رغم محاولاته الحثيثة لنفي التهمة عنه وإلصاقها بالمعارضة وخاصة في مجزرة الغوطتين 2013، التي راح ضحيتها آلاف الأشخاص غالبيتهم نساء وأطفال وبعدها في خان شيخون، كشف ضابط منشق عن نظام أسد ممن كانوا ضمن (ملاك معامل الدفاع)، عن استغلال نظام أسد للمواد الأولية المستخدمة في الصناعات الدوائية من أجل تصنيع السلاح الكيماوي داخل معامل الدفاع وقتل السوريين به، مشيراً إلى أن نظام أسد كان يستورد المواد كـ (مواد أولية) مخصصة لصناعة الأدوية ومن ثم يقوم بتحويلها لمواد وأسلحة كيماوية.
عبر لبنان... قتل السوريين بدوائهم
يقول العقيد المنشق (فيصل الحاج سليمان) لأورينت نت: "كانت غالبية المواد الأولية تأتي عبر ميناء بيروت ويتم طلبها في الغالب من شركات سويسرية وفرنسية، حيث كانت تتم صفقات الدواء داخل حدود لبنان ومن ثم يتم نقل المواد بطريقة نظامية وعبر شركات دوائية متعاونة على رأسها (المتحدة للصناعات الدوائية) ومقرها دمشق إلى سوريا، حيث تعد هذه الشركة (شركة رئيسية) تقوم بالتوزيع لباقي الشركات الفرعية في البلاد.
ويضيف: "في سنة 2017 وخلال أشهر خدمتي الأخيرة في معامل الدفاع، وصلت قافلة سيارات شحن مغلقة تحمل شعار (تاميك للصناعات الدوائية) إلى معامل الدفاع وكان عددها 7 شاحنات، وقد تولى ضباط إيرانيون وآخرون من الوحدات الخاصة مهمة إفراغها، لقد كانت عبارة عن مواد كيميائية سائلة وجافة، لقد كتب على بعض الصناديق (أيزوبروبيلامين) وبعضها كتب عليه (إيزوبروبانول)، وبعضها حمل عبارات تحذيرية لكونه (حمضي وحارق)"، لافتاً إلى أنه استغرب وجود مثل هذه المواد التي من المفترض أن تذهب إلى معامل الأدوية في مؤسسة عسكرية كـ (معامل الدفاع).
وتابع الضابط المنشق: "معامل الدفاع مقسمة من الداخل إلى أكثر من 15 قسماً وكل قسم مسؤول عن إنتاج قطعة ما (قطعة سلاح)، لتنتقل جميع تلك القطع في النهاية إلى قسم تجميع يقوم بتركيبها وإعطائها الشكل النهائي للسلاح، ولكوني كنت ضابطاً مسؤولاً (رئيس قسم)، فقد كان متاحاً لي التنقل وطرح الأسئلة، وقد علمت أن المواد التي وصلت قبل أيام تم نقلها إلى المخابر التابعة للمؤسسة، وهنا أدركت أنه سيتم استخدامها في صناعة ما وليس أي سلاح (سلاح كيماوي فتاك)، لأن المبنى المشؤوم ذاك لا يصنّع سوى السلاح، ووجود مثل تلك المواد فيه ليس له أي تفسير آخر".
طبيب يكشف السر: استقدموها لتصنيع السارين
بدوره، أكد الطبيب السابق في المشفى العسكري بمدينة حلب (هيثم القاسم) في حديث لأورينت نت، أن تلك المواد دخلت معامل الدفاع لتصنيع (غاز السارين) على وجه التحديد قائلاً: "بالنظر إلى تركيب غاز السارين، سنجد أنه يتكون من مواد كيميائية أساسية هي (حمض الهيدروكلوريك - كحول الأيزوبروبيل - مادة ميثيل فوسفونيل المخدرة - حمض الفوسفوروز) ومواد أخرى، حيث يتم خلط تلك المركبات ببعضها البعض لينتج عنها مركب السارين، وفي حالتها الطبيعية يتم استخدام هذه المركبات كما يلي:
مركبات السارين
* - حمض الهيدروكلوريك: يُستخدم في الأدوية المضادة للصدمات العصبية والإصابات العضلية الشديدة، فضلاً عن أنه يدخل في أدوية تساعد على تكسير بروتينات الجسم وهضمها، ومن أعراض المادة الجانبية (العثيان - الصداع - القيء).
* - الأيزوبروبيل: ويدخل في تركيب الصناعات الدوائية المضادة للالتهاب مثل (الفولتارين)، إلا أنه يستخدم أيضاً في صناعة المبيدات الحشرية والمستحضرات المستخدمة في التنظيف، ومن أعراض استنشاقه (تشنجات رئوية وضعف في البصر وانقباضات عضلية).
* - الميثيل فوسفونيل: تعد هذه المادة كـ (مخدرات نافعة) تعطى بجرعات محددة لتسكين الآلام، إلا أن الإكثار منها يسبب تدميراً للجهاز العصبي وتشنجات حادة قد لتؤدي تدمير الأعصاب بشكل كامل، إضافة لإلحاق أضرار كبيرة بالمخ.
* - حمض الفوسفوروز: هو نوع من الحموض الكيميائية ويتم استخدامه كعامل معالجة للمادة الحيوية كـ (تحليل العينات وفصل العناصر الكيميائية)، حيث يؤدي استنشاقه أو التعرض له إلى حروق في الجلد وألم في العينين مصحوبة بحالات اختناق.
وأضاف: "بالنظر إلى الأعراض الجانبية، سيتضح أنه هي نفسها التي ظهرت على المصابين بالهجوم الكيميائي في الغوطة وخان شيخون، حيث تم استخدام غاز السارين في الصواريخ التي تم إطلاقها على تلك المناطق، والتي تسببت بحصد حياة الآلاف.
وسبق أن نشرت منصة (درج) تقريراً اطلع عليه موقع أورينت نت، كشفت فيه عن مصير أطنان من المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة مضادات الالتهاب غير الستروئيدية، والتي تم إرسالها من سويسرا إلى سوريا، ضمن (صفقة إنسانية) تواطأ بها ما يعرف باسم منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التابعة لنظام أسد، لتنتهي تلك المواد في مخازن الأسلحة الكيماوية التابعة لنظام أسد.
التعليقات (2)