حاول نظام الأسد منذ الساعات الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق خاضعة لسيطرته استغلال الكارثة لتحقيق عدة مكاسب أبرزها تدفق المساعدات من قبل الدول والمؤسسات الإنسانية ليس لتقديمها للمتضررين، بل لسرقتها قبل أن تصل لأيديهم وبيع جزء منها في الأسواق.
وفي هذا السياق، وثّقت شابة سورية في مقطع مصوّر كيف يتم بيع المساعدات التي حصل عليها النظام من أجل مساعدة متضرري الزلزال على البسطات في منطقة كراج "الست زينب" بالعاصمة دمشق.
وأظهر المقطع بيع العديد من المواد الغذائية المقدمة من المنظمات الإنسانية والدولية وبعض هذه المنتجات تحمل شعار الأمم المتحدة ومكتوب عليها عبارة "غير مخصص للبيع".
خطة استبدال المساعدات
وبسبب الضجة الإعلامية التي أثارتها قصة استيلاء حكومة ميليشيا أسد على المساعدات الإنسانية وبيعها، حاول النظام خداع العالم عبر خطة تدل على خسته ودناءته، حيث قام بتقديم جزء من هذه المساعدات للمتضررين بعد استبدالها بمنتجات محلية رديئة.
وأكد مواطن من مدينة جبلة في محافظة اللاذقية بحسب ما نشرت إحدى الصفحات على "فيسبوك" أنه استلم كرتونة من المساعدات قادمة من الإمارات العربية المتحدة بحسب الصور المرفقة.
وأشار إلى أنه عندما فتحها تبيّن أن معظم ما بداخلها منتجات سورية المنشأ كشركة "سيدي هشام" التي تعمل في مجال الصناعات الغذائية ومقرها الرئيسي في دمشق، متسائلاً: هل يتم استبدال المنتجات الرئيسية القادمة من الإمارات؟.
في حين قال مصدر لـ"العربي الجديد" من مدينة جبلة، إن نظام بشار الأسد سرق المعونات التي جاءت من الدول العربية، ولم يصل للمتضررين إلا بطانيات قديمة وسلة غذائية متواضعة، في حين تم سحب المعونات الجديدة إلى مخازن الهلال الأحمر وإدارة التعيينات بجيش النظام.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن فرقاً إغاثية وأخرى تابعة للهلال الأحمر السوري، أحضرت المساعدات إلى ملعب جبلة، وصورت وصولها وتفريغها، لكنها أعادت تحميلها على مرأى السكان، بعد أن وضعت أغطية قديمة وأبقت على عبوات الماء وربطة خبز وأربع بيضات لكل أسرة.
سرقة بالخداع والقوة
ومن الأمور التي يتبعها النظام أيضاً لسرقة المساعدات والتبرعات أنه يسمح لبعض الجمعيات المحلية والأهلية بجمع المساعدات المادية والعينية من أجل إرسالها للمناطق المنكوبة الخاضعة لسيطرته ولكن الحقيقة أنه يريد الاستيلاء عليها وسرقتها.
وكشف صفحة "الماغيرو" الموالية في منشور لها على صفحتها بفيسبوك كيف حاول مسؤولو ميليشيا أسد سرقة المساعدات التي جمعها فريق نادي الوحدة بالتعاون مع عدة جهات لإغاثة المتضررين جراء الزلزال.
وذكرت الصفحة في البوست (الذي حذفته بعد ساعات من نشره بحجة تواصل أحد القائمين على المبادرة معها) أن القوافل التي انطلقت من دمشق باتجاه غرب حلب لم تصل إلى وجهتها، حيث تم تحويل مسيرها إلى شرق حلب التي لم تتأثر بالزلزال وتحديداً إلى مشفى القلجي بحي النيل التابعة للنظام.
وأضافت الصفحة أنه طلب منها مشرفو المشفى ومشرفة جمعية أحمد الإنسانية وتدعى نسرين بإنزال المساعدات في المشفى أو في أحد المستودعات ولن يسمح لهم النظام بإيصالها للناس المتضررة غرب حلب، ما دفع الشباب في الحافلات إلى النزول منها وإحاطتها من جميع الجهات لمنعهم من إنزال المساعدات في المشفى، ولم تذكر الصفحة كيف انتهت محاولة الاستيلاء على المساعدات.
موظفة ألمانية تكشف المستور
وكانت موظفة ألمانية تعمل في المجال الإغاثي فضحت في مقطع مصوّر نشره ناشطون، ميليشيا أسد بعدما طلبت الحصول على أكثر من نصف المساعدات المقدّمة من الجمعيات الإنسانية من أجل السماح بمرور المساعدات إلى السوريين المنكوبين جراء الزلزال في مناطقه.
وقالت الموظفة الألمانية التي كانت موجودة مع قافلة مساعدات قادمة من مناطق شمال شرق سوريا باتجاه مدينة حلب إن: “نظام الأسد يشترط تسليمه نصف المساعدات على الأقل للسماح لهم بالدخول إلى مناطقه”.
وأشارت إلى أن المنظمات الإنسانية في المنطقة أوقفت إرسال المساعدات أملاً بأن تعدل ميليشيا أسد عن قرارها، مؤكدة أنه لن يتم تسليم المساعدات لمستحقيها طالما تصرّ ميليشيا أسد على ذلك.
موظفة ألمانية في الهلال الأحمر الكوردي متواجدة مع قافلة المساعدات القادمة من مناطق شمال شرق سورية باتجاه حلب، تقول: “نظام الأسد يشترط تسليمه نصف المساعدات على الأقل للسماح لهم بالدخول إلى مناطقه”.
— Fadi Obeid (@FadiAmro11) February 12, 2023
طبعاً النصف الثاني يسرقه لاحقاً بعد دخولهم.#Syria #الأسد_لص_المساعدات pic.twitter.com/jF1eWoaJlM
من جهتها، قالت وكالة ANHA الإخبارية العاملة في مناطق شمال شرق سوريا، إن حكومة ميليشيا أسد تشترط الحصول على 70 بالمئة من المساعدات مقابل السماح بعبورها.
وبيّنت أن الميليشيا في حين تدعو لمد يد العون إلى مناطقها، تعرقل بالوقت ذاته السماح بعبور 100 صهريجٍ من المحروقات المرسلة من قبل ميليشيا قسد إلى المناطق المنكوبة، وتساوم على إدخال المساعدات.
التعليقات (1)