مصادر لأورينت: قسد تحاول الالتفاف على مشروع أمريكي لتسليم العرب الحدود مع تركيا

مصادر لأورينت: قسد تحاول الالتفاف على مشروع أمريكي لتسليم العرب الحدود مع تركيا

عزّزت زيارة مبعوث الخارجية الأمريكية نيكولاس غرينجر لشمال شرق سوريا، واللقاءات المكثفة التي أجراها مع أطراف سياسية وعشائرية وعسكرية الاعتقاد بوجود مشروع جديد تحضّر له الولايات المتحدة لتطوير إدارة المنطقة وزيادة حضور المكوّن العربي فيها.

وكان غرينجر التقى وجهاء عشائر عربية في محافظتي الحسكة والرقة، وكذلك التقى بممثلين عن مكونات المنطقة، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر "أورينت نت" أن ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدأت التحرك لمحاولة جذب الشخصيات العشائرية "المؤثرة" إلى مشروعها، بغية تخفيف حدة الانتقادات الأمريكية لها، على خلفية تهميش المكون العربي.

وأكد أحد وجهاء عشائر الحسكة الذين سعت "قسد" إلى استمالتهم في الفترة الأخيرة لـ"أورينت نت"، أن مسؤولاً من قيادة الصف الأول في "قسد" زاره، وعرض عليه تعيينه في مجلس العلاقات الخارجية لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد).

وأضاف أن "قسد" تحاول الالتفاف على الضغوطات الأمريكية لتوسيع مشاركة مكونات المنطقة، من خلال استمالة وجهاء العشائر، دون أن تُغير من سلوكها على الأرض، أي دون وجود مشاركة حقيقية للعرب وغيرهم في قرار المنطقة الاقتصادي والعسكري والإداري.

وتابع بأنه رفض عرض مسؤول "قسد"، مؤكداً أنه اشترط قبل الموافقة دعم تشكيل عسكري ثوري يرفع علم الثورة، وتعهد "قسد" بإيجاد شراكة حقيقية في الاقتصاد والسياسة والعسكرة، وعلق بقوله: "قسد تتخبط بين الضغط الأمريكي والروسي، وبين مخاوفها من التهديد الذي قد يشكله أي تشكيل عسكري عربي، وبين التهديدات التركية".

وبما يخص الأنباء عن دعم إحياء "لواء ثوار الرقة"، يؤكد المتحدث أن هناك الكثير من المبالغة في التعاطي الإعلامي مع حقيقة ما جرى، وقال: "في الحقيقة توجه "قسد" السياسة الأمريكية في شمال شرق سوريا، مستغلة قلة الخبرة لدى غالبية المسؤولين عن الملف السوري، وبالتالي إن حصل ودعمت الولايات المتحدة قيام تشكيل عربي، فإنه سيكون على شاكلة ميليشيا "الصناديد" التابعة لقبيلة شمر، وبعبارة أخرى لن تسمح "قسد" بقيام أي تشكيل ما لم يكن مأمون الجانب من قبلها، على الأقل قيادته".

بالتنسيق مع تركيا

في المقابل، أكد المنسق العام للمجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، الشيخ مضر حماد الأسعد، أن زيارة الوفد الأمريكي واجتماعه بشخصيات "نافذة" من عشائر شمر والبكارة وجبور وطي، جاءت بهدف تشكيل مجلس عشائري موحّد في منطقة الجزيرة السورية، وتشكيل عسكري من أبناء العشائر تدعمه أمريكا بالتنسيق مع تركيا.

وأضاف حماد الأسعد لـ"أورينت نت" أن التشكيل العربي سيكون مهمته ملء الفراغ على امتداد المناطق الحدودية السورية- التركية، بعد انسحاب "قسد/pyd" منها، مشيراً إلى مشروع روسي مشابه.

وحول رد فعل تركيا، يقول إن "تركيا تراقب هذه المشاريع، وباعتقادي فإن المشروع الأمريكي هو أقرب إليها"، مضيفاً أن "تركيا تدرك أن الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة القادرة على إنجاز أي مشروع في مناطق سيطرة "قسد"، وبالتالي فإن تحقيق مطلب تركيا أي انسحاب "قسد" من المناطق الحدودية لن يتم إلا بقرار أمريكي، وليس بقرار روسي".

ويقول حماد الأسعد إن الولايات المتحدة تسعى حالياً إلى تفادي أي عملية عسكرية تركية في الشمال السوري، وهذا الأمر لن يتحقق ما لم يتم إبعاد "قسد/pyd" عن الشرط الحدودي التركي.

مشروع أمريكي "متكامل"

وقبل أيام، كان السياسي الكردي فؤاد عليكو أكد أن الولايات المتحدة تسعى لطرح مشروع وصفه بـ"المتكامل" في مناطق شمال وشرق سوريا، بعد أن تتفق مع تركيا على صيغة محددة.

وأضاف عليكو في تصريحات إعلامية له أن "المسؤولين الأمريكيين لم يطرحوا أي تفاصيل، لكنهم يستمعون جيداً للجميع ويناقشون أفكاراً عامة، كأهمية أن يكون هناك استقرار في المنطقة وضرورة مشاركة الجميع في إدارة المنطقة دون استثناء أحد، كما يجب أن تكون العلاقة مع تركيا غير عدائية"، وأضاف "أن الأمريكيين بعد استماعهم للجميع سوف يطرحون مشروعاً متكاملاً للمنطقة بعد أن تتفق واشنطن وأنقرة على صيغة محددة، نظراً لاستمرار اللقاءات بين الطرفين على مستوى الدبلوماسيين المعنيين بالملف السوري حول هذا الموضوع، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لواشنطن قبل أسبوع".

لكن يبدو أن المشروع الأمريكي يأتي من باب العروض التي تقدمها واشنطن لأنقرة مقابل تخلي الأخيرة عن توجهها للتطبيع مع نظام أسد، وهو ما قد يفسر "التعثر المرحلي" في مسار التطبيع.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات