رغم مرور أكثر من يومين على الزلزال الذي ضرب الشمال السوري لا يزال من شُرّدوا من الأهالي في مدينة حلب يرسلون طلبات الاستغاثة لتزويدهم بالبطانيات والطعام في فضيحة لبشار الأسد وحكومته التي تجهد لاستثمار الكارثة إعلامياً، تاركة الناس دون أي مساعدة تذكر.
وخلال الساعات القليلة الماضية، رصدت أورينت نت العديد من المناشدات التي أطلقتها صفحات محلية موالية تطالب بمد يد العون للعوائل التي اضطرت لمغادرة منازلها المدمرة أو المتصدعة.
شبكة "أخبار حلب A.N.N" نشرت العديد من المناشدات التي وصلتها من الأهالي حول وجود عشرات العوائل في مساجد نفيسة وميسلون والطباخ بحاجة إلى مواد غذائية وحرامات وإسفنجات للنوم عليها.
ونشرت ذات الصفحة تسجيلاً مصوراً يظهر الأهالي داخل صالة المدينة الرياضية مستلقين على الأرض رغم حديث مسؤولين عن وصول شاحنة محملة بالإسفنجات إلى المدينة.
الصفحة ناشدت كذلك وزير تجارة داخلية أسد بتوجيه من يلزم لفتح الأفران للعمل على مدار الساعة، إذ باتت مئات العائلات بالمساجد والساحات والشوارع دون طعام ولم يستطع "أهل الخير" تأمين الخبز لهم سواء كان مدعوماً أو خبزاً سياحياً.
قبل أن تضيق الصفحة ذرعاً بحكومة أسد مهاجمة إياها في منشور قالت: "الجوامع مليانة الساحات مليانة وين المساعدات يا حكومة مراكز الإيواء مافيها شي.. العالم عم تشتري حرامات واكل وتوزع للمنكوبين"، كما طالبتها بتوزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين.
صفحة أخبار "حلب الشهباء بالمحبة نعمرها" ناشدت تقديم العون للعائلات الموجودة في حديقة ميسلون ومدرسة الوليد بن عبد الملك ومدرسة الدعدع والبساتين المحيطة بها ومدرسة المعتصم وجسر الحج، قبل أن يضيق صدر القائمين عليها، وتحدثت ذات الصفحة عن عدد كبير من العوائل بحاجة لأي نوع من أنواع الإغاثة في جامع العبارة بحلب.
أما صفحة من فسط حلب فقد وصفت الوضع بحلب بالكارثي وقالت إن الجوامع والمدارس ومراكز الإيواء ممتلئة بالنازحين جراء الزلزال.
ونشرت الصفحة العديد من نداءات الاستغاثة لمساعدة نحو 1700 شخص دون أي بطانيات أو تدفئة في مدرسة زهير بن أبي سلمى و 270 آخرين في مدرسة أحمد عزاوي.
وكذلك تلقت مناشدات من مساجد ميسلون والمصطفى والسلام وعائشة تؤكد أن مئات العوائل هناك بحاجة للبطانيات والطعام دون أي دعم يُذكر من قبل حكومة الأسد، فيما اقتصر العون على المبادرات الفردية المحلية.
وأمام ذلك التخاذل، خرجت الصفحة عن صمتها فاضحة حجم الفساد، وقالت إن سيارة محملة بالإسفنج وصلت إلى صالة الحمدانية لتوزع على المنكوبين هناك ولكن للأسف تم توزيع جزء منها والباقي قد سرق وتم بيعه فيما ترك الناس ليناموا على الأرض.
وخلال اليومين الماضيين حاولت وسائل إعلام الأسد وحلفائه الضغط إعلامياً وتحميل العقوبات الأمريكية مسؤولية تعثر عمليات إنقاذ ضحايا الزلزال في مناطق أسد.
ويوم أمس، فضحت صفحات موالية باللاذقية كيف خذل رأس النظام بشار الأسد ضحايا ومتضرري الزلزال في اللاذقية رغم محاولته استثمار الفاجعة عبر ظهور استعراضي، ودغدغة عواطف الموالين في مسقط رأسه عبر وعود وحملات دعم وهمية.
التعليقات (6)