في خطوة تهدف إلى سحب الورقة التي حاولت حكومة أسد اللعب عليها في تبرير تقصيرها بإنقاذ ضحايا ومتضرري الزلزال، أصدرت الولايات المتحدة استثناء من العقوبات يتعلق بالمعاملات المالية للأغراض الإنسانية لمدة 6 أشهر.
وقالت وزارة الخارجية في بيان يوم أمس، إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة (OFAC) منح ترخيصاً عاماً يسمح لمدة 180 يوماً بجميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال التي كانت محظورة بموجب لوائح العقوبات الخاصة بسوريا.
غير أن التعديل الذي اطلعت عليه أورينت لم يشمل السماح بالتعامل المالي مع أي جهة تتبع حكومة ميليشيا أسد، ولا التعامل مع الأشخاص المدرجين على قوائم العقوبات، كما لا يزال يفرض حظراً على استيراد النفط السوري.
وقال مساعد وزير الخزانة الأمريكية، والي أدييمو،: "خالص تعازينا لشعب تركيا وسوريا على الخسائر المأساوية في الأرواح والدمار في أعقاب الزلازل المدمرة".
وأضاف: "بينما يتجمع الحلفاء الدوليون والشركاء في المجال الإنساني لمساعدة المتضررين، أود أن أوضح تماماً أن العقوبات الأمريكية في سوريا لن تقف في طريق جهود إنقاذ حياة الشعب السوري".
وأكد أن "برامج العقوبات الأمريكية يحتوي بالفعل على إعفاءات قوية للجهود الإنسانية ومع ذلك أصدرت وزارة الخزانة اليوم ترخيصاً عاماً شاملاً لتفويض جهود الإغاثة من الزلزال حتى يتمكن أولئك الذين يقدمون المساعدة من التركيز على ما هو مطلوب أكثر: إنقاذ الأرواح وإعادة البناء".
لن يغير من وحشية أسد
بيان الوزارة لفت إلى أن تخفيف العقوبات وحده لا يمكن أن يعكس التحديات الهيكلية طويلة الأمد والتكتيكات الوحشية لنظام الأسد، لكنه يمكن أن يضمن أن العقوبات لا تمنع المساعدة المنقذة للحياة اللازمة بعد هذه الكارثة.
وفي 7 من شباط الجاري، أكدت الخارجية الأمريكية في بيان مصور باللغة العربية أن العقوبات الأميركية لا تمنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وذلك رداً على دعاية وسائل الإعلام الموالية لأسد.
وقبل أيام، ردّ المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس على صحفي فلسطيني طالب برفع العقوبات عن حكومة أسد وإشراكها في تقديم الدعم الإنساني بالقول: "سأوضح أنه سيكون من المفارقات، إن لم يأتِ حتى بنتائج عكسية في أن نتواصل مع حكومة قامت بمعاملة شعبها بوحشية على مدار أكثر من عشر سنوات حتى الآن باستخدام الغازات، وذبحهم، وتتحمل المسؤولية عن الكثير من المعاناة التي يقاسونها".
وتابع: "بدلاً من ذلك، لدينا شركاء إنسانيون على الأرض يمكنهم تقديم نوع المساعدة في أعقاب هذه الزلازل المأساوية، هؤلاء الشركاء الإنسانيون الذين نشطوا على الأرض منذ الأيام الأولى للحرب، فيما لم يُظهر أبداً أي ميل لوضع رفاهية شعبه ومصالحهم في المقام الأول".
التعليقات (0)