ذكر تحقيق أجرته مواقع محلية بالسويداء أن ضباطاً كباراً وقياديين في ميليشيا أسد ينتهجون طرقاً واسعة لاستغلال عناصرهم وجني مبالغ طائلة منهم، عبر سرقة المخصصات الغذائية المخصصة لهم أو أخذ رشوات هائلة منهم بحجة إعطائهم إجازات لرؤية عائلاتهم.
وفي تقرير له، بيّن موقع (السويداء 24) أن أوضاع الكثير من المجنّدين من أبناء محافظة السويداء في طريقها للانهيار إذا لم تكن قد انهارت بالفعل، وذلك بسبب قيام ضباط أسد بإجبارهم على دفع رشوات مقابل ما يسمى بـ “التفييش”، أي منحهم إجازات طويلة وتسهيل الخدمة مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وأكد الموقع أن هذه السرقات ليست جديدة لدى ميليشيا أسد، لكن ما زاد الطين بلّة هو التدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية للمجنّدين، الذين بات معظمهم غارقاً في الديون وعائلاتهم تشتكي من ضيق أحوالها ولا تقدر على مساعدتهم، ما جعل الكثير منهم يفرّ من الخدمة أو على الأقل يفكر بالفرار.
ولفت "السويداء 24" إلى أن بعض الضباط يجني وحده ما يزيد على 20 مليون ليرة شهرياً أي ما يعادل (3125) دولاراً، عبر السماح للمجندين بـ “التفييش” فضلاً عن المبالغ الأخرى التي يجنونها من خلال بيع جزء من مخصصات الإطعام والمحروقات والوقود المخصصة للعناصر.
شهادة مجنّدين
وفي حديثهم للموقع المعارض اتهم جنود بعض ضباط أسد المسؤولين عن قطاعاتهم بحرمانهم من أدنى حقوقهم والحصص الغذائية المقدّمة لهم، مشيرين إلى أن رواتبهم الشهرية لم تعُد تكفيهم حتى لأجرة طريق، وأن أولئك الضباط يقومون بسرقة مخصصاتهم وبيعها في السوق السوداء.
وأوضح أحدهم أن المجند من أبناء السويداء يحتاج لمبلغ 90 ألف ليرة للوصول إلى قريته في الإجازة، ولمبلغ مماثل أثناء العودة، أي ما يقارب 180 ألفاً فقط للتنقل، الأمر الذي دفع بعضهم للاستغناء عن إجازاتهم.
وهذا بحسب الموقع يُعد سابقة من نوعها في الخدمة الإجبارية، حيث إن العادة أن يقوم العناصر بعمل واسطات للحصول على إجازة وليس الاستغناء عنها بهذه البساطة، ما يشير إلى الوضع الكارثي الذي يعاني منه الجنود الذين يخدمون في بادية السويداء.
جوع وسرقة للطعام واللباس
وحول المخصصات الغذائية أوضح بعض المجندين في قطاع الساقية أنها انخفضت إلى الحدود الدنيا وأصبحت حصصهم الشهرية تشمل كميات قليلة من البرغل والرز والزيت، أما الحصص الأسبوعية فاقتصرت على البطاطا وبعض المعلبات.
وأضاف أن الفروج بات من الماضي ولم يعودوا يتذوقونه منذ نحو أربعة شهور بسبب قيام الضباط الكبار بسرقته وأخذه إلى بيوتهم، كما إن مخصصات المازوت فُقدت، لذا يُضطرون للطبخ على الحطب، وصهاريج المياه لا تصلهم إلا مرة في الشهر وأحياناً كل شهرين، ما جعل حياتهم أشبه بالجحيم وكأنهم يعيشون في العصر الحجري.
وتابع أنه فيما يخص اللباس الشتوي فإن الجنود لم يحصلوا على شيء منذ 5 سنوات، ويستخدمون أحذية مدنية بسبب اهتراء العسكرية وعدم وجود بديل عنها كما يضطرون لشراء المنظفات والصابون على حسابهم الشخصي.
يذكر أن بادية السويداء تنتشر فيها الفرقة 15 من القوات الخاصة التابعة لميليشيا أسد، وتتمركز في ثلاثة قطاعات من منطقة الزلف جنوباً إلى الساقية شمالاً، حيث يقضي مئات الجنود خدمتهم في هذه المناطق شبه الصحراوية ضمن ظروف قاسية ومستويات غير مسبوقة من الفساد داخل مؤسسات أسد العسكرية.
التعليقات (3)