أصدرت العديد من القوى والهيئات الثورية بيانات ترفض التطبيع مع الأسد أو تقديم أي تنازلات له من شأنها التراجع عن الأهداف الثورية التي ضحّى ملايين السوريين في سبيلها، وقدم مئات الآلاف أرواحهم رخيصة لإزالة طغيان الأسد وميليشياته.
جاء ذلك عقب الإعلان عن لقاء وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان بوزير دفاع ميليشا أسد ورئيس استخباراته في موسكو برعاية روسية، وما تلا ذلك من تصريحات من شأنها إعادة تعويم أسد سياسياً.
وخلال الساعات الماضية، رصدت أورينت نت بيانات صادرة عن مؤسسات وهيئات وممثلين عن الحراك الثوري تؤكد استمرار الثورة أياً كانت المواقف السياسية للقوى الإقليمية أو الدولية إزاء الشأن السوري.
"الإسلامي السوري": الموت أهون من مصالحة عصابة الأسد
أبرز تلك البيانات صدر عن المجلس الإسلامي السوري وجاء فيه: "إننا إذ نرى دعوات المصالحة والتطبيع مع النظام المجرم تجري على قدم وساق فإننا نؤكد أن الموتَ ونحنُ نتجرَّعُ السُّمَّ أهونُ ألف مرّة من أن نصالح عصابة الإجرام الّتي دمّرت سورية وأبادتْ أهلها".
وأضاف البيان أن "مصالحة تلك العصابة تعني أن يموت شعبنا ذُلّاً وقهراً، وتعني بيعَ دماء الشهداء الّذين مضوا وهم ينشدون كرامة سوريّة وعزّة أهلها"، داعياً إلى "الثبات الكامل" على مطالب الثورة السورية والتمسك بوثيقة المبادئ الخمسة التي أصدرها من قبل.
وطالب البيان الدول المضيفة للاجئين السوريين بضمان حقوق المهاجرين وعلى رأس تلك الحقوق "العودة الطوعية الحقيقية الآمنة التي لا تكون إلا بعد زوال عصابة الإجرام"، وفق البيان.
وفي ذات السياق، أصدرت مجالس المحافظات الحرة بياناً مشتركاً أكّدت فيه المضيّ بالثورة حتى تحقيق أهدافها وفق ما أنتجه النضال الثوري ووفق القرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار الأممي 2254.
ودعا البيان هيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الدولية للتدخل والقيام بواجباتهم وتحمل مسؤوليتهم تجاه الشعب السوري.
اتحاد الإعلاميين السوريين أكد في بيانٍ أن السوريون خرجوا في ثورتهم عام 2011 وهم يعلمون أن معظم القوى الدولية والإقليمية تعادي ثورتهم وآمالها في الحرية والتحرر من قيود الاستبداد الأسدي.
وأضاف أنه بعد التصريحات واللقاءات التركية الأخيرة "تنادي الثورة أبناءها ليجددوا العهد ويعيدوها سيرتها الأولى".
فيما قال اتحاد إعلاميي حلب وريفها في بيان: "بعد مضي قرابة 11 عاماً على انطلاق ثورة الشعب السوري، نتفاجأ بتصريحات من الحكومة التركية عن تقارب سياسي مع نظام الاسد قاتل السوريين بالكيماوي وكافة الأسلحة المحرمة دولياً ومحاولات لإعادة تعويمه في الساحة الدولية رغم ما ارتكبه من مجازر وجرائم".
وطالب البيان الشعب الثائر بالنزول إلى الساحات في الداخل السوري وفي كل دول العالم للتعبير عن رفضهم لتلك التصريحات والعمليات السياسية.
كما رصدت أورينت بيانات في ذات السياق صدرت عن الحركة الوطنية الديمقراطية السورية، ومجلس محافظة حلب الحرة، والهيئة العامة الثورية لمدينة حلب، وإدارة الشؤون السياسية للمناطق المحررة، وحركة سوريا الأم.
فيما لم يصدر الائتلاف الوطني أو الحكومة السورية المؤقتة أو هيئة التفاوض أي بيانات توضح موقفها من التقارب التركي مع حكومة ميليشيا أسد حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
ميليشيا قسد تدخل على خط أزمة الثقة
وفي الأثناء، حاولت ميليشيا قسد الدخول على خط أزمة الثقة بين القوى الثورية وتركيا بعد التصريحات واللقاءات الأخيرة مع مسؤولي بشار الأسد عبر بيان يدعو إلى التقارب معها.
وجاء في البيان: "إننا في مجلس سوريا الديمقراطية ننظر بعين الشك والريبة إلى الاجتماع بين وزيري دفاع تركيا والأسد وبرعاية روسية".
وتابع: "إننا في مجلس سوريا الديمقراطية نعلن يدنا ممدودة وعقولنا منفتحة وأراضينا مرحبة بكل سوري حر يرى أن مستقبل سوريا وحرية شعبها تحوز الأولوية القصوى على كل ما عداها وأن لا مصلحة ولا حق فوق مصلحة وحق الشعب السوري، وندعو لمواجهة هذا التحالف وإسقاطه، وإلى توحيد قوى الثورة والمعارضة بوجه الاستبداد وبائعي الدم السوري على مذبح مصالحهم".
واليوم الجمعة، عمّت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية مدن وبلدات الشمال السوري في إدلب وريف حلب للتأكيد على ثوابت الثورة السورية ورفض محاولات تعويم الأسد وشرعنته.
والأربعاء الماضي، أعلنت وسائل إعلام تركية بشكل مفاجئ عقد اجتماع أمني وعسكري رفيع في موسكو بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وحكومة أسد، وكذلك رؤساء أجهزة استخبارات الأطراف الثلاثة.
وعقب ذلك، أكد وزير الدفاع التركي ضرورة وأهمية التواصل مع نظام الأسد لتحقيق "السلام والاستقرار" الدائمين، ولضمان "عودة آمنة" للاجئين.
وأشار إلى إمكانية العمل المشترك مع نظام أسد مستقبلاً، في حال تشكلت أرضية مشتركة فيما يخص مكافحة الإرهاب.
ويُعتبر هذا الاجتماع أول لقاء معلن منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وحكومة ميليشيا أسد إبان انطلاق الثورة السورية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في 12 كانون الأول أنه عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة عقد اجتماع ثلاثي مع بشار الأسد، لافتاً إلى أن بوتين رحّب بالفكرة.
التعليقات (6)