مدرّس من السويداء يعتزل التعليم عبر رسالة "قهر": أخجل من مهنتي

مدرّس من السويداء يعتزل التعليم عبر رسالة "قهر": أخجل من مهنتي

يواصل نظام أسد إذلال السوريين في مناطق سيطرته، حيث تنتشر الطوابير على الأفران والمحروقات والصرّافات، حتى المدرّسون باتوا يقفون في طوابير ليحصلوا على رواتبهم الشهرية الزهيدة.

ويعاني قطاع التربية والتعليم في مناطق أسد من مشاكل عدة، خاصة فيما يتعلق بتخلّي النظام عن مسؤوليته بتوفير النفقات لتقديم الخدمات الأساسية للمدارس وتأمين رواتب المدرّسين.

قهر وإذلال

وأعلن أحد المدرّسين في محافظة السويداء ويدعى ماهر مقلد، توقّفه عن مزاولة مهنة التدريس بدءاً من العام المقبل، وذلك بسبب ما يتعرض له المدرسون من إذلال وقهر في مناطق أسد.

وقال مقلد في منشور عبر صقحته في "فيسبوك": "كمية الذل في هذا المنشور والصورة تابع قراءة هذا المنشور.. اليوم بتاريخ 19/1/2023 تسليم رواتب المعلمين الوكلاء في مديرة التربية بالسويداء اعداد بالمئات تدافع زحمة صريخ  كله في ممر ضيق وغرفة صغيرة".

وأضاف: "نتسابق حتى نستلم مئة ألف ليرة فقط لاغير، كمية الذل التى شعرنا بها لا توصف كم هو مخجل أن أقول عن نفسي مدرّس عندما استلم راتبي".

"قال 100 ألف قال"

وذكر مقلد أنه قرر بناء على الإذلال الذي تعرّض له، التوقف عن مزاولة مهنة التدريس "طالما هذا الذل موجود في القطاع التربوي ... قال 100 ألف قال".

وأشار إلى أنه سيكمل العام الدراسي الحالي من أجل مصلحة الطلاب، وأنه سيمتنع عن استلام راتبه وتحويله إلى جهة تستحق ذلك كطلاب الجامعات.

ووجّه مقلد دعوة للمدرّسين للانضمام إليه والتوقف عن التدريس في مدارس وزارة تربية أسد، إذ ختم منشوره قائلاً: "من سوف ينضم لي"؟.

"اعتزلنا من زمان"

وجاء الرد على مقلد من أحد المدرّسين الذين علّقوا على منشوره، حيث كتب: " هالحكي عرفتو من 10 سنين و محسوبك اتخذ نفس القرار تبعك من هذاك الوقت لإن المدرس بسوريا للاسف غير محترم على كافة الصعد (مع احترامي الشخصي و العميق لكافة المدرسين).

وعلّقت إحدى المدرّسات: " وبيجيك موظف او موظفة عم تتشدق بالعلك مامعها بكلوريا بتتآمر عليك وكأنك جاي تشحذ راتبك شحاذة .من زماااان عتزلنا....... بالبلدان الي بتحترم حالها مابيسمحوا لأي مهنه تقارن بمهنة المدرس.....".

ويشهد القطاع التربوي والتعليمي في مناطق سيطرة أسد واقعاً مزرياً، فبالإضافة إلى الرواتب الزهيدة التي يتقاضاها المدرّسون، هناك نقص في الكوادر التعليمية المؤهَّلة، ونقص كبير في تقديم الخدمات للمدارس، والتكاليف الباهظة التي باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على كل عائلة، فضلاً عن ظاهرة التسرّب من المدارس.

ففي وقت سابق من العالم الماضي، عرّت صور من داخل إحدى المدارس الموالية الحال الذي وصل إليه التعليم بمناطق ميليشيا أسد حتى في معاقل شبيحته باللاذقية، إذ لم تستجب وزارة تربية أسد لمطالب توفير الإضاءة لمدرسة بريف جبلة.

ونشرت مواقع محلية حينها صوراً من داخل إحدى المدارس في قرية حمام القراحلة يلفّ صفوفها الظلام، وقالت إنه بعد مناشدات الأهالي وانتشار صور لإضاءة أحد الصفوف عبر فلاش الموبايل تبرّع شقيقان ببطارية ولوحَي طاقة شمسية للمدرسة.

وإضافة إلى ذلك، تتكرر حالات الاعتداء على المدرّسين وفي مناطق أسد، والتي كان آخرها مقتل مدير مدرسة بحماة بعد طعنه داخل حرم المدرسة بالسكين على يد طالب.

وخلال العامين الماضيين، أدى النقص الحاد في المحروقات إلى تفاقم أزمة المواصلات التي أثرت بدورها على قدرة وصول الطلاب والمدرسين إلى الجامعات والمدارس، وانتشرت صور على مواقع التواصل لطلاب ومدرسين يستقلّون وسائل نقل غير تقليدية، ومنها ما لجأت إليه إحدى المدرسات بريف جبلة حين استقلت سيارة "بيك آب كيا 4000" للوصول إلى المدرسة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات