لاجئ سوري يروي لأورينت تفاصيل ترحيله مع عائلته من تركيا

لاجئ سوري يروي لأورينت تفاصيل ترحيله مع عائلته من تركيا

كشف أحد اللاجئين المرحّلين مؤخراً إلى الشمال السوري، تفاصيل عملية ترحيله القسري مع عشرات العائلات السورية الأخرى التي كانت تقطن وسط العاصمة التركية أنقرة، في ظل صمت مطبق من إدارة الهجرة التركية المسؤولة عن عمليات الترحيل والانتهاكات الحاصلة بحق اللاجئين على الحاصلين على الإقامة المؤقتة.

وفي لقاء مصوّر مع قناة أورينت، قال اللاجئ أحمد ياسين المقيم حالياً بمنطقة تل بطّال بريف حلب إن نحو 10 عناصر مدجّجين بالسلاح ومعهم امرأة شرطية، داهموا منزله في كرهمان كازان وسط العاصمة أنقرة عند الساعة الـ 5 فجر يوم الـ 13 من الشهر الحالي، وبدؤوا بسحب الهواتف النقالة من أصحاب المنزل وطلبوا منهم التوقيع على بعض الأورق التي كانت بحوزتهم، وأضاف أحمد: " سألتو خير شو عاملين نحنا وعلى شو بدي وقّع، قال ما في شي هي شغلة روتينية قصة تحديث بيانات وكذا، سألتو باستغراب هلأ في تحديث بيانات بهيك وقت".

وقّع أحمد ياسين على الأوراق ولم يخطر بباله أن القضية تخص الترحيل القسري، وبعدها وضعوا القيد الحديدي (الكلبشة) بيده ويد زوجته والضيف الذي كان عندهم، ودخلوا إلى غرفة ينام فيها شقيق زوجته (22 عاماً) بحسب اللاجئ الذي يضيف: "وبلشوا يخبطوا ويلبطوا لحتى يفيق، ومرتي صارت تصرخ ومنعونا من التدخل وقال ارجع ع الصالون، المهم كلبشونا ونزلونا وصاروا يصحيوا بالبناية"، وذلك في مشهد مذل من جيرانهم الأتراك في البناء ذاته دون أن يسمحوا لهم بأخذ حاجاتهم الضرورية وأموالهم أو حتى إغلاق باب الشقة.

بعد ذلك نزل أحمد وزوجته من معه إلى الشارع مكبّلين ومساقين من عناصر الشرطة وهو يعتقد أن ضيفه هو سبب المداهمة، لكن ما إن رأى مشهد الحافلات المليئة بجيرانه السوريين في الشارع حتى أدرك أن الأمر خطير وليس مرتبط بتحديث بيانات كما زعمت الشرطة، ليقوموا بأخذ جميع اللاجئين في الحافلات إلى مشفى الحي بالمنطقة ذاتها (كهرمان كازان) وسط أنقرة.

نُقل اللاجئون وعددهم يقدّر بـ 80 عائلة إلى مخفر المنطقة، بحسب رواية اللاجئ أحمد ياسين، وبقوا نحو 5 ساعات وبعدها نُقلوا إلى سجن آخر في مدينة أنقرة وعانوا ظروف احتجاز سيئة وغير صحية مع تقديم وجبات طعام "لا تصلح للحيوانات" ومؤلفة من خبر (صمّون يابس) وبعض حبات الزيتون، وفق رواية اللاجئ أحمد، وبعد ساعات على احتجازهم، وُضع اللاجئون مرة أخرى بحافلتين رفقة ضباط وعناصر من الأمن ونُقلوا إلى منطقة أوزلي بمدينة غازي عنتاب، وهناك أدخلوا إلى مشفى المنطقة وبعدها نُقلوا إلى سجن (أوزلي الكبير) في المدينة، وجرى أخد أغراضهم "الأمانات" وطلب العناصر منهم التوقيع على تسليمها وبشكل منفرد لكل لاجئ، وهنا أدرك أحمد أن الأمر متعلق بالترحيل إلى سوريا، كما يقول.

توقيع بالإجبار

رفض اللاجئ أحمد التوقيع على أوراق الترحيل، ليقوم أحد العناصر بالضغط عليه لإجباره على التوقيع ويضيف: "ما رضيت وقع على الترحيل، إجا عنصر مخابرات ضخم وحالق عالصفر وضربني على صدري وقال بدك توقّع، وبوجود عناصر هلال أحمر، قلتلو لا تذلني قدام مرتي ولا تحيجني أذلّك، هات الوراق وبصمت عالترحيل، وكل الموجودين لما شافوا اللي صار بطلوا يحكوا شي".

ترك أحمد ياسين الذي يقيم منذ 10 سنوات في تركيا، جميع ممتلكاته الخاصة في مكان لجوئه في حي كهرمان كازان في أنقرة بعد ترحيله قسرياً إلى سوريا، بما فيهم سيارته وأمواله (نحو 60 ألف ليرة تركية) وأثاث منزله، وحتى باب شقته التي يستأجرها لم يسمح له بإغلاقه حين ساقوه وزوجته أمامهم، وحتى صاحب المنزل الذي يستأجره لم يعرف أسباب وظروف ترحيله من تركيا.

يستذكر أحمد بغصّة فرصة سفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عرضت عليه قبل خمس سنوات، ولكنه رفضها مقابل العيش في دولة مسلمة ولها فضل عليه وعلى أقاربه في إشارة لتركيا، ويضيف في حديثه: "رحت حضرت 3 مقابلات وتم النجاح، ودخلوا أبي وأمي من سوريا، وصار أبي يقلي هون دولة إسلام وفي أذان وكذا، وعلى هالأساس رفضت الفرصة وما سافرت، وقلت بظل هون بتركيا دولة مسلمة وكذا، ولما رفضتها صار المترجم يبكي على التلفون لأني رفضتها، وقلت أنا هون مبسوط بتركيا وبشتغل وأموري منيحة، بشتغل بتجارة سيارات وعندي تكسي أجرة".

ترحيل جماعي

وكانت السلطات التركية في الـ 13 من الشهر الحالي، رحّلت قرابة 15 عائلة سورية من المقيمين في حي كهرمان كازان في العاصمة أنقرة إلى الشمال السوري على الرغم من وجودهم بشكل قانوني وامتلاكهم بطاقة حماية مؤقتة "كيملك" صادرة عن مديرية الهجرة في أنقرة.

وأشار الناشط والحقوقي طه الغازي حينها إلى أن معظم العائلات (رجال، نساء، أطفال) يمتلكون بطاقات حماية مؤقتة، وبعض الشباب والرجال الذين تم ترحيلهم يمتلكون تراخيص عمل متعلّقة بأماكن عمل خاصة بهم (محلات ، ورشات)، والبعض الآخر منهم بقيت ممتلكاته الشخصية المنقولة دون أي إجراء تنظيمي في أنقرة بعد قرار ترحيلهم. 

التعليقات (2)

    الرفاعي

    ·منذ سنة 3 أشهر
    كان الله بعونهم من هذا الذل والقهر ولاأدري إذا كانت الحكومة التركية تعرف بهذه الممارسات الظالمة وحسبنا الله ونعم الوكيل . وكل ذلك يحدث بسبب استحقاقات سياسة فاسقة

    نوري

    ·منذ سنة 3 أشهر
    من الضروري ترجمة نسخ من هذا الفيديو وأمثاله إلى إلى لغات أخرى (تركية و إنكليزية على الأقل) لأنّ نشره باللغة العربية لايقدّم ولا يؤخر.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات