ميليشيا أسد تعتقل ناشطاً موالياً بسبب فيديو فضح التعامل مع منكوبي الزلزال باللاذقية

أقدمت حكومة ميليشيا أسد على اعتقال ناشط من محافظة اللاذقية بعدما عرّى عمليات سرقة المساعدات المتوجهة لمتضرري الزلزال في المنطقة الساحلية من قبل عناصرها.

وقالت صفحة "الفساد في سوريا" الخميس إن أجهزة أسد الأمنية اعتقلت الناشط معين علي لأنه "حكا كلمتين حق وقهر".

وأضافت أن دورية قدمت إلى مكان إقامته في اللاذقية وقامت باعتقاله أثناء توزيعه للمساعدات على المتضررين، وتابعت: "هاد يلي شاطرين فيه اعتقالات…".

وكان "معين علي" خرج ببث مباشر عبر صفحته التي يتابعها عشرات الآلاف على موقع "فيسبوك"، وهاجم حكومة أسد لوضعها العراقيل أمام وصول المساعدات.

وقال علي متسائلاً: "بأنو منطق.. بتروح أنت على المشفى لتوصل مساعدات للأطفال والناس.. على أي أساس ممنوع تفوت المساعدة؟.. وحصراً لازم تروح على مبنى المحافظة..".

وأضاف: "ليش لروح على مبنى المحافظة؟.. ليش لحتى سلّم غيري أمانات محطوطة برقبتي؟.. مين أنت لحتى سلّمك؟.. عالم ميتة من البرد في أطفال بدها تلبس بدها أكل.. على أي أساس بتطلب تصريح أمني لحتى وصلّن ياهن؟".

"الناس ما بتثق فيكن"

وتابع علي: "ليش حصراً عن طريقة مبنى المحافظة لازم توصل المساعدات.. يا أخي العالم ما بتثق فيكن شو بعملكن.. إذا الناس ما بتثق فيكن.. الناس ما عم ترضى تسلّم حدا غيرنا.. شو بنعمل يعني؟.. بنخون الأمانة وينعطيكن المساعدات مشان أنتو تسرقوهن".

وتساءل علي غاضباً: "ليش ممنوع؟ ش هاي تصريح أمني؟.. بدى تصريح أمني لفوت عالمشفى لأعطي أهلي أكل ياكلو ولا تياب ليبلسو.. شو هالمسخرة هاي؟"، وختم قائلاً: "ما رح سلّم للمحافظة شي.. يلي وصلني رح سلّموا أنا بإيدي".

وفي فيديو آخر تحدث علي عن عمليات استغلال الكارثة للحصول على المساعدات من قبل أهالي اللاذقية غير المتضررين من الزلزال، موضحاً أن عدداً كبيراً من الأهالي يخرجون من منازلهم للحصول على المساعدات رغم أنهم لم يتضرروا جراء الزلزال.

سرقة المساعدات

وخلال اليومين الماضيين، تناقلت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المنشورات والفيديوهات التي تتحدث عن عمليات سرقة للمساعدات والمعونات المخصصة لمتضرري الزلزال في مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

ومع عجزها وعدم تمكّنها من تقديم المساعدة للمتضررين على النحو المطلوب، واكتفائها بتوجيه المناشدات، وتخصيص مساعدات بتوجيه من رأس النظام بشار الأسد تشمل برتقالاً وخضروات، آثرت حكومة ميليشيا أسد على نفسها إلا أن تشكّل عائقاً أمام وصول المساعدات لمستحقيها.

وتداولت صفحات محلية مقطع فيديو لإحدى الناشطات قالت فيه إن المساعدات التي وصلت لمناطق سيطرة ميليشيا أسد بملايين الدولارات خلال الأيام الماضية لم تصل إلى المتضررين من الزلزال المدمّر.

وأشارت الناشطة إلى أن مئات آلاف طلبات الإغاثة لا تزال تصلها رغم مرور 3 أيام على وقوع الكارثة ووصول مساعدات بملايين الدولارات إلى سوريا.

وذكرت أن "الوضع ما بيسمح أنو نسرق بعض .. الناس بردانة وجوعانة وبدها أدوية.. مانو منطقي يلي عم يصير.. أتمنى ما تكون هاي الفترة فرصة لنعبي جيوبنا".

فتات فوق الرؤوس

كما غصّت الصفحات المحلية ومنها صفحة "أخبار اللاذقية" بالمنشورات التي تؤكد وقوع عمليات سرقة للمعونات والمساعدات، واستغلال جهات تابعة لحكومة أسد لمأساة السوريين للحصول على المزيد من الدعم والمساعدات التي لا يتم توزيع إلا الفتات منها.

ووجّه ناشط يعيش خارج سوريا يُدعى علاء ديب، نداء عبر "فيسبوك" بناء على طلب من أصدقائه في اللاذقية وجبلة، قال فيه: "الثقة معدومة بمؤسسات الدولة الرسمية المسؤولة عن المساعدات الدووووولية و ليس الجمعيات الأهلية أو الخاصة المنتشرة في سوريا .. بالمشرمحي يعني مؤسسة الهلال الأحمر .. المساعدات الدولية وينها ؟؟؟".

وكان موقع أورينت نت قد رصد في وقت سابق فيديوهات ومنشورات على مواقع التواصل تؤكد ضلوع حكومة أسد بسرقة مساعدات المتضررين من الزلزال المدمّر.

بحسب صورة لرسالة متداولة وصلت إلى بريد إحدى الصفحات المحلية، مدينة جبلة بريف اللاذقية شهدت وصول الهلال الأحمر وفرق الإغاثة إلى الملعب في المدينة، حيث تم توزيع المعونات والمساعدات والأغطية والمياه المعدنية والفيتامينات على الأشخاص الموجودين في الملعب.