(عايشين من قلة الموت).. (مكيّف أنا.. لا تطّلّع على طقمي.. أنا طقمي شحادة.. أشلح الكرافتة وأورجيك حوايجي مشقشقة من تحت).. (لا تذكريني باللحم.. هذا كان من الماضي).
هي عبارات اختصر بها بعض الرجال المُسنّين الواقع الجحيمي الذي يعانونه في سكان مناطق سيطرة نظام أسد، بعد اشتداد الأزمات الاقتصادية ووصول تلك المناطق إلى حافة المجاعة بتدبير ودفع من أسد ومسؤوليه بذرائع واهية.
ظهر عدد من الأشخاص أمام عدسات الإعلام الموالي (قناة سما) يشكون حال الفقر والجوع والذل، ودموع القهر تصحب كلامهم وتعبّر عن حال مأساتهم، في وقت يحاول فيه نظام أسد تحريف الحقيقة والتنصّل من دوره في تلك الأزمات عبر إعلامه المضلِّل، بحسب تعليقات الكثيرين.
وفي المقابلة التلفزيونية، بدأت إحدى السيدات كلامها بصوت عالٍ لتعبّر عن الأزمة الاقتصادية الخانقة بقولها: "العالم ربطة الخبز ما معها حقها تاكلها.. على شو الوضع اللي عايشينوا بسوريا.. الدودة بالأرض عايشة أحسن من عيشتنا"، فيما قال رجل آخر: "عم ننام بلا عشا ومندفع الأمبير (المولّدات) 3 ساعات عشرين ألف".
وتعيش مناطق سيطرة نظام أسد أسوأ الأزمات الاقتصادية والخدمية في تاريخ سوريا الحديث، حيث وصلت الأزمات المتفاقمة لانقطاع شبه كلي للكهرباء والمحروقات وشلل جزئي في قطاعات النقل والأفران والكهرباء، إلى جانب الغلاء الفاحش وفقدان أهم المواد من الأسواق بسبب الفساد الحكومي تحت مبررات الحصار الدولي المفروض على سوريا.
وتقابل حكومة أسد تلك الأزمات بقرارات تعسفية إضافية تزيد معاناة الناس بمراسيم وقوانين شأنها تكميم الأفواه وملاحقة المنتقدين وغض الطرف عن كبار الفاسدين من مسؤوليها والمحسوبين عليها، بدل الاستجابة للمطالب الشعبية وتأمين أبسط مقومات الحياة للسكان.
وتقف ميليشيا أسد وراء أزمات البلاد بحربها المستمرة منذ 11 عاماً ضد الشعب السوري، وما زالت تضيّق على السكان المتبقّين في مناطق سيطرتها بقرارات جائرة تتخدها إزاء الوضع المعيشي الذي يُنذر بمجاعة حقيقية تشمل ملايين المدنيين، بينما مسؤولو أسد وأقاربه يتفاخرون بالثروات الطائلة والسيارات الفارهة التي كُتبت عليها شعارات "المقاومة والممانعة".
التعليقات (2)