مهجرو ريف دمشق في الشمال: إحصائية ضحايا ضخمة وآلاف شردهم الزلزال

بلغت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق شمال غرب سوريا الذين ينحدرون من دمشق وريفها أكثر من 400 شخص وفق ما وثقت مصادر محلية ومكاتب المجالس التابعة للمدن والبلدات المهجّرة من دمشق وريفها وبدأت العائلات التي دُمرت منازلها بفعل الكارثة بالبحث عن مأوى جديد في استمرار لرحلة التهجير التي طالتهم منذ خمس سنوات.

284 حصيلة ضحايا مدينة حرستا

ووثقت جمعية مهجري مدينة حرستا الخيرية أسماء 284 شخصاً فقدوا حياتهم نتيجة الزلزال الذي ضرب الشمال السوري ومعظمهم قضوا في ريف حلب الشمالي ،وأضافت أن 54 شخصاً أصيبوا نتيجة الزلزال و3 مازالوا في عداد المفقودين، وأوضحت أن عدد المشردين الذين باتوا بلا مأوى من مهجري حرستا لوحدها هو 500 عائلة.

وقال أحمد الحلاق من مهجري الغوطة الشرقية لموقع أورينت نت، أن العدد الأكبر من ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق شمال سوريا من مهجري دمشق وريفها وقع في بلدة جنديرس في ريف عفرين، لأن نسبة كبيرة من مهجري مدينة حرستا لجأت إلى هناك بعد أن تمّ تهجيرهم قسراً من الغوطة الشرقية في الشهر الثالث من عام 2018 على يد ميليشيا أسد وروسيا.

وأضاف أن سبب وقوع عدد ضحايا كبير للمهجرين في بلدة جنديرس، لأن الأبنية التي كانوا يقطنون فيها بالأساس لا تصلح للسكن، فكسوتها رديئة جداً وتقع في منطقة رملية تربتها رخوة وبنيت دون مراعاة لقواعد البناء الهندسية الصحيحة.

تشريد 1200 عائلة 

من جهته قال الناشط الحقوقي معتز زين الدين من حي جوبر لموقع أورينت نت، إن أكثر من 120 شخصاً قضوا في ريف إدلب ومنطقة حارم بالأخص من مهجري دمشق ومن بلدات الغوطة الشرقية ومدينة داريا، وذكر أن أكثر من 1200 عائلة منهم تشردوا من جديد وباتوا يبحثون عن مآوى.

وأضاف أن عدداً كبيراً من العائلات لجأت إلى مخيمات أُقيمت بشكل عاجل بعد أن فقدوا منازلهم وعدداً آخر التحق بأقارب له في مدن إدلب وعفرين وأعزاز بشكل مؤقت ريثما يبحث عن منزل يؤويه، ولكن مع ذلك هناك صعوبة بالغة في إيجاد منازل بهذه الفترة نتيجة الكثافة السكانية في الشمال السوري.

وذكر أن مهجري دمشق وريفها يعانون قبل وقوع الزلزال من أوضاع معيشية صعبة ونقص في تلبية احتياجاتهم الإغاثية والطبية مثل باقي أهالي الشمال نتيجة قلة المساعدات من المنظمات الدولية والمحلية وانخفاض التمويل.

وكان الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" أعلن في بيان له، أن حصيلة ضحايا الزلزال شمال غرب البلاد، ارتفعت إلى 2274 وفاة، وأكثر من 12,400 مصاب معظمهم في بلدات جنديرس وحارم وسلقين.

الجدير بالذكر أنه يوجد في الشمال السوري المحرر أكثر من 100 ألف شخص من مهجري دمشق وريفها، وكانت حملة ميليشيا أسد بتاريخ 18 شباط من عام 2018 على الغوطة الشرقية أدت إلى تهجير أكثر من 70 ألف من أهلها نحو الشمال السوري المحرّر بعد توقيع اتفاقية بين الفصائل المعارضة وميليشيا أسد.