مواقع مؤيدة للأسد تهزأ من مأساة السوريين: ركبوا طاقة شمسية!

مواقع مؤيدة للأسد تهزأ من مأساة السوريين: ركبوا طاقة شمسية!

مع تجاوز سعر صرف الدولار الواحد أكثر من سبعة آلاف ليرة مؤخراً، وظهور طوابير المتة -التي أضيفت مؤخراً لطوابير الخبز والبنزين والصراف الآلي والبطاقة الذكية- والتي تجاوز سعر الربع كيلو منها 15 ألف ليرة سورية، تحاول منصات التواصل الاجتماعي التابعة لأجهزة مخابرات النظام الترويج لتركيب نظام طاقة شمسية في بلاد انخفض مرتب اللواء في جيش الأسد فيها إلى سعر تنكة زيت دوار الشمس 16 ليتر التي سجّل سعرها 350 ألف ليرة.

ولعل "انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه تام يحيل ليالي السوريين إلى ظلام دامس أشبه بسنوات حكم الأسد الوريث والأب" كما يصف أبو أحمد وهو من قرية تقسيس (على بعد 25 كم من حماة وعلى بعد 18 كم غرب مدينة السلمية)، حيث وصلت ساعات توفير التيار الكهربائي إلى ساعة تشغيل صباحاً، وساعة واحدة مساءً، بينما تكتفي بيانات وزارة الكهرباء برد هذا الواقع المتردي إلى أسباب تتعلق بشح الواردات من الغاز والفيول لمحطات التوليد الكهربائية.

ويضيف أبو أحمد في حديثه لأورينت نت: "باتت حياتنا بكاملها خارج الخدمة، الناس باتت تتنقل في الظروف الملحّة سيراً على الأقدام، يومياً ترى الناس يسيرون تباعاً نحو مدينة حماة طلباً للمشافي، وهو ما شجع بعض عناصر الميليشيات وجيش الأسد في القطع العسكرية المنتشرة شرق حماة لاستغلال حاجة الناس وتقاضي نحو 200 ألف ليرة أجور نقل عائلة أو شخص إلى حماة، وهو ما أُضيف للمصاريف المرهقة لحياة الناس".

في ضوء هذه المشهدية المأساوية لمعاناة الناس تظهر إعلانات لمواقع مؤيدة لنظام الأسد تروّج لفكرة تركيب نظام طاقة شمسية "أخي المواطن ما الذي يمنعك من تركيب نظام شمسية لتنعم بالتيار الكهربائي 24  ساعة".

يقول الخبير الاقتصادي عبد الحكيم ضيف الله: "في مجتمع باتت تركيبته السكانية 90 % تحت خط الفقر وفقاً للأمم المتحدة مع معدل مرتبات وأجور لا يتجاوز 12 دولاراً في الشهر، ويصل إلى 49 دولاراً للقاضي على سبيل المثال، يبدو مبلغ 7000 دولار لتركيب وحدة طاقة شمسية ضرباً من الخيال".

ويضيف ضيف الله في حديثه لأورينت نت: "ممارسات نظام الأسد باتت أبعد بكثير من استغلال السوريين اقتصادياً بل وصلت حد دفعهم لقبول أي حل لخلاصهم من المعاناة التي أوصلهم لها وهو بذلك يستهدف أنصاره رغم قلتهم قبل معارضيه، وهو ما نلمسه من كل الخطوات التي تجبره عليها إيران وروسيا مثل التعامل مع من كان يعتبرهم قادة المؤامرة الكونية ضده ليعود ويجلس معهم، ولم يصدر أي تعليق من أنصاره تعبر عن عدم ارتياحهم  من تسرب خبر لقاء بشار مع مسؤولين أتراك في حميميم، كما حصل مسبقاً على سبيل المثال مع إعادة افتتاح سفارات بعض الدول العربية".

ويلفت ضيف الله إلى أن الحلول باتت محدودة جداً أمام من تبقى من السوريين في الداخل "للأسف الشديد، من الاستحالة بمكان أن يعود التيار الكهربائي إلى وضعه الطبيعي قبل إعادة صيانة الشبكة والتي تحتاج إلى ما يصل نحو 23 مليار دولار، وهو ما يعادل ميزانية البلد لعشر سنوات، ولعل تجربة الجارة الشقيقة العراق تعطينا مؤشر بأن الدمار الحاصل للشبكة هو غير مبرر لانقطاع شبه تام كما في العاصمة دمشق، حيث لحقها ضرر طفيف ورغم ذلك تصل ساعات القطع إلى 18 ساعة، وهو ما يكشف نوايا النظام لدفع الناس إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية عبر وكلائه".

ويختم ضيف الله بأن الطاقة الشمسية والمقدرة على تركيبها خلقت انقساماً أفقياً جديداً في بنية النسيج السوري بين طبقة تنعم بالكهرباء نتيجة تمكّنها من اقتناء ألواح شمسية وطبقة ستبقى ترزح تحت ظلام النظام وتبعاته، على الأقل لسنوات ريثما يبتدع النظام طريقة جديدة لقهر وابتزاز الطبقة الأولى من جديد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات