عسكريون لأورينت نت: 3 أهداف لهيئة الجولاني وراء يقظتها المفاجئة ضد مواقع أسد

عسكريون لأورينت نت: 3 أهداف لهيئة الجولاني وراء يقظتها المفاجئة ضد مواقع أسد

تتصاعد وتيرة العمليات العسكرية على جبهات إدلب وغرب حلب، بعد هدوء نسبي شهدته المنطقة منذ عملية ميليشيا أسد العسكرية في (2019-2020) التي هُجر بسببها قرابة مليون سوري من مناطق جنوب وشرق إدلب وأرياف حلب الجنوبية والغربية والشمالية، إذ تأتي هذه العمليات عقب التصريحات واللقاءات التركية الداعية للتقارب مع ميليشيا أسد، بوساطة روسية مع غياب الفاعل الإيراني عنها، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول تغيّرات محتملة في المشهد العسكري والسياسي في شمال غرب سوريا.

خلال خمسة أيام نفّذت كل من هيئة تحرير الشام (ميليشيا الجولاني) وأحرار الشام أربع عمليات عسكرية استهدفت مواقع ميليشيا أسد في جنوب إدلب وغرب وشرق حلب، خلفت عشرات القتلى والجرحى واغتنام عدد من الأسلحة والذخائر بحسب الإعلام العسكري التابع لهما.

وردَّت ميليشيا أسد والميليشيات الإيرانية بقصف مكثف لكافة محاور الجبهات جنوب إدلب وغرب حلب، بالإضافة لمحاولة تسلل ليلة أمس من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني على جبهة النيرب غرب مدينة سراقب شرقي إدلب.

تصعيد عسكري

وتصاعدت وتيرة العمليات العسكرية مؤخراً بعد التصريحات واللقاءات التركية مع ميليشيا أسد، وحول سبب هذه العمليات العسكرية يقول المحلل العسكري العقيد عبد الجبار عكيد في تصريح لأورينت: "تأتي هذه العمليات في سياق تهميش الجولاني من الاتفاق الأخير بين تركيا والنظام، لإيصال رسالة بهدفين وهي أنه موجود على الساحة، وأنه سيُعيق ويُفشل أي اتفاق ليس طرفاً فيه في إطار أية تسوية مستقبلية، وإنه إذا كان الجولاني طرفاً في أي اتفاق مستقبلي سيكون العصى الغليظة لتأديب أي صوت يخرج ضد هذه الاتفاقيات".

أمَا فيما يخصّ العمليتين التي نفذتهما حركة أحرار الشام "أحرار صوفان" حسب وصفه فيتابع العكيدي:" عملياتهم الأخيرة سواء على محور تادف شرق حلب أو على أحد محاور ريف حلب الغربي، تأتي في سياق الدفاع عن معبر الحمران، كنوع من المزاودة بعد رفض قرار وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة باستعادة المعبر منهم، والتي تزامنت مع عمليات عسكرية تقوم بها هيئة تحرير الشام في جبهات إدلب وريف حلب، وللأسف مازال الكثير يفكر بعقلية بداية الثورة بأن هؤلاء جاؤوا لنصرتنا ومحاربة النظام، فهذه العمليات ليس لها أي فائدة أو قيمة عسكرية، فالنظام لايهمُّه مقتل عشرة أو مئة عسكري".

أما الهدف الثالث يمكن قراءته في وجهة نظر المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة الذي يعتقد أن عملية التقارب مع نظام أسد في إطار المصالحة والتطبيع، إنما لقاءات استكشافية بين تركيا والنظام، وتأتي استجابة لمصالح وحسابات تركية، والعمليات العسكرية لم تتوقف، والدليل عمليات تحرير الشام وأحرار الشام الأخيرة، وكذلك القصف التركي لمواقع قسد والنظام، والتي قتل فيها ضباط تابعون لميليشيا أسد في منطقة مياسة بريف عفرين.

وحول السؤال عن سبب عمليات "تحرير الشام وأحرار الشام" ردَّ الحمادة، "لا شك أن أعداء النظام هم أبناء الثورة والشعب السوري الذي يصّر على تحقيق أهدافه، وفي ظل هذه الأجواء أرادت الهيئة أن تسحب البساط من تحت من لم يُعلن موقفه من الأحداث، فبدأت بخطاب يرفض المصالحة ومن ثم عمليات على عدة محاور في ريف حلب والرويحة وكوكبة في إدلب لتقول بأن القوة موجودة ولا يمكن تجاهل الهيئة أو الفصائل".

في حين اعتبر مصدر عسكري مطلّع أن تأثير عملية تحرير الشام العسكري في هذه المرحلة "إن كانت بشكل منفرد أو مشتركة مع  أحرار الشام"، يكاد أن يوصف أنه بدون فائدة عسكرية تُذكر، وأن هذه الأعمال العسكرية الفردية ذات مهام مرحلية صغيرة، وإن كانت تأتي من أجل تحسين صورة هذا الفصيل أو ذاك أمام الحاضنة الشعبية، فإن أثرها سلبي على مناطق الثورة، وأفضل ما يمكن وصفه بها أنها أعمال شعبوية غير مدروسة.

عمل عسكري ضد ميليشيا أسد

وتتحدث أنباء عن منع تركيا لأي عمل عسكري ضد ميليشيا أسد في إطار التقارب معه/ وعن هذه النقطة أشار العكيدي "إلى أن الجبهات العسكرية سواء في إدلب والساحل أو جبهات ريف حلب الغربي والشمالي، باتجاه تادف شرقي حلب، متوقفة بالأصل منذ قرابة أربع سنوات، واقتصرت العمليات العسكرية على الدفاع لصد عمليات هجوم ميليشيا أسد التي تحاول استعادة مناطق قد خسرتها سابقاً، فالجبهات متوقفة طوال هذه الفترة".

وحول إمكانية استفادة إيران من هكذا نوع من الأعمال العسكرية وسعيها لإبطال أي توافق تركي مع النظام، استبعد العكيدي أن تكون عمليات هيئة تحرير الشام وأحرار الشام ضمن سياق إعطاء حجة لإيران لإفشال اتفاق تركيا وسوريا، فالأصل لا يوجد عمل عسكري هجومي واسع على ميليشيا أسد إنما عمليات تسلل وصد.

في حين يعتقد مصدر عسكري مطلعّ، أن إمكانية استفادة إيران ضعيفة جداً من هكذا نوع من الأعمال، فالإيرانيون ممسكون تقريباً بخريطة وتضاريس الانتشار العسكري في الداخل السوري، ويرى أنه "من الغباء من يعتقد أو يتصور أن هناك خلافاً أو افتراقاً ما بين الإيراني والروسي في هذه المرحلة والمصالح بين البلدين تكاد تكون أكبر حتى من الجغرافية السورية".

أما فيما يخص إمكانية قيام فصائل المعارضة بأعمال عسكرية واسعة أو ضيقة دون الإرادة التركية يقول المصدر، "أعتقد أن هذا الأمر صعب جداً، وليست فصائل الجيش الوطني فقط هي المقصود، لا بل أجزم أن هيئة تحرير الشام ومن يتبع أجندتها ايضاً هم ربما أكثر التزاماً بما يمكن أن يتم التوافق عليه دولياً أو إقليمياً، بسبب مركزية القيادة لدى هيئة تحرير الشام التي هي أقوى وأكثر نضجاً من الآخرين، والذين إلى يومنا هذا لا زالوا يفتقدون القيادة الموحدة والتسلسل العسكري في القيادة والتقيد بالقرار العسكري الموحد".

 

التعليقات (1)

    Jambid jambid

    ·منذ سنة شهرين
    المقال ضعيف وغير مقنع .. وهناك أسباب وأهداف أخرى لم يتطرق المقال لها .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات