحته في "فيسبوك" مهاجماً حكومة أسد، ومندداً بمنعها وصول المساعدات الأهلية للمتضررين من الزلزال إلا بموجب "تصريح أمني".

وقال "علي" حينها قبل أن يتمّ اعتقاله وإطلاق سراقه لاحقاً: "يا أخي العالم ما بتثق فيكن شو بعملكن.. إذا الناس ما بتثق فيكن.. الناس ما عم ترضى تسلّم حدا غيرنا.. شو بنعمل يعني؟.. بنخون الأمانة وينعطيكن المساعدات مشان أنتو تسرقوهن".