أنقذ خفر السواحل المغربي 270 مهاجراً من جنسيات مختلفة بينهم سوريون، وذلك أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا.
ونقلت وسائل إعلام مغاربية عن مصدر عسكري مغربي قوله إن وحدات لخفر السواحل تابعة للبحرية الملكية المغربية في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي أنقذت المهاجرين المنحدرين من سوريا واليمن وبلدان إفريقيا في الفترة بين 24 كانون الأول و4 كانون الثاني الجاري.
السباحة و3 وسائل مختلفة
وقال المصدر إن المهاجرين حاولوا العبور بطريقة غير شرعية في رحلة محفوفة بالمخاطر على متن قوارب تقليدية الصنع وقوارب من نوع (كاياك)، ودراجات مائية (جيت سكي)، أو عن طريق السباحة.
وبيّن المصدر أن خفر السواحل المغربي نقل المهاجرين إلى أقرب موانئ المملكة وسلمهم إلى الدرك الملكي لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، وذلك بعدما قدّم لهم الإسعافات الأولية اللازمة.
المغرب العربي وجهة جديدة للسوريين
وتشهد جميع المحافظات السورية موجات لجوء لم تتوقف منذ عام 2012، حيث يقصد معظم السوريين دول الاتحاد الأوروبي رغم اتخاذ الأخير إجراءات وقائية للتقليل من أعداد المهاجرين إليه وخاصة من تركيا، ما اضطر الكثير منهم لعبور طرق أكثر خطورة من دول شمال إفريقيا.
وفي تشرين الأول الماضي، توفي 34 مهاجراً من جنسيات مختلفة غرقاً، بينهم عدد من السوريين (خرجوا من مناطق قسد)، نتيجة انقلاب قارب كان يقلهم قبالة سواحل مدينة وهران الجزائرية، أثناء توجههم إلى إسبانيا بطريقة غير نظامية عبر البحر المتوسط.
وتبدأ رحلة السوريين الراغبين بالوصول إلى القارة الأوروبية، بالحصول على تأشيرة سفر إلى ليبيا، ومن هناك تبدأ مهمة المهربين وتجار البشر، الذين ينقلون اللاجئين السوريين عبر طرقٍ برية صعبة لا تخلو من المخاطر إلى دول المغرب، ومنها إلى السواحل الأوروبية مستخدمين قوارب خطرة وغير آمنة، مع قدوم فصل الشتاء وارتفاع مستوى الأمواج وسرعة الرياح، ما يتسبب بحوادث غرق كثيرة لتلك القوارب.
وبحسب لاجئين عاشوا نفس التجربة، فإن تكلفة تلك الرحلة "الخطرة" (من سواحل الجزائر أو المغرب إلى سواحل إسبانيا) تصل لنحو 10 آلاف دولار، في حال اختار المهاجر السفر بقارب سياحي "آمن إلى حدٍ ما"، أما إن لم يكن يملك هذا المبلغ ورغب بدفع مبلغ أقل، فسيكون السفر عبر قوارب مطاطية تكون أكثر عرضةً للغرق وسط البحر.
تهجير السوريين مستمر
وتزداد موجات لجوء السوريين وتوجههم نحو أوروبا والدول الغربية بشكل عام، للهروب من التجنيد الإجباري في صفوف ميليشيا أسد وتأزم الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مناطق سيطرته، حيث فقدان فرص العمل وغلاء المعيشة واستمرار العملة السورية بالانهيار أمام الدولار، إضافة إلى الضغوط الكبيرة التي يعانون منها في كل من (تركيا - لبنان)، في ظل عدم وجود ملامح لحل سياسي أو تحسن اقتصادي يلوح في الأفق.
وأظهرت دراسة استقصائية صادرة عن مركز “السياسات وبحوث العمليات” (OPC)، في أيار 2021، رغبة “عالية” لدى من أُجريت عليهم الدراسة في الهجرة من دمشق إلى خارج البلاد.
كما نبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى خطورة الوضع المعيشي في سوريا، وقالت إن 14 مليوناً و600 ألف شخص يحتاجون للمساعدة وأن 12 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في حين يبلغ عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد إلى مليونين ونصف المليون، وأن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
التعليقات (1)