وسط ادعاءات ميليشيا أسد بمكافحة الإرهاب وترويجها لذلك خلال لقاءاتها مع الدول الساعية للتطبيع معها، كشف ضابط منشق عن الميليشيا تفاصيل تتعلق بتواطؤها مع تنظيم داعش، والسماح لبعض قاداته بالفرار رغم حصارهم في إحدى المعارك التي جرت بريف حمص.
وقال الضابط المنشق عن الفرقة الخامسة النقيب (إياد قصّار) في حديث لأورينت نت إنه خلال المعارك التي دارت بين ميليشيا أسد وداعش في عام 2017 بريف حمص، تركت قيادة الميليشيات عربة تضم كبار قادة التنظيم تفرّ من المكان.
قادة داعش يفرون
وقال قصّار: "خلال معارك السخنة سنة 2017، وبينما تم إطباق الحصار مئة بالمئة على جميع عناصر التنظيم داخل المدينة وبدأ اقتحامها، كانت الاشتباكات هناك على أشدها، ومع تمكننا من السيطرة على كامل الجزء الجنوبي الغربي منها، فجأة تأتي الأوامر من قيادة العمليات في تدمر: (هناك مدرعة خرجت من المدرسة الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي من البلدة، لا تتعرضوا لها).
وأشار الضابط السابق إلى أنه وعند السؤال عن السبب كان الجواب أن مطاردة المدرعة يعد انتحاراً بسبب انتشار الألغام.
وتابع: "فيما بعد تبين أن هذه المدرعة كانت تحمل أهم 3 قياديين في التنظيم وهم (إسماعيل توركاني المعروف باسم سيف الله التونسي/مسؤول السخنة الأمني وكبير قضاتها وينحدر من تونس - خالد عبد الرحمن الحمّود المعروف باسم أبو المعتصم/ رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سوري الجنسية - أحمد رشيد المعروف باسم أبو دجانة الكردي/كان مسؤولاً عن السجن في السخنة وهو سوري الجنسية أيضاً).
وبيّن الضابط أن هؤلاء الثلاثة خرجوا بمدرعة وانسحبوا من السخنة باتجاه ريف دير الزور.
داعشي في صفوف الدفاع الوطني
وأضاف قصّار: "لم يتوقف الأمر هنا، فقبيل انشقاقي سنة 2018، تفاجأت بوجود عنصر داعشي على أحد الحواجز التابعة لميليشيا الدفاع الوطني على أوتوستراد حمص - طرطوس، لقد وقع هذا الشخص أسيراً بيدنا خلال معارك تدمر وتم الاحتفاظ به بصورة مؤقتة معنا قبل أن يتم نقله إلى حمص لاستكمال التحقيق معه، لافتاً إلى أن الداعشي يدعى (محمود أبو زر) وقد تم اعتقاله بعد الإصابة ومن ثم احتجازه لمدة أسبوعين تقريباً في تدمر قبل أن يتم نقله إلى حمص.
وذكر: "سألت العنصر عن اسمه فأخبرني بأنه (أحمد حلّاق)، لكنني لم أكن قد نسيت تلك الملامح أبداً وخاصة (أثر الخيط الجراحي في طرف وجنته العلوي)، مضيفاً أن ملف اعتقاله خُتم بعبارة (توفي متأثراً بجراحه) وقد تم تأريخ وفاته قبل أشهر من رؤيتي له".
تقارير سابقة
وكانت أورينت قد نشرت في وقت سابق شريطاً مصوراً عرضت من خلاله بعض الأدلة التي تثبت تواطؤ نظام أسد مع تنظيم داعش، وكيف سهل دخول تنظيم داعش باتجاه ريف حماة ومنها إلى ريف إدلب، حيث عرض التقرير وثائق قدمها وفد فصائل المعارضة في أستانة لرئيس الوفد الروسي آنذاك، والذي أقرّ بوجود تواطؤ بين الميليشيات والتنظيم.
وقد أظهرت الوثائق تسهيل مرور عناصر التنظيم عبر مناطق تسيطر عليها ميليشيات أسد وبالعكس، حيث سمحت فيها ميليشيات أسد مرور عناصر التنظيم من منطقة (السعن) الخاضعة لها باتجاه منطقة (الرهجان) الخاضعة للفصائل، والثانية سمح فيها تنظيم داعش مرور عناصر الميليشيات من منطقة (أثريا) الخاضعة لهم باتجاه منطقة (الشاكوسية) الخاضعة للفصائل آنذاك.
التعليقات (2)