أعلنت شرطة حرس الحدود النرويجية أنها اعتقلت قيادياً في ميليشيا "فاغنر" الروسية يُدعى أندريه ميدفيديف بعد دخوله البلاد، مشيرة إلى أنه تقدم بطلب لجوء في النرويج بعد عبوره الحدود بشكل غير قانوني في 12 كانون الثاني/يناير، وفق ما ذكرت صحيفة بارنتس أوبزيرفر.
وقال فلاديمير أوسيشكين مؤسس Gulagut وهي منظمة لحقوق الإنسان مناهضة للتعذيب، إن ميدفيديف كان بالفعل مع "فاغنر"، وعمل في وقت سابق كقائد لـ"يفغيني نوزين" وهو مرتزق تم تصوير إعدامه الوحشي لتغيير ولائه والانضمام إلى القوات الأوكرانية.
وتابع: "إنها المرة الأولى منذ بداية الحرب في أوكرانيا التي يهرب فيها قائد سابق مع فاغنر من روسيا إلى أوروبا ويظهر أنه على استعداد للإدلاء بشهادته ضد يفغيني بريغوجين رئيس "فاغنر" والمتورط في قتل الآلاف من الروس والأوكرانيين".
إطلاق النار عليه
ونشر موقع Gulagu.net مقابلة مصورة مع ميدفيديف، سُجلت بعد مغادرته روسيا تحدث فيها عن كيفية عبوره الحدود الروسية النرويجية، وأنه مستعد للإدلاء بشهادته ضد رئيس المرتزقة يفغيني بريغوزين.
وكشف أنه تسلل عبر ثقب في سياج الأسلاك الشائكة بالقرب من بلدة نيكيل في منطقة مورمانسك في روسيا في حوالي الساعة 2 صباحاً، وعند وصوله إلى المياه المتجمدة لنهر باسفيك الذي يفصل بين البلدين، ركض في نقطة لا يتجاوز عرضها بضع مئات من الأمتار.
وقال: "استدرت ورأيت أشخاصاً يحملون مصابيح يدوية على مسافة حوالي 150 متراً يركضون في اتجاهي، وسمعت عيارين ناريّين، ثم ركضت على الجليد باتجاه ضوء بعض المنازل، ربما كانوا يخشون الركض ورائي لأن الجليد كان رقيقاً، وبعد طرق باب أحد المنازل الخاصة التي رآها في منطقة Skroytnes في كيركينيس، طلب ميدفيديف المساعدة من أصحاب المنازل. وسرعان ما وجد نفسه في مواجهة الشرطة وحرس الحدود النرويجيين الذين احتجزوه على الفور، وقاموا بنقله بطائرة إلى أوسلو".
واعترف ميدفيديف أن هناك قسماً منفصلاً في "فاغنر" مسؤولاً عن عمليات الإعدام أو التصفية، أي القتل إما سراً أو علناً كما في حالة نوزين.
أعلى معدل وفيات
وأشار إلى أنه كان لديه 15 مرتزقاً تحت إدارته للمهام القتالية، وأسس الفصيلة الرابعة من السجناء الروس الذين بدؤوا بالوصول لأكرانيا، وفي غضون أيام قليلة بقي 3 أشخاص من أصل 13 شخصاً منهم، حيث قُتلوا جميعاً.
ولفت إلى أنه استخدم تكتيك الهجمات الوحشية من قبل قوات المشاة، وأصبحت "فاغنر" سيئة السمعة في الحرب ذات أعلى معدل وفيات بين جميع القوات الروسية.
وانضم ميدفيديف إلى "فاغنر" في يوليو من العام الماضي، ومع انتهاء عقده تم تمديد فترة خدمته بالقوة، فترك منصبه بشكل تعسفي وعاد إلى روسيا، حيث اتصل بنشطاء حقوق الإنسان، مؤكداً أن أفراد بريغوزين كانوا يحاولون القبض عليه، لذلك تحول إلى هارب، وقرر الفرار إلى أوروبا، رغم أنه من المعروف أن بريغوزين يتحكم في مجموعته بقبضة من حديد ويتم التعامل مع الفارين بطريقة وحشية، كما أمر رئيس "فاغنر" بإطلاق النار على أي شخص يرفض القتال من قبل رجاله.
وأوضح موقع thebarentsobserver أنه إذا تم فتح قضية جنائية ضد رئيس فاغنر، فإن شهادة ميدفيديف المنشق عن المجموعة سيئة السمعة يمكن أن تجعله شاهداً قيماً للغاية.
ويعتبر ميدفيديف شاهد عيان على العديد من عمليات الإعدام والقتل خارج نطاق القضاء من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لـ"يفغيني بريغوزين"، والتي ارتكبوها ضد أولئك الذين رفضوا القتال ضد الأوكرانيين وأرادوا ترك صفوف ميليشيا فاغنر، والتي تجبر بحكم الأمر الواقع الروس على القتال ضد أوكرانيا تحت تهديد إطلاق النار عليهم.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في الـ 24 من شباط/ فبراير الماضي، تكبدت القوات الروسية والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها خسائر بشرية ومادية فادحة، إضافة إلى تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية الروسية.
يشار إلى أن روسيا أرسلت مرتزقة ميليشيا "فاغنر" إلى سوريا لدعم ميليشيا أسد حيث شاركت بقتل السوريين، وسبق أن كشفت شبكة " CNN" الأمريكية خفايا وأسرار مجموعة "فاغنر"، موضحة أنها تُعتبر "مجموعة خاصة قاتلة" لحل مشاكل الرئيس الروسي فلادمير بوتين.
التعليقات (18)