الزلزال يحرم السوريين من محمود الخليل: المحامي الجريء الذي خشي من نعيه ببوست "ساخر"

في خسارة جديدة جراء الزلزال، فقد السوريون عموماً وأسرة المحامين والحقوقين على وجه الخصوص المحامي محمود الخليل أحد أبرز القامات الحقوقية والقانونية السورية وصاحب الدعابة السياسية اللاذعة التي طالما عبّرت عن هموم الناس وآلامهم.

وفي منشور عبر صفحته على فيسبوك، قال مركز الكواكبي للعدالة الانتقالية وحقوق الإنسان إن مجلس إدارة المركز ينعى المحامي الأستاذ محمود الخليل المدير التنفيذي للمركز الذي توفاه الله مع عائلته في مدينة إسكندرون نتيجة الزلزال . 
 
كما نعت أسرة تجمّع المحامين السوريين عضو مجلس الإدارة المحامي محمود خليل (وعائلته) حيث قضوا في مدينة إسكندرون نتيجة الزلزال. 

دافع عن قضايا السوريين واشتهر بقلمه اللاذع

ولد المحامي محمود الخليل ابن مدينة سراقب عام 1964 وعمل في سلك المحاماة بمحافظة إدلب لمدة 25 عاماً تقريباً.

مع انطلاق الثورة السورية سرعان ما انحاز لمطالب الثورة واعتبر ذلك موقفاً وطنياً أكثر مما هو سياسياً وأنه لا يجوز البطش بالناس واستباحتهم لمجرّد أنّ لهم مطالب مشروعة بالحرية والتعددية والتحوّل الديمقراطي.

نتيجة الهمجية والقصف العنيف على الشمال السوري، اضطرّ للمغادرة إلى تركيا وعانى من الفقر وقلة الموارد ورغم ذلك فرض نفسه في الساحة الحقوقية وركّز جهده فيما يتعلق بشؤون اللاجئين وأوضاعهم القانونية. 

وبسبب نشاطه وتفانيه، اختير عضواً في مجلس إدارة تجمّع المحامين السوريين كما تولّى منصب المدير التنفيذي لمركز الكواكبي لحقوق الإنسان لحين وفاته. 

كان الخليل دائم الظهور على قنوات الإعلام للحديث عن الجوانب القانونية والحقوقية فيما يتعلق بالشأن السوري على الساحة الدولية أو ما يخص اللاجئين السوريين في تركيا. 

إلى جانب نشاطه القانوني، تميّز الخليل بقلمه اللاذع الساخر والنكتة السياسية الحاضرة وابتكر شخصية (عمتي عيوش) الوهمية ليقول على لسانها ما يريد قوله بلا حرج فانتقد بقوة مؤسسات المعارضة وقوى الأمر الواقع المتشبهة بالنظام في إجرامه.

من أواخر ما كتبه "سألني.. ليش بتكتب بقلم ساخر؟ قلت لأن دفاتركم مسخرة"، "ما ضاعت الطاسة لكن نحنا الضائعين"، "على السوريين إعلان انشقاقهم عن هذا العالم القذر".