تواصل إيران سعيها المستمر من أجل تحويل المدن والمناطق والأحياء التي تسيطر ميليشياتها عليها في سوريا إلى "مستوطنات شيعية"، وذلك عبر فرض سياسات هدفها في المقام الأول محو الطابع والهوية السّنيّة لتلك المناطق.
وكشفت مصادر خاصة عن لجوء إيران مؤخراً لمنع الأذان وإقامة الصلاة على الطريقة السنية واستبدالها بالطريقة الشيعية، وذلك في جميع المساجد الواقعة ضمن مناطق سيطرة ميليشياتها في مدينة حلب.
الأذان الشيعي في 4 أحياء
وقال (خالد . ع) وهو أحد سكان حي الأنصاري الشرقي في مدينة حلب لأورينت نت: "بعد أن كان الأذان الشيعي مقتصراً على بعض المساجد في حلب كمسجدي النقطة والعباس الواقعين في الأنصاري والإذاعة، بات هناك العديد من المساجد التي ترفع الأذان الشيعي، لقد فرضت إيران ذلك حرفياً بمناطق سيطرتها، وبات يُمنع رفع الأذان أو إقامة الصلاة في جميع تلك المساجد إلا بالطريقة الشيعية، كما إن خطب الجمعة باتت تتحدث عن أفضال آل البيت وخيانة السنّة للحسين وغيرها من الأكاذيب التي يبثها الشيعة في كل يوم".
وأضاف: "المساجد التي باتت ترفع الأذان بالطريقة الشيعية موزعة على أحياء الإذاعة والأنصاري والمشهد والزبدية، وهي مساجد (النقطة/مشهد الحسين - مسجد فاطمة - مسجد العباس - مسجد سلمان الفارسي - مسجد أبو أيوب الأنصاري/الذي أصبح اسمه مسجد الشيط - مسجد أبي بكر الذي بات يطلق عليه اسم مسجد التائبين - مسجد الرحمة - مسجد المؤمنين)، وغيرها، لافتاً إلى أن جميع تلك المساجد تقع في مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية وهي قريبة جداً من القنصلية الإيرانية الواقعة داخل ملاك (حديقة الشهباء) الفاصلة بين مناطق الإيرانيين وأحياء ميليشيات أسد كـ (آل بري والعساسنة) وغيرهم.
اعتقال خطيب مسجد
وأوضح أنه "ليس الأذان وحده فحسب هو الذي تم فرضه، بل تم فرض خطب ليوم الجمعة أو (دروس دينية) في تلك المساجد، حيث يتم الحديث في الخطب أو الدروس عن خيانة السنّة للشيعة، وتكفير الدولة الأموية ووصف السنة في سوريا بـ (أتباع معاوية الخونة)، وأنهم (أي السنّة) تلقوا تعاليم الخيانة بحق الشيعة من الخليفتين الراشدين (أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب) وغيرها من الروايات الملفّقة، الي تحاول إيران من خلالها غسل العقول وتوسيع حاضنتها الشعبية.
وبحسب المصدر، فإن الميليشيات الإيرانية سبق أن اعتقلت إمام وخطيب مسجد الرحمة (عبد القادر شبارق) بسبب معارضته لهم ورفضه الأذان بالطريقة الشيعية، حيث اختفى الإمام لمدة شهر تقريباً، وقد تم تعيين إمام آخر (عراقي الجنسية) ومن أحد المعمّمين التابعين لهم، لافتاً إلى أنه تم إخراجه لاحقاً ليغادر إلى حي آخر.
شيعة إيران يبطشون بحلب
وسبق أن أقدمت الميليشيات الشيعية، على قتل الشاب (محمد جليلاتي) وهو طالب في كلية الشريعة وابن الخبير القضائي (عمار جليلاتي)، وذلك عبر رميه من أعلى جسر الكرة الأرضية، بسبب دخوله في شجار مع إمام مسجد (أهل بدر) في حي المارتيني بسبب اتباع الأخير الطريقة الشيعية في الأذان والإقامة.
كما أقدمت الميليشيات على حرق مسجد (الصديق) في حي الجميلية منتصف العام الماضي، ليتبين لاحقاً أن الحريق الذي برّره نظام أسد برر اندلاعه بسبب (ماس الكهربائي) مفتعل، وأنه جاء انتقاماً بعد أن طرد أهالي الحي والقائمين على المسجد قبل نحو شهر وفداً من 6 أشخاص بينهم معمَّم شيعي، طلبوا عقد حلقة دينية بالمسجد.
كما أظهرت أشرطة مصورة تم تداولها خلال العامين الماضيين، رفع الأذان الشيعي في مسجد النقطة (مشهد الحسين)، والذي يعتبره الشيعة مكاناً مقدساً بالنسبة لهم، حيث تمت إضافة عبارة (أشهد أن علياً وليّ الله) على الأذان و(حي على خير العمل في الإقامة).
التعليقات (7)