مسار تطبيع تركيا مع أسد.. خلاف على بنود بناء الثقة وضغط روسي لا يثمر

مسار تطبيع تركيا مع أسد.. خلاف على بنود بناء الثقة وضغط روسي لا يثمر

يسود شك بتحقيق مسار التطبيع بين تركيا وميليشيا أسد أيّ تقدم، وذلك بسبب عمق الخلافات والخلاف الشاسع بين مطالب الجانبين، وسط تضارب في الأنباء عن عقد اجتماع أمني في قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري.

ففي الوقت الذي تحدثت فيه حسابات على "تويتر" تُعرف بعلاقاتها الاستخباراتية عن انعقاد اجتماع على مستوى الخبراء العسكريين والأمنيين لدى تركيا ونظام أسد في قاعدة حميميم، نفى مصدر تركي مطلع لـ"أورينت نت" ذلك، مؤكداً أن الاجتماعات بين تركيا والنظام تُعقد في روسيا.

وقال المصدر، إن اللقاءات الأمنية بين تركيا والنظام كانت تُعقد في بداياتها في بيلاروسيا، ونُقلت بعد ذلك إلى روسيا ولا زالت الأخيرة المكان الوحيد لعقد هذه الاجتماعات، نافياً كل ما أشيع عن لقاءات أمنية في دمشق وكسب وغيرها.

تدوير زوايا

وحسب المصدر فإن كل الاجتماعات هي عبارة عن تدوير زوايا المسار، فمن جهة تريد تركيا من النظام حشد قواته باتجاه مناطق ميليشيا "قسد"، للسيطرة على حقول النفط لتجفيف منابع المال لدى "قسد"، وبالمقابل يطالب النظام بانسحاب القوات التركية من الشمال السوري.

من جانب آخر، لفت المصدر إلى غياب أو انعدام الثقة بين الجانبين، مؤكداً أن "موسكو تركّز لدفع مسار التطبيع على فتح ملفات يمكن أن تشكل بادرة حسن نية، منها على سبيل المثال دفع النظام لتقديم معلومات عن مناطق وجود بعض قيادات حزب العمال الكردستاني للجانب التركي، وتحديداً من جنسيات تركية وإيرانية، حتى يتم تسهيل استهدافهم بالمسيرات التركية"، موضحاً أن "روسيا تحاول الآن خلق بيئة إيجابية لتقدم مسار التطبيع".

وتحاول إيران مجاراة رغبة روسيا بدفع مسار التطبيع بين تركيا ونظام أسد، لكن شريطة حضورها المباشر في صلب هذا المسار.

ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تكثيف إيران حراكها في الملف السوري، فبعد أيام قليلة من زيارة وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان دمشق، توجّه وزير دفاع أسد محمود عباس إلى طهران، والتقى الإثنين، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني محمد باقري.

وتتطلع طهران إلى الحصول على مكاسب إضافية في سوريا، معتقدة أن دعمها العسكري (المسيرات الإيرانية) لروسيا في أوكرانيا، يساعدها على ذلك، ومستندة إلى حضور أذرعها وميليشياتها على خطوط التماس.

نتائج صفرية

وتعليقاً، يؤكد المحلل السياسي التركي باكير أتاجان، أن اللقاءات التي جرت والتي تجري بين تركيا والنظام السوري لا زالت صفرية النتائج، رغم الضغوط الروسية على الجانبين.

ويرى في حديثه لـ"أورينت نت"، أن توجّه وزير دفاع النظام لإيران، جاء لغرض بحث المطالب التركية من النظام، حيث تشترط أنقرة بحث ملفات منبج وتل رفعت وعين العرب/كوباني، قبل الموافقة على طلب روسيا والنظام، أي فتح طريق حلب- اللاذقية (M4) أمام حركة التجارة والمرور.

وبالتركيز على ملف مناطق ميليشيا "قسد"، تم تداول أنباء عن اجتماعات عقدتها "الإدارة الذاتية" مع نظام أسد، إلا أن رئيسة الهيئة التنفيذية في "مجلس سوريا الديمقراطية/ مسد" إلهام أحمد نفت ذلك.

وكانت تقارير إخبارية قد أكدت أن "قسد" طالبت بالاعتراف بـ"الإدارة الذاتية"، في حين طالب النظام بتسلم ملفي النفط والغاز، مقابل امتيازات مثل "الإدارة المحلية وامتيازات مادية أخرى".

ويقول عضو "المجلس الوطني الكردي" في سوريا، علي تمي إن النظام يحاول استثمار التهديدات التركية باجتياح بعض المناطق، وكذلك تقاربه مع أنقرة، لدفع "قسد" إلى تقديم تنازلات في ملف النفط، ويطالبها باتخاذ مواقف واضحة من الوجود الأمريكي.

ويضيف لـ"أورينت نت" أن النظام الذي يعاني من أزمة اقتصادية ومالية خانقة، يتطلع إلى الوصول مجدداً إلى حقول النفط، مقابل الموافقة على دمج "قسد" بقواته، وهو المقترح الذي تدعمه روسيا.

وتطمح تركيا من وراء انخراطها بمسار التطبيع مع النظام في ملفين، الأول "قسد" والتنظيمات "الإرهابية"، والثاني إعادة اللاجئين، علاوة على حسابات داخلية متعلقة بالانتخابات، وكل تلك الملفات لا يمكن التعامل معها دون التوصل إلى حل سياسي تجمع عليه كل الأطراف الدولية، وهو ما يخفض سقف التوقعات من هذا المسار، ويدل على ذلك غياب الزخم حول التطبيع، بعد فشل تحديد موعد انعقاد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات