برسالة مؤثرة.. أب من السويداء يودّع ابنه المطلوب للخدمة بميليشيا أسد قبل يوم من مصرعه

برسالة مؤثرة.. أب من السويداء يودّع ابنه المطلوب للخدمة بميليشيا أسد قبل يوم من مصرعه

منشوران على حسابه بموقع "فيس بوك" بفارق عدة ساعات فقط، تضمنا صورتي "سيلفي" مع ابنه قبل الوداع، ورسالة مؤثرة ونعوة، كانتا كافيتين ليلخّص رجل مكلوم من أبناء محافظة السويداء الحال الذي وصلت إليه مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

بدأت القصة بعد أن وصل الحال بسليمان جمول إلى اليأس من أن تتحسن الأوضاع في مناطق سيطرة أسد، حيث تحكم المافيات واللصوص، ليقرر إرسال ابنه "رئبال" إلى خارج سوريا بدلاً من أن يخدم في ميليشيا أسد بينما يعيش أبناء المسؤولين في الخارج.

"وطن المافيات واللصوص"

إلا أن جمول الذي ينحدر من قرية "صما البردان" بريف السويداء الجنوبي الشرقي، خسر نجله الذي فقد حياته إثر حادث على طريق حمص – دمشق، وذلك أثناء سفره إلى لبنان.

وكتب سليمان جمول في منشوره الأول رسالة مؤثرة أرفقها بصورة تجمعه مع ابنه رئبال: "كيف بدك تخدم وطن كله مافيات وطن اللصوص.. وطن الحيتان الكبير بياكل الصغير والمعثر الفقي.. ما في أصغر منه بهالوطن".

وتساءل: "أين أولاد المسؤولين من الخدمه الإلزاميه.."، وأضاف قائلاً: "الخدمه الإلزاميه لأولاد الفقراء وأولادهم بأحلى أماكن وخارج البلد. 

وتابع جمول: "جبناهم للدنيا لينعمو بالأمن والاستقرار بس للاسف لقد اتو إلى وطن مستنقع مافيات ولصوص مستنقع محسوبيات وفساد لك شو بدنا نقول لولادنا عنكم راح نقلهم نحن قدمنا دم وأرواح للوطن وفداء لتراب الوطن بس كانت غلطه".

وختم منشوره قائلاً: "لله درك يا غالي معليش عيش نازح ببلد غريب أحسن ما تعيش ببلدك نازح".

 "بالأمس ودعته واليوم أنعيه"

ولم تمر سوى 24 ساعة على منشور الوداع بين الأب وابنه، لينشر جمول نعوة على صفحته، كتب فيها: بكامل الرضى والتسليم أنعي إليكم وفاة ولدي وفلذة كبدي رئبال سليمان جمول إثر حادث أليم تعرّض إليه على طريق حمص دمشق بالأمس ودعته واليوم أنعيه..".

وبحسب ما رصد موقع أورينت نت، فإن الصور المنشورة على صفحته "جمول" الشخصية في "فيسبوك" تظهر أنه كان موالياً لنظام أسد قبل أن ينقلب عليه في رسالته المؤثرة.

فإضافةً إلى صورة بروفايله الممهورة بعلم النظام، كان "جمول" قد نشر بوقت سابق صورة مع أفراد من عائلته بمنزله وفوقهم صورة لحافظ أسد، كما نشر صورة أخرى وهو يحمل سلاحاً.

بلاد لا تسحق أن تُسمّى وطناً

وتفاعل عدد كبير من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي مع حادثة وفاة الشاب ومنشور والده المكلوم، معتبرين أن سوريا لم تعد تستحق أن تسمى وطناً.

وكتب أحدهم: "لعن الله كل بلد لا تحمي و لا تحمل أبناءها.. كم أب عاش بعيد عن عياله و كبروا ولاده بلاه لحتى يأمن لهم لقمة العيش؟؟.. هل تستحق بلادنا أن تسمى وطن ؟"، وعلّق آخر: "بلد صار فيها كل أنواع الخيبة والذل بلد ماحملت أهلها غربت شبابها قتلتهم في بقاع الأرض. الله المستعان".

وقال شخص آخر: الله يرحمو ويقدركن عالصبر.. للأسف صرنا مجرد أرقام بدون قيمة على هامش مايسمى وطن الصمود.. إلنا الله بلي كنت وطن وصرت غابة".

فيما علّق أحدهم: "سموها مدجنة أو مزرعة أو مزعرة أو حتى ما شئتم لكن البلاد التي لا يشعر أهلها بالحرية والكرامة لا تستحق أن تُسمّى وطن".

التعليقات (2)

    ربي

    ·منذ سنة شهرين
    يرحم الأحرار و الدراويش.... و الشرفاء... و اللعنة على مافيا الوحش و الأخرس و المحبكجية.... و الشبيحة من كل ملة و طائفة و دين...

    وطن برادات غسالات

    ·منذ سنة شهرين
    يا حرام يمكن هذا الاب المكلوم ما قدر يحجز دور لنفسه مع ميليشيات المرتزقة إلى اوكرانيا ،،اييييه بسيطة الا وما تعلق بغير مكان ويطلبو مرتزقة اخرين
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات