موسم الحبوب 2022: خسارة بمئات ملايين الدولارات ومزارعون يحمّلون حكومة أسد مسؤولية مباشرة

موسم الحبوب 2022: خسارة بمئات ملايين الدولارات ومزارعون يحمّلون حكومة أسد مسؤولية مباشرة

كشف رئيس الاتحاد المهني لعمال الصناعات الغذائية والزراعة التابع لميليشيا أسد (ياسين صهيوني) عن خسائر الفلاحين في موسم الحبوب خلال عام 2022.

وذكر "صهيوني" أن الخسائر تجاوزت 1718 مليار ليرة سورية، (245 مليون دولار تقريباً) منها 532 مليار ليرة في محصول القمح، و1186 مليار ليرة في محصول الشعير، واصفاً هذه الأرقام بالكارثية على البلاد أولاً وعلى الفلاحين ثانياً.

وبرّر أهم أسباب خسائر الفلاحين في موسم 2022 بقلّة الأمطار وعوامل اقتصادية أخرى، دون أن يشير إلى أي دعم أو تعويض للفلاحين أو حلول لتجاوز الأزمة التي أثقلت كاهل المزارعين.

تراجع الإنتاج وقلة الإمكانيات

وقال (عبد الرحمن مسعود)، أحد المزارعين في ريف دير الزور، لموقع أورينت نت، إن "الموسم الزراعي في هذا العام كان قاسياً جداً على الفلاحين،  "فإنتاج الحبوب في أراضينا بلغ مستوى متدنياً جداً لم يحصل منذ عشرات السنوات، إذ إن دونم الأرض عندنا لم ينتج إلا 150 إلى 250 كيلو غراماً من القمح، وأقل من ذلك من الشعير، نتيجة شحّ الأمطار وعدم تمكّننا من سقاية أراضينا نتيجة غياب وغلاء مادة المازوت التي نحتاجها لتدوير المولدات والغطاسات".

وأضاف مسعود: "كانت أراضينا تدرّ نحو 700 إلى 1000 كيلو غرام للدونم من القمح في الأعوام السابقة، ولكن نتيجة فقر التربة وقلة التسميد وعدم السقاية الكافية انخفض مردود الإنتاج بشكل مخيف، وأصبحت زراعة الحبوب من قمح أو شعير أو ذرة  خاسرة بالنسبة لنا، ولكن ليس لدينا بديل عن هذه الزراعة".

وتابع قائلاً: "الجمعيات الزراعية والإرشاديات التابعة لحكومة أسد أصبح وجودها هامشياً، فلا تقدّم لنا إلا نصائح ورقية وبعض التعليمات التي تجدها معلقة على الجدران دون أي دعم مادي للفلاح الذي يتكبد خسائر بملايين الليرات وليس له بديل عن العمل بالزراعة".

إجبار الفلاحين على بيع الحبوب 

بدوره، قال (خالد الهندي)، وهو مزارع من ريف حماة لموقع أورينت نت، إن "حكومة أسد تجبر الفلاحين على عمليات توريد القمح إليها وتضع تسعيرة على قياسها، فقد حددت سعر كيلو القمح هذا العام بـ 1700 ليرة سورية، وهو سعر لا يغطي التكاليف، وعن طريق مراقبة عمليات الزراعة وإحصاء المساحات والتعامل مع عمليات الحصاد والدراسة ،تضع حكومة أسد الفلاحين أمام الأمر الواقع ببيع القمح لها".

 وأضاف الهندي أن "الجمعيات الفلاحية التابعة لميليشيا أسد وقبل كل موسم قمح تقوم بتسجيل مساحة الأرض المزروعة، وتضع مسبقاً كمية من القمح مطلوبة من هذا الفلاح، بغض النظر عن ظروف الموسم  وواقع الأرض والموسم، فأسعار البذار حددتها علينا بسعر باهظ، وكذلك الأسمدة القليلة التي وفرتها لنا وأجبرتنا على بيع المحصول لها بسعر محدد مسبق لا يغطي التكاليف".

أسباب تراجع الإنتاج

من جهته، عزا أحد المزارعين من ريف دمشق (أبو حسن الريحاني)، تراجع إنتاج الحبوب والموسم الزراعي هذا العام إلى خروج آلاف الدونمات والمساحات الزراعية من الخدمة، نتيجة استيلاء ميليشيا أسد وميليشيات رديفة لها على أراضٍ واسعة، بحجة أن أصحابها معارضون لنظام أسد ويعيشون خارج مناطق سيطرته، وتركزت عمليات المصادرة في أرياف دمشق وحماة وحلب ودير الزور وغيرها.

وأشار الريحاني إلى أن هناك أراضيَ لم يستطع أصحابها استثمارها نتيجة انتشار الألغام التي خلّفتها ميليشيا أسد في الحقول والأراضي الزراعية، وحصلت عشرات حالات الوفاة والإصابات لفلاحين أثناء ممارسة عملهم الزراعي.

وختم قائلاً إن من عوامل ضعف الإنتاج الزراعي أيضاً غياب الشباب القادرين على العمل في الأرض، وذلك نتيجة تهجيرهم أو سَوقهم للخدمة في ميليشيا أسد والميليشيات التابعة لها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات