في شهادات جديدة حول ما يجري في مسالخ بشرية تحمل مسمى (سجون)، كشف معتقلون سابقون في حديث لأورينت نت عن شخصية أحد جلّادي نظام أسد في سجن صيدنايا، مشيرين إلى أن الأخير الذي كان يحمل رتبة (عقيد طبيب)، تعمّد علاج المعتقلين بأدوية منتهية الصلاحية، واستأصل أعضاء من جسدهم دون داعٍ، وهو ما يعد دليلاً على تجارة ميليشيات أسد بأعضاء المعتقلين وفقاً للمصادر.
أدوية منتهية الصلاحية
يقول (أبو أكرم أو عبد المجيد هنداوي) المعتقل السابق في سجن صيدنايا ممن كانوا فترة خدمة (الطبيب المجرم) في حديث لـ أورينت نت: "حتى الآن أذكر ذاك الشاب الرقاوي الذي كان معنا في المهجع، عندما بدأ يشكو من آلام شديدة في بطنه، وفي ظل ارتفاع الصراخ دخل اثنان من السجانين وبدأوا بركله على رأسه في محاولة لإسكاته، ولكن ألم بطنه غلب ألم الضرب المبرح الذي تعرض له، فتم إحضار الطبيب المدعو (العقيد ميسر) وهذا ما عرفناه عن اسمه، حيث ووسط الشتائم والبصاق على المعتقل الرقّاوي (منير العوّاد)، قام بإعطائه حبّتي (مسكن)".
وتابع: "الصادم في الموضوع هو ما قاله الطبيب المجرم خلال إعطائه الحبتين لـ (منير)، حيث أخبره بأن الأدوية نفدت وأنه عثر على مظروف بالصدفة لديه، داعياً إياه للتقيؤ في حال اشتداد ألم بطنه لأن الحبوب منتهية الصلاحية وأنه اعتمد على الحظ في العلاج"، لافتاً إلى أن (منير) امتنع عن أخذ الحبوب في البداية فتم ضربه من قبل السجّانين حتى أخذها بالقوة".
ولفت إلى أنه "من أبرز مساعدي المجرم الطبيب هما السجّانان (وديع ولؤي)، لقد كانا من العلويين الأصليين ومعروفين بوحشيتهم مع السجناء، لقد أخرجوا أحدهم من مهجعنا وانهالوا عليه بالضرب والركل حتى كُسر أنفه وفكه، ثم أدخلوه إلى الزنزانة من جديد وهم يشتمون دينه ونبيه وطائفته، ولم يكتفوا بهذا الحد، بل دخلوا علينا يركلون بنا حتى سالت دماؤنا وهم يشتمون معاوية ويزيد والصحابة".
حرق وكي بالنار والمواد الكيميائية
ويتابع (سليمان الأحمد) وهو أحد المعتقلين أيضاً وزميل (أبو أكرم) في زنزانته: "الأدوية منتهية الصلاحية أقل ممارسات ذاك المجرم الذي ادعى ونصّب نفسه كـ (طبيب)، فقد تعمد ذاك المجرم على علاج الأمراض الجلدية كـ (الجرب جدري الماء) بالحرق والكي بأدوات حادة تارة وبالمواد الكيماوية تارة أخرى، في إحدى المرات قام بسكب مادة كيماوية تستخدم من أجل منع (تكلس) محركات السيارات، لقد أصيب المريض حينها بالتهاب جلدي حاد وأخرجوه من المهجع إلى جهة مجهولة".
وأضاف: "قام الأخير باستئصال أجزاء من أجسادنا بحجة تفشي الالتهاب، حيث قام بقطع إصبعين من قدم أحد الذين كانوا معنا، بحجة أن مرض (الغرغرينا) بدأ يسري في جسده، مع العلم أن ما أصاب الرجل هو مجرد ورم في القدم ولم يظهر أية علامات على ما قاله الطبيب المجرم، كما إنه أجرى تلك العملية بدون بنج وتحت ضرب البساطير العسكرية والشتائم قطع الإبهام والسبابة بدون أي رحمة".
الاتجار بالأعضاء
وذكر (الأحمد) أن الطبيب قرر الكثير من العمليات دون داعٍ، فأي شخص يشتكي من خاصرته، على الفور يقرر الطبيب أنه بحاجة لعملية استئصال كلية، مشيراً إلى أن ذلك يعد بمثابة دليل واضح على اتجار نظام أسد بالأعضاء، فضلاً عن أن العمليات كانت تجري في المشفى العسكري ويتم إعادة المعتقل بعد 6 ساعات على الأكثر مهما كانت خطورة العملية التي أجراها.
وكان موقع أورينت قد كشف قبل أسابيع في تقرير له، عن أبرز المقابر الجماعية التي أنشأتها ميليشيات أسد لدفن المعتقلين فيها بعد تصفيتهم في الأقبية والمسالخ البشرية التابعة لها، من بينها مقبرة سجن حلب المركزي ومقبرة جبل العظام في حلب، ومقابر طريق حمص - تدمر التابعة للسجن العسكري الثالث في حمص (البولوني)، ومكبات النفايات في نجها ومحارق صيدنايا وفرع فلسطين بدمشق ومقابر متعددة في درعا وأخرى قرب مطار دير الزور العسكري في الشرق.
التعليقات (26)