بعدما تجاوز حجم التبرعات عتبة مليوني دولار أمريكي في أقل من شهر على إطلاق حملة "فزعة أهل الخير" في درعا، سعت ميليشيا أسد إلى نسب الفضل إليها في تلك الحملة مطالبة بالحصول على نسبة من التبرعات التي خصصت لإعادة تأهيل البنى التحتية في المحافظة بحسب القائمين عليها.
وقال تجمع أحرار حوران، السبت، إن أجهزة ميليشيا أسد اشترطت الحصول على نسبة محددة للسماح بجمع التبرعات في درعا، حيث أطلق الأهالي حملات محلية لجمع الأموال بهدف تحسين واقع الخدمات في المحافظة.
شروط للسماح بجمع التبرعات
وطلب رئيس فرع ميليشيا الأمن العسكري بدرعا لؤي العلي دفع نسبة تجاوزت 10 بالمئة من مجمل التبرعات من كل بلدة مقابل السماح لهم بإطلاق الحملات.
وبحسب التجمع، فقد اشترطت مديرية مياه درعا التابعة لحكومة أسد على الأشخاص الذين تبرعوا بجزء من الأراضي لتشغيل آبار المياه بالطاقة الشمسية التنازل عن المساحة المتفق عليها في السجلات العقارية وتسجيلها رسمياً باسم مديرية المياه.
كما إن من بين الشروط رفع علم نظام أسد في جميع المشاريع التي ستنفذ تحت إشراف مجالس البلديات ومجلس محافظة درعا.
ورغم أن الميليشيا تسيطر على المحافظة وهي ملزمة بتأمين الخدمات فيها، إلا أنها بقيت طوال الفترات الماضية مكتوفة الأيدي لتأتي الآن وتعلن عن دعم تلك المبادرات الشعبية في حين أنها لا تقوى على تزويد آليات النظافة بالوقود اللازم لتنظيف الشوارع.
واجهة لـ"إنجازات ميليشيا أسد"
وعمدت الميليشيا رغم غياب مؤسساتها عن تقديم الخدمات للمواطنين على نسب "الفزعة" إليها وأعطت إيعازاً لوسائل إعلامها بتسليط الضوء على هذه المبادرات ودور "الدولة" في رعايتها.
في حين يرى القائمون على الحملة أنها ضرورة ملحة بعد عجز الأهالي عن تأمين مستلزمات الحياة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، فإن معارضيها يتخوفون من عدم القدرة على صيانة ألواح الطاقة الشمسية في حال تعرضها للضرر وعدم قدرة النظام على الصيانة الدورية اللازمة لها، ما يعني أن باب "الفزعة" يفترض أن يبقى مفتوحاً إلى ما لا نهاية، وهذا يعني إلزام المغتربين بدفع ما يشبه الضريبة السنوية اعتبرها البعض "ضريبة اغتراب" كانت ميليشيا أسد سبباً مباشراً فيها.
يذكر أن مسؤولي مجالس محلية ووجهاء في بعض مدن وبلدات درعا أطلقوا المبادرة قبل نحو شهر، حيث نجحت في بعض المدن وواجهت معارضة في مدن أخرى لأسباب عدة؛ أهمها الخوف من الفساد المستشري في مؤسسات ميليشيا أسد، وانتشار الفقر والجوع في كل مناطق الجنوب.
وجمع أهالٍ ومغتربون مئات ملايين الليرات في بلدات داعل وتسيل وإبطع تحت عنوان "فزعة أهل الخير"، ثم امتدت المنافسة على "الفزعة" إلى بلدات نوى والكرك الشرقي والشيخ مسكين وخربة غزالة وغيرهم من المدن والبلدات.
وقبل أيام، قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن ثلاثيّاً مكوناً من تنظيم داعش ومهربي المخدرات وقوات النظام يهدد السلام الهشّ في محافظة درعا جنوب سوريا، مشيرة إلى أن النظام بات يفقد السيطرة على المحافظة وسط الفوضى الأمنية المنتشرة والاتجار بالمخدرات.
التعليقات (6)