تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قصة مغترب سوري في الولايات المتحدة منذ مدة طويلة أجرى زيارة إلى سوريا لأول مرة خلال فترة أعياد الميلاد، ليدرك مما رآه وعايشه خلال زيارته أين وصل الحال بسوريا، حيث الفساد والتهريب والظلام.
وبحسب ما نشرت صفحة "قصة سوري بالغربة" في "فيسبوك"، ينحدر المغترب الذي روى ما رأته عيناه في سوريا لصديقه، من قرية الشيخ بدر في محافظة طرطوس بالساحل السوري.
الوطن والدولار
وفي بداية حديثه شبّه المغترب دخول سوريا بدخول المسرح أو السينما، إذ يتوجب عليك الدفع بالعملة الصعبة للدخول، موضحاً أنه دفع "أوّل ما يستقبلك على حدود الوطن هو دفع فيزا 100 دولار، فدفعت 500 دولار، وحتى عن الرضيع".
وأشار إلى الاستهتار والتقصير من قبل موظفي مركز الأمن على الحدود، إذ لم يكن الموظف المناوب موجوداً بمكان عمله، واضطر للانتظار مع عائلته في السيارة إلى بعد منتصف الليل حتى جاء الموظف المسؤول عن الكمبيوتر وحصلوا على الموافقة الأمنية.
وقال: "كان الطقس ليلاً وبارداً فقبعنا في السيارة وشاهدنا كيف تأتي سيارات البيك آب محملة بالبنزين المهرّب بكالونات وتفرّغ حمولاتها داخل هذا البناء ثم تخرج منه إلى سيارات أخرى تقلّه إلى الداخل بدون فيزا مرور من الكومبيوتر!".
وأضاف أنه شاهد بعينيه كيف تقوم حواجز ميليشيا أسد بأخذ الرِشا من السائق، الذي قال لهم عندما أخبروه إنهم لا يحملون أي ممنوعات، إن هذه الرِشا "ضريبة مرور للحاجز وليس للدولة!".
وعدّد المغترب بعد تفتيشهم في الجمارك ودفع الرشا للمفتش والمراقب، الجهات المسؤولة عن الحواجز على الطريق وهي (الأمن السياسي، أمن الدولة، المخابرات العسكرية، والمخابرات الجوية)، لافتاً إلى أنه "لم يفتشونا ولكن بعد المرحبا يقبضون".
دويلة "الرابعة"
وتابع "بعد هؤلاء دخلنا دولة الفرقة الرابعة.. حاجز وراء آخر، وبلغتْ على الطريق 9 حواجز وكلها قبضت وآخرها فقط جادل السائق في المبلغ وقال للسائق لازم تزيدها اليوم عيد ميلاد المعلم، فدفع له الزيادة وغادرنا إلى طرطوس".
وذكر أنهم واجهوا على الطريق أيضاً حواجز أخرى مجهولة النسب، إلا أن العدد الإجمالي الذي أخذ منهم إتاوات ورشا من الحدود إلى طرطوس بلغ 21 حاجزاً.
وبحسب ما قال المغترب لصديقه، فقد التمس في مدينة طرطوس التي شبهها بمدينة الأشباح عندما دخلها فجراً بسبب الظلام، بأن الناس باتوا يجهرون بانتقاد "الحكومة والدولة من فوق لتحت، الخوف والحذر لم يعد موجوداً صار هناك معارضة جريئة من موالين يتهمون القادة بالحرامية!"
"لعل الله يداويه"
وعن الوضع المعيشي والخدمي والاقتصادي المتردي في مناطق سيطرة أسد، تحدّث المغترب عن تقليل عدد أيام الدوام إلى 3 أيام في الأسبوع وتقليل عدد ساعات الدوام اليومي، لتوفير المحروقات ولصعوبة تنقل الموظفين.
وذكر المغترب أن "الرواتب هبطت قيمتها إلى درجة لم تعد تساوي ثمن طباعتها.. أكثر الناس يعيشون من موارد من أهلهم.. لا أحد يراجع الطبيب إلا إذا شارف على الموت لعل الله يداويه".
ولفت إلى أن النشاطات المتعلقة بالغذاء والصحة والاقتصاد كلها تحت الحد الأدنى، موضحاً أن مظاهر البذخ في سوريا يختص بها المنتفعون من الحرب من الذين نهبوا وعفّشوا وصنعوا وتاجروا بالمخدرات.
الطريق إلى جهنم يمر بـ21 حاجزاً
وأشار إلى أن "الطبقة الوسطى انتهت تماماً وصار الناس تحت خط الفقر .. هناك طبقتان فقط طبقة الحكام والحرامية وطبقة الفقراء".
وبيّن أن الناس "يتوسلون قنينة الغاز والمازوت وساعة الكهرباء ورغيف الخبز، والليرة السورية في هبوط مستمر.. والأسعار لا تتوقف عن الارتفاع.. ومن عنده مال وسيارة وجهة نافذة تمدّه بالبنزين يتجول ولكن كل الناس صاروا يستعملون( الموتورجل)".
وختم المغترب بالقول: "بالموجز هذا ليس وطناً هو جهنم بكل المقاييس والطريق إليه يمرّ بـ 21 حاجزاً ..!!".
احمد ربك يا مغترب
وتفاعل سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مع ما رواه المغترب السوري عن الأوضاع في مناطق سيطرة أسد، إذ اعتبر البعض أنه جزء من الجحيم في مناطق أسد، واصفين سوريا ببلد المافيات.
وكتبت إحداهن: "هالحكي جزء بسيط جداا من الواقع .. الواقع اسوء من هيك بكتييير.. فحميد ربك على نعمه الاغتراب ولا تفكر بيوم ترجع على هالمستنقع".
وعلّقت أُخرى: "من الشيخ بدر وهيك صار فيه كيف لو من ادلب او ريف ادلب او مناطق المعارضة حاليا شو كان صار بهالمغترب على الحواجز.. المشكلة بسوريا واضحة بس سقط بشار الكيماوي ونظامه وقتها بيبدء الحل".
التعليقات (8)