يحاول الموالون استغلال الكارثة الإنسانية التي خلفها الزلزال للمطالبة برفع العقوبات عن نظام الأسد بحجة أنها تعيق عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات للمتضررين.
وكشفت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها الموالون على هاشتاغ "ارفعوا العقوبات عن السوريين" بفيسبوك، أسلوب التضليل والتزييف الذي اتبعوه لكسب تعاطف دول العالم، حيث اعتمدوا عبر مشاركاتهم على مآسي السوريين وما يعانونه في مدن الشمال الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية لإيهام المتابعين بأنها تحدث في مناطق سيطرة النظام.
ونشر الممثل الموالي مصطفى الخاني ضمن الهاشتاغ مقطع فيديو لفتى سوري عالق تحت الأنقاض بسبب الزلزال دون أن يشير إلى أن الحادثة وقعت في مناطق المعارضة، مطالباً برفع الحصار عن النظام.
كما نشرت المغنية الموالية فرح يوسف مقطعاً لأطفال تضرروا بسبب الزلزال من ضمنهم طفلتان شقيقتان عالقتان تحت الأنقاض، وطفل حديث الولادة تم إخراجه بعد أن ولدته أمه تحت الأنقاض وفارق الحياة، محاولة التلاعب بمشاعر الناس بأن هذه الفيديوهات صُورت بمناطق أسد وأن الوضع كارثي بسبب العقوبات على النظام، ولكن الحقيقة بأن الطفلتين تم إنقاذهما في منطقة حارم بريف إدلب الغربي والطفل حديث الولادة أخرجه الدفاع المدني "الخوذ البيضاء من تحت أنقاض منزل ذويه في مدينة جنديريس بريف عفرين.
فيما علق "دكوان" أحد المشاركين بهاشتاغ رفع الحصار عن نظام الأسد، على فيديو نشره لطفل تم إنقاذه من تحت الأنقاض على أنه بمناطق أسد قائلاً: "هذا الطفل فقدَ أهله جراء الزلزال.. بقي وحيداً يتيمَ الأحوال.. يتناول ما قُدّم له من طعام.. فأين إنسانيتكم وضميركم أيها الغربان #ارفعوا_العقوبات_عن_سوريا". ولكن الحقيقة أن الطفل يعيش في الشمال السوري وفريق ملهم التطوعي هو من قدّم له الطعام.
وخلال اليومين الماضيين حاولت وسائل إعلام الأسد وحلفائه الضغط إعلامياً وتحميل العقوبات الأمريكية مسؤولية تعثر عمليات إنقاذ ضحايا الزلزال في مناطق أسد.
وكانت الخارجية الأمريكية أكدت أمس أنها ستقدّم الدعم للمناطق المنكوبة في الشمال السوري عن طريق منظمات غير حكومية تقدّم الدعم الإنساني على الأرض.
ورداً على طالبٍ برفع العقوبات عن حكومة أسد وإشراكها في تقديم الدعم الإنساني، قال المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس: "سأوضح أنه سيكون من المفارقات، إن لم يأتِ حتى بنتائج عكسية في أن نتواصل مع حكومة قامت بمعاملة شعبها بوحشية على مدار أكثر من عشر سنوات حتى الآن باستخدام الغازات، وذبحهم، وتتحملُ المسؤولية عن الكثير من المعاناة التي يقاسونها".
وتابع: "بدلاً من ذلك، لدينا شركاء إنسانيون على الأرض يمكنهم تقديم نوع المساعدة في أعقاب هذه الزلازل المأساوية، هؤلاء الشركاء الإنسانيون الذين نشطوا على الأرض منذ الأيام الأولى للحرب، فيما لم يُظهر أبداً أي ميل لوضع رفاهية شعبه ومصالحهم في المقام الأول".
وكان رئيس منظمة الهلال الأحمر التابع للنظام خالد حبوباتي زعم يوم أمس أن "العقوبات الاقتصادية الغربية والحصار المفروض على سوريا يشكلان العائق الأساسي أمام مواجهة تداعيات الزلزال المدمّر".
التعليقات (8)