الأيتام الجدد.. تقرير لواشنطن بوست يسلّط الضوء على أخطر نتائج الزلزال

الأيتام الجدد.. تقرير لواشنطن بوست يسلّط الضوء على أخطر نتائج الزلزال

تسببت كارثة الزلزال التي ضربت تركيا وسوريا بمقتل الآلاف الآباء والأمهات ما جعل من الصعب معرفة أي من الأطفال الذين تم إخراجهم من تحت الأنقاض لا يزال لديه آباء، وعندما حاولت السلطات والمسؤولون عن عمليات الإنقاذ البحث عن ذويهم وجدوا الأمر غير ممكن في الكثير من الحالات بسبب اختفائهم تحت الركام.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها أنه بعد 12 عاماً من الحرب في سوريا، أصبحت هذه المنطقة الواقعة في شمال غرب سوريا موطناً لملايين الأشخاص من جميع أنحاء البلاد، والذين غالباً ما تحجب أسماؤهم وتاريخهم بسبب النزوح والتهجير.

وبحسب ما قالت "نور آغا" عاملة الإغاثة في بلدة جنديريس للصحيفة "لم نتمكن من التحقق من قواعد البيانات، ولم نتمكن من التحقق من القوائم، بعض الأطفال لم يتمكنوا حتى من إخبارنا بأسمائهم، لقد أُصيبوا بصدمة شديدة".

وبعد مرور أكثر من أسبوع على الكارثة، وتجاوز عدد القتلى 41000، لا تزال العائلات والسلطات على جانبي الحدود التركية السورية تحاول معرفة عدد الأطفال الذين تيتموا وكيفية الاعتناء بهم، فهم منتشرون في الخيام وأجنحة المستشفيات، وينامون في السيارات أو في شقق أقرب أقربائهم الذين غادروا.

أنا أريد فقط والدتي

وأشار مسؤولون محليون في جنديرس التابعة لريف حلب، إن أكثر من 1200 شخص قتلوا، وتحدث راكان حسن حاجي، عن ابنة أخته مزيان الناجية الوحيدة من عائلتها، بعد انهيار شقة والدها على العائلة.

وتبلغ مزيان 12 عاماً، وهي الابنة الكبرى لعائلتها ولديها شقيقان توأمان، وجميعهم قضوا في الزلزال، وتقول بألم: "أنا أريد فقط والدتي".

وقال مسؤولون يتجولون في المدينة، ويراجعون سجلات مكتوبة بخط اليد لأسماء العائلات التي تعاني من وضع مماثل بوجود أيتام: "لقد كان كابوساً، نحن لا نعرف كل هؤلاء الناس، ومن الجيد أن للفتاة أقارب حولها".

وخرج بعض الأطفال من تحت الأنقاض مذهولين أو يبكون، ويذكر أحد عمال الإغاثة كيف حاولت فتاة مقاومة فريق الإنقاذ الذي سحبها إلى بر الأمان، وهي تصرخ في وجههم بشكل هستيري، بأنها تريد إعادتها إلى أسرتها، التي لا تزال مدفونة تحت منزلهم.

وتكشف السلطات التركية عن تعذر الوصول إلى أسر 263 طفلاً، جرى إنقاذهم، وقالت "ليلى حسو"، التي تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للقصر في شمال غرب سوريا: "معظمهم في سن مبكرة جدًا، ومن ثم يصعب التواصل معهم".

أطباء غاضبون

وأعربت عن قلق كبير بشأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاماً، أولئك الذين كانت لديهم ذكريات قوية عن الزلازل وسنوات الحرب التي جاءت من قبل.

وفي مستشفى غازي عنتاب، قالت عائشة هلال شاهين، رئيسة التمريض في المكان، إنهم عالجوا ما لا يقلّ عن 60 قاصراً منذ الزلزال، ومعظمهم فقدوا أحد والديهم على الأقل.

أما في عفرين فقد نقل الأيتام المصابون إلى المستشفيات، وبعضهم كان بانتظار أقاربهم لاصطحابهم.

لم يخرج محمد محمد البالغ من العمر ثماني سنوات من المستشفى بعد، لأن الأطباء كانوا قلقين من أنه ما زال مذهولاً، لدرجة أنه لا يستطيع الكلام، وقالت عمته ياسمين التي جلست بجانب سريره إن والديه توفيا وهو معي الآن.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لبعض الأطفال، لا يوجد عائلات لإبلاغهم بالوضع، والأطباء غاضبون من تعثر المساعدة الدولية، حيث كان بالإمكان إنقاذ الكثير من الآباء.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات