أستاذ على خُطا تلميذه.. ياسر العظمة ينتقد من شرّد السوريين ويتجاهل دور الأسد (فيديو)

تناول الفنان السوري ياسر العظمة في ثاني حلقات برنامجه الأسبوعي "مع ياسر العظمة" الذي يبث عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي جاءت بعنوان "مكانك في القلب" وتطرقت لقضية هجرة الشباب والأسباب وراءها وتدهور الوضع المعيشي في سوريا.

وتحدث العظمة خلال الحلقة عن الأوضاع المزرية في سوريا، حيث ظروف المعيشة الصعبة وانعدام الخدمات والتدهور الاقتصادي وارتفاع الأسعار وانهيار الليرة السورية، دون أن يشير صراحة إلى المسبب الرئيسي الذي أوصل سوريا إلى هذا الحال.

"خلينا ساكتين أحسن"

وقال العظمة إن أبرز أسباب هجرة الناس هي "اليأس وتفاقم القلق وانقطاع الأمل ببلوغ مستقبل آمن، والقرف من الحاضر المحيط والكساد الاقتصادي الذي لم يتمكن أي مسؤول من التعامل معه". 

ولم يتعدَّ سقف الانتقادات التي وجهها العظمة العموميات، والتي بات أي موالٍ للنظام قادراً على البَوح بها، حيث لم يكن جريئاً لدرجة أن ينتقد رأس النظام بشار أسد، فلجأ إلى القول: "خلينا ساكتين أحسن".

ورغم أن بعض محبي العظمة أشادوا بأصالة انتمائه للوطن سوريا، وانتقاده عجز المسؤولين عن تحسين الظروف، إلا أن آخرين انتقدوا تجاهله أن بشار أسد هو من دمّر سوريا وهجّر وقتل شعبها.

الأستاذ على خُطا التلميذ

وظهر العظمة في الحلقة متخذاً دوراً يُشابه إلى حد كبير الدور الذي يقوم به فنانون وممثلون موالون لنظام أسد، ممن لا يسمّون الأمور بمسمياتها ودائماً ما يلجؤون للفّ والدوران عند انتقادهم المسؤولين في حكومة أسد، دون أن يتجاوزوا الخطوط الحمراء المتمثلة بعدم الاقتراب من بشار أسد. 

ومن هؤلاء الممثلين بشار إسماعيل، الذي يخرج بين الحين والآخر ليتحدث عن الفساد وتقصير حكومة أسد ضمن حدود المسموح، حيث إن سقف إسماعيل لا يتجاوز انتقاده لوزير أو فساد مسؤول، أو رفع أسعار، أو نقص خدمات.

وبدا العظمة وكأنه الأستاذ الذي يسير على خُطا التلميذ، إذ إن بشار إسماعيل يُعدّ من تلامذة العظمة، فقد شارك في بداياته بأدوار كثيرة وفي عدة مواسم من سلسلة "مرايا ياسر العظمة".

تمييع لمصاب السوريين

وأثار ما قاله العظمة في الحلقة استياء وغضب سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرَ البعض أن كلامه تمييع والتفاف وتحجيم لحقيقة الأمور المتمثلة في أن بشار أسد بحربه على الشعب السوري هو من أوصل سوريا والسوريين إلى الواقع الحالي.

وقال الكاتب عبود سعيد عبر صفحته في "فيسبوك": "اختصار وتمييع أسباب هروب وهجرة الشعوب العربية وخاصة السوريين إلى أوروبا والبلدان الأخرى، على أنها بسبب ظروف المعيشة وضيق الحال وانعدام الخدمة والأمان ....الخ، كما صار يروّج لها مؤخراً الساسة والإعلاميين أمثال ياسر العظمة وغيره.. مجحف جداً ومعيب بحق كل مواطن حر".

وأضاف أن: "أسباب الهجرة هي الرصاص والقصف والمخابرات والخوف من كلمة حق وحرية تُقال.. أما المستوى المعيشي وراتب الموظف والبنزين وتدهور الوضع الأمني وهذه الأمور، فهي تحصيل حاصل لجرائم النظام لكنها أتفه بكثير من أن تكون هي القضية الأساسية التي توضع على الواجهة..  وأن تصبح عنواناً لقصة هجرتنا ونزوحنا وتشردنا".

وكتب الناشط أحمد أبا زيد عبر "فيسبوك": "سقف النقد في فيديو ياسر العظمة الأخير هو سقف النقد العادي لدى مؤيدي النظام الآن، حتى لو كانوا علويين وعساكر أيضاً."

وذكر أبازيد أنه "بإمكانك أن تنتقد كل شيء في سوريا ما عدا الأسد، وأن تتحدث عن أي شيء ما عدا المذبحة، ولو غطى دمها وجه الشمس وبيوت كل الناس"، مشيراً إلى أن "العظمة يتعاطف مع الشباب الذي يهاجرون من وطن لم يعطهم عيشاً كريماً بدلاً من بقائهم ومحاولة تغيير الوضع".

وتابع: "خلال 12 عاماً تم سحق مئات آلاف الشبان بكل سلاح وطريقة لأنهم حاولوا التغيير، لم يسمع منهم صوتهم ولا موتهم.. أحب ما قدمه ياسر العظمة قبل ٢٠١١، ولكنه صمت بعدها، ولو أبقى الصمت للتأويل لكان أفضل من نصف كلمة ونصف موقف، ونعم ما زال يقتلنا نصف الموقف أكثر".

وكتب محمد السكري على "تويتر": "ياسر العظمة حزين على الشباب لأنهم غادروا البلاد، ونسي هؤلاء الذين غادروا الحياة بفعل القتل الذي قام به الأسد؛ ما كان يحتاجه الشهداء موقف يليق بنضالهم".

وأضاف: "بإمكانك أن تذرف دمعاً دهراً كاملًا! لكن لن يذكرك السوريون سوى بكونك متخاذل عندما احتاجوا فنك ولسانك في لحظة الراهن على الوطن.

وردّ ثائر المحمد على قول العظمة إن "بلدي زعلانة" لأن الشباب تركوها والكل استوطى حيطها، وكتب المحمد في منشور على "تويتر": "التفاف واضح على السبب الرئيسي لحزن البلد.. البلد حزينة لأن جزار اسمه بشار الأسد دمرها وهجّر أهلها.. البلد حزينة لأن بشار الأسد سلّمها للروس والإيرانيين لقاء البقاء على كرسي لا قيمة له.. البلد بترضى بزوال سبب حزنها وألمها..  بزوال المجرمين".