فراس إبراهيم: بيقطعونا متل الكبّة والكفتة

فراس إبراهيم: بيقطعونا متل الكبّة والكفتة

تتوالى أصوات الممثلين السوريين بانتقاد الوضع المزري في مناطق سيطرة أسد، مركزين على عجز حكومة أسد وفسادها دون تجاوز الخطوط الحمراء والإشارة إلى مسؤولية رأس النظام بشار الأسد.

ورغم صراخهم وتعبيرهم عن معاناة العيش في مناطق أسد، إلا أن الممثلين باتوا يلمّحون إلى أنه حتى الصراخ ممنوع عليهم.

لحم مفروم يتألم بصمت

وكان آخر هذه الأصوات، ما نشره الفنان السوري فراس إبراهيم عبر صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك"، اليوم الإثنين، ذكر فيه أنه وجد الإجابة على سؤال بريء كان يراوده من الصغر.

وقال إبراهيم في منشوره: "وأنا طفل صغير كنت أتابع المرحومة جدتي وهي تضع قطع اللحم في المكنة المعدنية اليدوية بلونها الفضيّ اللامع وكنت أتساءل بيني وبين نفسي بكل براءة ماهو شعور هذه القطع من اللحم وهي تُفرم في هذه الآلة الوحشية وتتحول إلى عجينة تصلح للكباب والكفته والكبة النيّة ؟! ألا تتألم يا تُرى؟".

وأضاف: "وقتها لم أجد الإجابة لأن اللحم لا يتكلّم ولا يشتكي ولا يتأوّه هو يُفرم فقط".

وفي إشارة إلى تكميم الأفواه والعجز عن التعبير عن الألم من قسوة المعاناة في مناطق أسد، تابع إبراهيم موضحاً: "ولكن الآن وبعد أن وُضعنا جميعاً في مفرمة هذه الأزمة الطاحنة وتم تقطيعنا وسحقنا بهذه الطريقة غير الإنسانية وبعد أن تحوّلنا إلى أشلاء آدمية لاتصلح حتى لصنع الكفته عرفت الإجابة، نعم قطع اللحم المفرومة كانت تتألم وتتوجّع لكنها عاجزة حتى عن قول كلمة آآآخ، مثلنا تماماً!!".

فرصة لقول "آااخ"

وتفاعل سوريون من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مع منشور إبراهيم، معبرين عن واقع الوضع المتردي في مناطق سيطرة أسد، والعجز عن التألم من المعاناة.  

واستغل بعض المعلّقين على المنشور الفرصة للتعبير عن ألمهم، حيث ضمنوا تعليقاتهم بكلمة "آااخ"، فكتب أحدهم: "هاد لوجع بحد زاته الله يفرجها علينا وعلى الجميع يااااارب وااااااااااخ من هاد الوجع".

وقال آخر: "سنقول آخ واللي بدو يصير يصير كفانا صمتا"، في حين علّق آخر: "أااااااااااااخ للأسف لا أحد يسمع صوتنا مهما صرخنا ومها اشتد علينا الألم والوجع.. لذلك نتألم بصمت ونكتم أفواهنا على أوجاعنا".

تذكير بمفرمة أسد

وهاجم سوريون الممثل فراس إيراهيم، منتقدين تعالي صوته الآن، وذكّروه بسكوته عن مفرمة وجرائم ميليشيا أسد جرائم بحق السوريين منذ عام 2011.

فكتب أحد المعلقين على منشوره: "استاذ فراس إذا أردت أن تعرف شعور قطع اللحم في المفرمة فأسأل الشهداء الذين قتلوا تحت التعذيب في معتقلات النظام المجرم".

وتساءل آخر: "ألم يتراودك يا حكيم زمانك نفس السؤال عندما كانت عصابات الأسد تلقي البراميل المتفجرة على الأطفال والنساء؟.. ألم يخطر على بالك نفس التساؤل عندما رأيت اطفال الغوطة كيف يلفظون انفاسهم الاخيرة بعد أن فتك كيماوي اسدك باجسادهم.. هل فكرت ولو للحظة عن هذا الكائن الذي يطلق النار على المدنيين ويرميهم بالحفرة في فيديو حي التضامن.. ألم...ألم.. ألم. .. الي بدو يصير حكيم لا ترجع كتير للوراء فقط مذ سنين قليلة".

ثورة ضد أصحاب المفارم

في حين وافقه أحد المعلقين على كل كلمة كتبها، إلا أنه حاول تعريفه بمن يفرم السوريين، فكتب: "صدقت بكل حرف.. بس ياريت بلا مصطلح الأزمة.. 2011 طلعت ثورة ضد أصحاب هي المفارم.. 2011 بدأت أجمل ثورة بتاريخ البشرية.. بس أصحاب المفارم مستلذين بتقطيع وفرم لحومنا.

وخلال عام 2022 دفعت الأزمة الاقتصادية التي عصفت بمناطق سيطرة حكومة ميليشيا أسد العديد من الممثلين إلى الخروج عن صمتهم والتجرؤ وانتقاد حكومة الأسد وفسادها وغياب أبسط مقومات الحياة لديها.

ومن بين هؤلاء الممثلين فراس إبراهيم، وعباس النوري، وشكران مرتجى، وبشار إسماعيل، ووضاح حلوم، إضافة إلى آخرين يخرجون بين الحين والآخر لانتقاد الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة أسد، متجاهلين مسؤولية بشار الأسد المباشرة عن الدمار والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها البلاد.

التعليقات (1)

    جعفر

    ·منذ سنة 3 أشهر
    شكرا للفنان فراس ابراهيم واخخخخخخ مواطن سوري
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات