لفظت أنفاسها قبل ساعات من تحقيق حلمها.. قصة مؤلمة لامرأة فضّلت قطع ساقها على مشافي أسد (فيديو)

لفظت أنفاسها قبل ساعات من تحقيق حلمها.. قصة مؤلمة لامرأة فضّلت قطع ساقها على مشافي أسد (فيديو)

لم يُكتب لأم عبد الله النازحة من قرية كنصفرة جنوب إدلب أن تقرّ عينها بإمضاء ما تبقّى لها من أيام في هذه الحياة تحت سقف لا ترشح منه الأمطار، فقد سبق صعود روحها إلى السماء مبادرة خيرية لنقلها من خيمتها المهترئة إلى منزل يستوفي متطلبات الحياة الإنسانية في حدها الأدنى.

ففي اليوم المنتظر الذي اختارته إحدى المنظمات الخيرية في الشمال السوري لمفاجأة أم عبد الله المصابة بمرض السرطان، ونقلها إلى منزل في أحد المشاريع السكنية التي تم إنشاؤها بأموال التبرعات، فاضت روحها من جسدها العليل لتصعد إلى بارئها حيث لا مخيمات ولا نزوح ولا قوى دولية تتاجر بمأساتها ومآسي مئات آلاف النازحين من أمثالها.

رحلت أم عبد الله وتركت وراءها دموع زوجها "أبو عبد الله" تنهمل حرقة أمام عدسة مراسل أورينت السابق جميل الحسن الذي كان يعتزم تصوير وتوثيق فرحتها بالانتقال إلى منزل من الطوب يحميها من برد الشتاء، ليتفاجأ بوفاتها بعد أن سئمت روحها النزوح والترحال.

تتعثر كلمات زوجها أبو عبد الله في حديثة للكاميرا، فبالكاد يُفهَم منها شيئاً، غير أن نبرة صوته المترعة بالأسى تكفي لتبيان حجم القهر الذي يعتصر قلبه حزناً على فراق رفيقة دربه.

في ظهورها الوحيد أمام الكاميرا قبل يومين من وفاتها، انهمرت دموع أم عبد الله ليس من فقط من شدة المرض وحده بل شوقاً لمنزلها وقريتها التي هجّرهم منها شبيحة ميليشيا أسد.

تضرب أم عبد الله مثلاً بالإباء والكرامة، فرغم ما حلّ بها من البلاء تفضّل أن تُقطع ساقها على العودة للتداوي في مشافي حكومة ميليشيا أسد، وتزيد على ذلك بالقول "كل شهيد راح هو ابننا" وترى أن الخيمة في العافية والكرامة أحب إليها من قصر بالمرض والذل. 

غادرت أم عبد الله الحياة، تاركة وراءها زوجها المكلوم وبيتاً للعزاء وأمنية لم تتحق بحرق الخيمة قبل الانتقال إلى منزل الطوب الموعود، ومخاوف من مصير مشابه ينتظر المئات من المصابين بأمراض خبيثة لا يزالون يقبعون بمخيمات ليست أفضل حالاً من خيمة أم عبد الله البحرية.


     

التعليقات (1)

    سامر العلي

    ·منذ سنة 4 أشهر
    شكرا لك جميل الحسن
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات