بخمس مقالات.. صحيفة فرنسية تفتح النار على بشار الأسد: مجرم يزداد ثراءً وشعبه يموت جوعاً

بخمس مقالات.. صحيفة فرنسية تفتح النار على بشار الأسد: مجرم يزداد ثراءً وشعبه يموت جوعاً

أفردت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية الشهيرة، مساحات واسعة يومي الخميس والجمعة للحديث عن القضية السورية، ونشرت 5 مقالات تتناول فيها محاولات تعويم بشار الأسد وإعادته إلى الواجهة العالمية ونسيان ما اقترفه من جرائم على مدار عقد، إلى جانب التطرق للسياسات الغربية حيال نظامه، والوضع المعيشي والاقتصادي المتدهور في البلاد، مع تجديد الإشارة إلى تحول سوريا لدولة مخدرات.

ووضعت الصحيفة على غلافها الرئيسي صورة لبشار الأسد مع عنوان "عودة الجزار" وقالت إن الديكتاتور المحمي من قبل روسيا وإيران والمتربح من تجارة المخدرات، يستغل الحرب الدائرة في أوكرانيا ليستعيد مكانه على الخارطة الدولية.

الأسد ما زال هنا

قالت الصحيفة في مقال لإدارة التحرير إن الشعب السوري يعاني الجوع والفاقة بعد عقد من الفظائع التي ارتكبها النظام بحقه، وعلى النقيض تماماً فإن بشار الأسد الذي يزداد ثراء بفضل تجارة المخدرات، يبدو أنه يستعيد مكانته لدى بعض البلدان.

وأشارت إلى أنه على مدار 10 سنوات، احتلّ بشار الأسد عناوين الصحف بسبب قمعه لانتفاضة شعبه وقصفهم بالبراميل المتفجرة والتسبب بمقتل الرجال والنساء والأطفال، وارتكاب العديد من المجازر بحقهم واستخدام أسلحة كيميائية، بالإضافة إلى عمليات التعذيب التي قام بها وانتشرت صورها على نحو واسع، وبعد كل ما سبق لم يكن أحد يتصور أن "جزار دمشق" سيتمكن من البقاء في السلطة.

ودفعت نهاية تنظيم داعش والأزمة العالمية التي تسبب بها فيروس كورونا ومن ثم الحرب في أوكرانيا، جرائم بشار الأسد إلى أسفل سلّم الأولويات الإخبارية، ولم يعُد أحد يتحدث عن دمشق أو جزارها الذي يحصل على الحماية من دولتين منبوذتين عالمياً، الأمر الذي دفع الصحيفة، على حد تعبيرها، لتسليط الضوء مجدداً ومحاولة اكتشاف كيفية تعامل السوريين مع مرور عقد أسود على انتفاضتهم، والحظ الذي ما زال يضمن لبشار الأسد الاحتفاظ بقدر من الشرعية الداخلية والخارجية.

وتضيف الصحيفة أنه على عكس شعبه الذي يعاني كما يظهر تقرير آخر لها من دمشق، فإن بشار الأسد ورجاله يُبلون بلاء حسناً ويزيدون من ثرائهم عبر تجارة المخدرات المزدهرة، كما إنه يستعيد حظوته لدى بعض البلدان التي تحاول الاستفادة منه سواء من ناحية مشاريع إعادة الإعمار لاحقاً، أو لأسباب انتخابية كما في حالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يسعى للتطبيع معه، في الوقت الذي تتمسك فيه فرنسا برفض التطبيع أو حتى قبول "ديكتاتور المخدرات" وهو موقف يستحق الثناء.

الجزار صاحب الجلالة

في مقال ثانٍ نشرته الصحيفة، قالت الصحفية الفرنسية السورية هالة قضماني، إن بشار الأسد، منذ استعاد السيطرة عسكرياً على المناطق الرئيسية، رأى أن محاولة إعادة إحيائه على الصعيد الدولي تصطدم برفض وإدانة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا.

ويمكن أن يحفل العام 2023 بالعديد من الزيارات والاجتماعات الدبلوماسية مع مسؤولين إيرانيين وروس، الذين يُعتبرون من الحلفاء المخلصين والمنقذين لنظامه، ومن المفارقات حالياً محاولة إعادة تأهيل الأسد على يد رجب طيب أردوغان، الذي كان واحداً من ألدّ أعدائه ابتداء من العام 2011، والذي قال إنه "لا خلاف أبديّاً في السياسة" بعد أن كان قد وصف الأسد بالقاتل والمجرم.

وتطرّقت الكاتبة إلى صعوبة إنجاز عملية التطبيع بين خصوم الأمس، لافتة إلى أن الانتخابات أدت إلى تصعيد اللهجة في ما يتعلق بإعادة اللاجئين السوريين، سواء من قبل الحكومة أو المعارضة التركية، ونقلت عن باحثة فرنسية تركية قولها إنه من الصعب متابعة انعكاسات السياسات الخارجية التي ينتهجها أردوغان على تركيا، ولم يعد الأتراك اليوم يعرفون من هم أصدقاؤهم ومن هم أعداؤهم، وهذه الحالية متغيّرة يوماً بعد يوم.

أما الأردن الذي أعاد العلاقات الدبلوماسية مع النظام قبل أكثر من عام، فقد وجد نفسه أمام مشكلة غير متوقعة، وهي فتح الباب أمام تجارة المخدرات التي ينتهجها نظام الأسد عندما أعاد فتح المعبر الحدودي مع سوريا، وقد سهّل ذلك وصول المخدرات السورية إلى الأسواق الخليجية بعد التسبب بالكثير من الحوادث الحدودية والمطاردات بين المهربين والسلطات الأردنية التي خسرت عدداً من عناصرها جراء ذلك.

وتحدثت قضماني عن انقسام الدول الأوروبية بين تلك التي لا تمانع في إعادة التواصل مع نظام الأسد لأهداف مختلفة على رأسها الحصول على قطعة من كعكة إعادة الإعمار المستقبلية، وبين الدول الرافضة لأي تقارب مع دمشق، وعلى رأسها فرنسا.

ورأت أن كل المبادرات الدبلوماسية لا تنجح بحل المأزق الذي يجسده وجود بشار الأسد، حيث إن الدول التي تضغط من أجل التطبيع معه أو تلك التي ترفض إعادة تأهيله، تفتقر للحجج والأسباب التي تبرر سياساتها، ولا يستطيع أي منها إقناع السوريين المحرومين من حق تقرير مصيرهم، بأنها تسعى لمساعدتهم وإنقاذهم.

دولة المخدرات

طوّر نظام الأسد صناعة مخدّر الكبتاغون وأغرق الدول المجاورة بهدف تحصيل العملة الأجنبية وبالتالي المحافظة على استمرارية ديكتاتوريته وسيطرته على البلاد المدمَّرة، بحسب ما ذكرت الصحيفة في مقال آخر.

ورغم أن هذا المخدِّر يتسبّب بالأذى للأشخاص والعلاقات الدبلوماسية على حد سواء، إلا أنه يجلب لنظام أسد أرباحاً طائلة، ويحوّل سوريا إلى بؤرة عالمية للإنتاج والتصدير، لدرجة باتت فيها قيمة ما تصدّره من الكبتاغون أكبر مما ينتُج عن اقتصادها الشرعي بالكامل.

وبعد الحديث عن أسواق الكبتاغون السوري ونسبة الإنتاج التي تتفوق فيها على جميع دول العالم، إلى جانب محاولة الولايات المتحدة الأمريكية محاربة "كبتاغون الأسد" عبر إقرار قانون متعلق بذلك، تحدثت الصحيفة عن كون تجارة المخدرات واحدة من الوسائل الأهم للالتفاف على العقوبات الدولية والمحافظة على شبكة الولاء الداخلية القريبة، حيث إن ماهر الأسد هو أبرز المسؤولين عن هذه التجارة، عبر الفرقة الرابعة التي يقودها.

ويحمي ماهر وقواته معامل الكبتاغون التي يوجد بعضها في مناطق عسكرية، بل إنه يساهم أيضاً في تنظيم إنتاجها ونقلها إلى موانئ طرطوس واللاذقية.

ويستفيد كثيرون في سوريا ولبنان من هذه التجارة، ابتداء من القرويين واللاجئين الذين يعملون على إنتاج هذه الحبوب، مروراً برجال الأعمال الأغنياء وصولاً إلى مسؤولي النظام الكبار، وفي ظل استمرار الأزمات الاقتصادية التي تضرب المنطقة، فإن عصر الكبتاغون لن ينتهي قريباً.

خبز بطعم الذل

في مقال آخر لهالة قضماني بالتعاون مع محمد حسين، تحت عنوان "في دمشق.. الحصول على قوت يومنا بات امتحاناً شاقاً وإذلالاً" تحدثت الصحيفة عن الأزمات المتلاحقة التي تضرب البلاد وتزيد من معاناة المدنيين، من فقدان الوقود والنقص الكبير في المحروقات عموماً، إلى جانب الارتفاع الصاروخي للأسعار.

ونقلت الصحيفة جانباً من معاناة عائلة سيدة تقيم في دمشق أطلقت عليها اسم "رنا"، التي قالت وهي تغصّ بألمها ودموعها، إنها تستيقظ مع أطفالها الثلاثة في السادسة صباحاً، وتضطر إلى إرسالهم إلى المدرسة قبل شروق الشمس، ليخرجوا من ظلام منزلهم الذي يفرضه انقطاع الكهرباء إلى ظلام آخر وسط أجواء شديدة البرودة.

ولا تقوم رنا بتشغيل المدفأة سوى لساعتين يومياً فقط، وتحاول تعويض دفئها بإلباس أطفالها ثلاث طبقات من الألبسة التي لا تَقيهم برد الطريق الطويل الذي تفرضه ندرة المواصلات.

وتلخّص قصة هذه السيدة معاناة معظم سكان العاصمة السورية في الشتاء، وبالإضافة لما سبق فإن الأمور ازدادت سوءاً مع توقف الكثير من المصانع عن العمل، وإلغاء جامعات لدوامها، وفقدان الكثير من المواد الغذائية في المتاجر لعدم قدرتها على إحضارها، إما بسبب الأسعار الباهظة أو بسبب أزمة الوقود والمواصلات.

وتنقل الصحيفة عن رب أسرة خمسيني، أطلقت عليه اسم "أبو فراس" قوله: "اضطررت للوقوف في طابور لمدة ساعتين وتحمُّل الصراخ والجدل، بهدف الحصول على الخبز، ليتم إخبارنا لاحقاً بأن المخبز الكهربائي توقف عن العمل وبالتالي لن نستطيع الحصول على الخبز".

وعقّبت الصحيفة بالقول إن برنامج الغذاء العالمي أكد أن عدد السوريين الذين يعانون من الجوع وصل إلى مستوى غير مسبوق بعد 12 عاماً من الحرب، وإن 12 مليون شخص في البلاد لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم التالية.

ولفتت أيضاً إلى أزمة الوقود الخانقة أجبرت، إلى جانب تكاليف المواصلات الباهظة، السوريين على السير لمسافات طويلة يومياً للوصول إلى أماكن عملهم أو مواعيدهم، وهم يشاهدون الملصقات والصور الضخمة لبشار الأسد في كل شارع.

وختمت الصحيفة بالقول إن ثقافة الرشوة ابتداءً من أبسط الأمور إلى أعقدها ومن أصغر المناصب إلى أكبرها، انتشرت بشكل فاضح في البلاد، وباتت هناك أقلية ثرية تستطيع الحصول على ما تريد، وأغلبية فقيرة غير قادرة على فعل شيء.

 

التعليقات (3)

    Majed

    ·منذ سنة شهرين
    هذا المقال فيه كثير من المغالطات مع احترامي للكاتب ، وكان الأجدر ألا يكتب بهذه الطريقة 1- من هو المستفيد الأول والأخير من وجود بشار في السلطة ؟؟ 2- لماذا اسرائيل لاتريد التنازل عنه ؟؟ 3- لماذا أمريكا ( العظيمة ) والمتبجحة بالديموقراطية تسكت عن جرائمه ؟؟ 4- لماذا بعض الدول العربية تتعامل معه بالباطن - بشكل غير علني - مثل الإمارات ؟؟ 5- لماذا السفارات موجودة في الدول العربية المؤيدة وغير المؤيدة لبشار علماً بأن السفارات هي لتعذيب المواطنين وليس للخدمة ؟؟ 6- لماذا الصين تدعم النظام ؟؟ 7- لماذا الاردن يستقبل ولا يعالج ؟؟ 8- لماذا إيران تفعل ما تشاء مع المعارضة ولا تسطيع أن تفعل شيء مع إسرائيل ولا مع أمريكا وحالها حال النظام السوري ؟؟ حتماً ستقول ( إيران ) مثل ما قال (النظام السوري) سابقاً ( سنرد في الزمان المناسب وفي المكان المناسب ) وعلى هاد المنوال 9- قصة المخدرات والدول المتضررة ... كأن ما في محكمة دولية في لاهـــــــاي - حتى تشتكي بعض الدول وتحاسب النظام على هي الجرائم .. طيب ليش إسرائيل ما اشتكت للمحكمة الدولية عن جرائم المخدرات السورية - معناها عاجبها المـــوال ؟؟ 10- ليش روسيا ساكتة عن الموضوع المخدرات - وهي موجودة على الأراضي السورية - ليش ما عندها ديموقراطية روسية ؟؟ كان الله بعون سوريا وأهل سوريا الشرفاء ..

    رامي

    ·منذ سنة شهرين
    عفبال ليبراسيون(تحرير)سوريا من بشار الفارسي الارهابي و نطام الملالي و كلابه الطائفيون و الروس و الجولاني و ال ب ك ك و التركي و و و

    هذا حيوان

    ·منذ سنة شهرين
    صدق ترامب عندما قال هذا ليس ب رئيس بل حيوان !!! هل يوجد رئيس عاقل يقصف شعبه بالكيماوي والبراميل المتفجرة وصورايخ سكود ؟؟؟ نعم هذا حيوان متوحش مكانه حديقة الحيوانات وليس في قصر المهاجرين يتحكم بمصير شعب كامل من قهر وذل وجوع وحرمان وهو يعيش عيشة المترفين !! هل يعلم السورين كم مليار دولار يحول هذا المجرم من قوت الشعب السوري الجائع الى بنوك سويسرا ورومانيا ؟؟؟
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات