تحتجزهم مكبلين بسجون سرية في السفن السياحية.. إيطاليا تعيد لاجئين بينهم سوريون لليونان (فيديو)

تحتجزهم مكبلين بسجون سرية في السفن السياحية.. إيطاليا تعيد لاجئين بينهم سوريون لليونان (فيديو)

كشف تحقيق استقصائي أن إيطاليا أعادت المئات من طالبي اللجوء أغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان بطريقة غير قانونية وفي ظروف غير إنسانية إلى اليونان خلال العامين الماضيين. 

وأعادت إيطاليا طالبي اللجوء من خلال احتجازهم في "سجون سرية" أقيمت على متن سفن سياحية، بحسب التحقيق الذي أعدّه صحفيون من مؤسسات إعلامية سويسرية وألمانية وإيطالية وقطرية لصالح منظمة " Lighthouse Reports" غير الحكومية ومقرها هولندا.

وأظهرت البيانات التي قدّمتها السلطات اليونانية أن المئات من طالبي اللجوء قد تضرروا في العامين الماضيين، حيث تم إعادة 157 شخصاً من إيطاليا إلى اليونان في عام 2021، و74 شخصاً في عام 2022، بينما يعتقد مراقبون أنه لم يتم توثيق جميع الحالات.

مشروبات على السطح وسجون في الأسفل

وكجزء من عمليات صد غير قانونية من قبل السلطات الإيطالية، وجد معدّو التحقيق أن طالبي اللجوء يُحتجزون في سجون غير رسمية على شكل صناديق معدنية وغرف مظلمة، لأكثر من يوم واحد في سفن الركاب المتجهة من إيطاليا إلى اليونان.

وبحسب التحقيق، بينما يحتسي المصطافون البيرة الباردة والكوكتيلات على سطح تلك السفن، كان الوضع مختلفاً تماماً في الطوابق السفلية، حيث تم احتجاز طالبي لجوء بينهم أطفال، وتم تقييدهم بالسلاسل وسجنهم في أماكن مظلمة رغماً عنهم.

وحصلت "Lighthouse Reports" على صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو وشهادات تكشف أن الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى موانئ البحر الأدرياتيكي الإيطالي على أمل طلب اللجوء يُحرمون من هذه الفرصة، مشيرة إلى أنه بدلاً من ذلك، يتم احتجازهم في الميناء قبل أن يتم حبسهم على متن السفن وإعادتهم إلى اليونان.

احتجاز بظروف غير إنسانية

وأُرفق التحقيق بأول دليل مرئي من نوعه، تم الحصول عليه من قبل فريق البحث بعد قيامهم بعدة رحلات بين إيطاليا واليونان على متن سفن تجارية مملوكة لمجموعة السفن اليونانية العملاقة Attica Group .

والتقط صحفيون في فريق البحث صوراً ومقاطع فيديو للمواقع التي تُستخدم لاحتجاز طالبي اللجوء على هذه السفن، وبعضهم كانوا مكبّلي الأيدي بالأصفاد المعدنية والرفوف.

وفي إحدى تلك السفن "Asterion II"، أظهر مقطع فيديو تم تصويره بكاميرا صغيرة من خلال ثقب المفتاح، حبس طالبي لجوء في حمام قديم يوجد فيه مراحيض مكسورة ومرتبتين، وكانت أسماء وتواريخ المحتجزين مكتوبة على الجدران بلغات مختلفة. 

وعلى متن سفينة "Superfast I"، تم احتجاز طالب لجوء في صندوق معدني بسقف مغلق في المرآب بأحد الطوابق السفلية، وأظهرت الصورة الملتقطة للصندوق وجود قطعة من الورق المقوى على الأرض، ومحاولة المحتجزين كتابة كلمات بالتراب على الحائط المعدني.

وقال طالب لجوء أفغاني إنه احتُجز في هذا المكان، موضحاً أنها "غرفة بطول مترين وعرض 1.2 متر، ليس لديك سوى زجاجة مياه صغيرة ولا طعام على الإطلاق".

أما في السفية الثالثة "Superfast II"، فقد تم الاحتفاظ بطالبي اللجوء في غرفة يتم فيها جمع الأمتعة، وبحسب التحقيق تمكّن رجل أفغاني من التقاط صورة سيلفي بينما كان مقيّد اليدين بالأغلال إلى أنابيب معدنية.

وتحقق معدّو التحقيق من 3 حالات تم فيها إعادة أطفال دون سن 18 عاماً عبر تلك السفن من إيطاليا إلى اليونان.

وبالإضافة إلى الشهادات والأدلة المرئية، حصل معدّو التحقيق على تأكيد من بعض أفراد طواقم هذه السفن بأن هذه الأماكن كانت تستخدم لاحتجاز طالبي اللجوء الذين أعيدوا إلى اليونان. وأشاروا إلى المواقع على أنها "سجون". 

صدّ وإعادة بشكل متكرر

وبموجب اتفاقية "إعادة القبول" الثنائية بين الحكومتين الإيطالية واليونانية - والتي كانت سارية منذ عام 1999، تستطيع إيطاليا إعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا من اليونان إلى البلاد، ومع ذلك، لا يمكن تطبيق هذا على طالبي اللجوء.

ومنذ صدور حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عام 2014، زعمت إيطاليا أن هذه الممارسة قد توقفت، وقالت منظمة " Lighthouse Reports" إنه "بعد 8 سنوات وجدنا أن إيطاليا مستمرة بكامل قوتها في هذه الممارسات".

وقالت محامية الهجرة الإيطالية إرمينيا رزي، إن عمليات الإعادة القسرية هذه تحدث "بشكل متكرّر" وترى أن طالبي اللجوء، بمن فيهم القُصّر، "يُمنعون من الوصول إلى إيطاليا، في انتهاك لجميع القواعد والإجراءات غير الرسمية".

وكان مدير منظمة مدير "هيومن رايتس ووتش" في ألمانيا، فينزل ميخالسكي، قد أثار في وقت سابق، مسألة تواطؤ الاتحاد الأوروبي ، قائلاً إن النتائج أظهرت كيف "سمحت أوروبا لنفسها بالتسامح مع مثل هذه الظروف".

وفي العام الماضي، كشفت "Lighthouse Reports " وشركاؤها عن وجود "مواقع سوداء" في أوروبا، وهي عبارة عن أماكن احتجاز سرية يُحرم فيها اللاجئون والمهاجرون من حق طلب اللجوء ويسجنون بشكل غير قانوني قبل إجبارهم على العودة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات