بعد مصادرة 60 بالمئة منها.. الأسد يجبر أهالي عين الفيجة على الاحتفال فوق أنقاض بلدتهم

بعد مصادرة 60 بالمئة منها.. الأسد يجبر أهالي عين الفيجة على الاحتفال فوق أنقاض بلدتهم

هل يمكن أن تتخيل حجم القهر والأسى لدى شعب يقيم الاحتفالات فرحاً بتمجيد عدوّه كما جرى ويجري في مزرعة "الأسد"، حين يُجبر السوريون على الاحتفاء ببشار أسد وتمجيده والاستعاضة عن منازلهم المدمّرة بصور الطاغية وعبارات العبودية، لأنه سمح لهم بالعودة إلى أرضهم ومنازلهم التي دمّرها انتقاماً وإجراماً وحوّلها من تحفة عمرانية وسياحية لأرض خاوية على عروشها.

تلك الحكاية جرت في بلدة عين الفيجة بريف دمشق، من خلال احتفال شعبي أقامه نظام أسد وميليشياته وأجهزته الأمنية، لإجبار الأهالي المشرّدين منذ سنوات على تقديم الشكر والامتنان لبشار أسد الذي سمح للأهالي بالعودة إلى بلدتهم بعد ستة أعوام من التشريد والذل والنزوح القسري، ليجدوا صور مجرم الشام تنوب عن منازلهم وأحيائهم وتعلو ركام الدمار والخراب.

عين الفيجة، هي أشهر البلدات السياحية في دمشق وريفها، وتحتوي نبع الفيجة المسؤول عن تغذية العاصمة وضواحيها، وتعرضت البلدة لحملة عسكرية شرسة من ميليشيا أسد وحلفائها الروس أواخر عام 2016، وانتهت تلك الحملة بتهجير سكانها وتدمير البلدة وطمس معالمها الجغرافية والعمرانية، كإجراء انتقامي من نظام أسد عن سبق إصرار.

بعد ذلك تحولت البلدة لثكنة عسكرية ومُنع أهلها من الدخول إليها بكافة الوسائل والظروف، وأكملت ميليشيا أسد عملية الانتقام بتدمير ممنهج للأحياء والمنازل والمنشآت السياحية والمؤسسات الحكومية، لتتحوّل البلدة إلى أرض فلاة ممسوحة المعالم، تحت ذريعة حماية الأمن المائي لنبع الفيجة عبر توسيع الحرم المباشر له، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية ووفق سكان محليون تحدثوا لأورينت نت.

ويقول السكان إن أهالي عين الفيجة بقيوا في شتات النزوح في ضواحي دمشق وريفها نحو 6 سنوات، وبقيت البلدة السياحية خاوية على عروشها ومحاطة بحواجز عسكرية وتدقيق أمني مكثف، خوفاً من دخول أحد الأهالي إليها ولو زائراً، وفي الوقت ذاته أكملت ميليشيا الحرس الجمهوري تدمير الأحياء والمنشآت في داخلها.

عودة قهرية

اليوم، سمح نظام أسد بعودة الأهالي إلى الجزء المتبقي من بلدة عين الفيجة، والذي لا يشكل 40 بالمئة من مساحتها التي استملك معظمها بقوانين تعسفية وانتقامية، لكن العودة كانت مشروطة بإقامة احتفال حزبي وشعبي داخل البلدة وأمام عدسات الإعلام، وصور بشار أسد تغزو المكان وتنوب عن منازل الأهالي وممتلكاتهم ومنشآتهم.

وجرى الاحتفال بحضور بعض مسؤولي نظام أسد، من الضباط والبعثيين والمسؤولين الحكوميين وبعض المشايخ وعشرات الطلاب الذين جرى استحضارهم، فيما كانت عبارات التمجيد والمتملّق والعبودية لبشار أسد وحزبه تعلو الاحتفال، رغم أنه المسؤول عن تدمير البلدة بحرب حاقدة ممنهجة ومدعومة من الطيران الروسي.

غير أن مصادر محلية مطلعة أكدت لأورينت نت أن عين الفيجة باتت لا تصلح للسكن والعيش، وهو ما تؤكده الصور الواردة من المنطقة، بسبب تدمير البنى التحتية وغياب كافة الخدمات عنها، وكذلك الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تمنع السكان من ترميم المنازل المتبقية أو إيصال الكهرباء والماء إليها، ، مقابل وعود وشعارات يطلقها مسؤولو نظام أسد على منابرهم وأمام عدسات الإعلام، في وقت تعجز الحكومة عن تأمين أبسط مقومات الحياة للسوريين المتبقين في مناطق سيطرتها.

استملاك انتقامي

وفي مطلع عام 2018، بشار أسد أصدر قانوناً يتيح لميليشياته استملاك معظم عقارات وأملاك البلدة وأراضيها من خلال تحديد ما يُعرف بحرمَي نبع الفيجة (المباشر وغير المباشر) وكذلك حرمي النفق المائي الذي يحمل المياه إلى دمشق ويمر بالبلدة، إلى جانب حرم النهر الذي يتوسط المنطقة أيضاً باستملاك 6 أمتار على طرفي النهر.

ويعني قرار الاستملاك تفريغ أكثر من نصف البلدة تحت ذريعة "الأمن المائي"، بما يشمل مناطق: الساحة وأحياء حارة الوادي وتقاطع السكة وساحة العين وما حولها وشارع جملا، وشارع المحطة، وأحياء (روس القلاع) وشارع المدرسة الابتدائية وشارع السكة (الجلاء) إلى امتداد شارع (حورتا) وصولاً إلى قرية دير مقرن المجاورة، وهي المناطق التي تشكل الكثافة السكانية الأكبر بالنسبة بلدة عين الفيجة.

وتعدّ عين الفيجة مقصداً للسيّاح المحليين والعرب، ومقصداً لعذوبة المياه والضيافة والثقافة، فضلاً عما تشكله المنطقة الممتدة إلى الزبداني في خريطة الجمال العالمي، كما إن نبع البلدة يشكّل الجهة المائية الأساسية بالنسبة للعاصمة دمشق، إلى جانب كون المنطقة ذات تضاريس سياحية من الدرجة الأولى، وهي تتوسط الحزام الأخضر المائي بين منطقة الربوة في دمشق ومنطقة الزبداني المحاذية للحدود اللبنانية.

التعليقات (1)

    سوري مُشرد

    ·منذ سنة 3 أشهر
    ليس أسوأ من الذل الذي يعيشه الشعب السوري فبعد الحرمان من كل مقومات الحياة الأساسية من ماء و كهرباء وغاز و وقود للتدفئة والمواد الغذائية التي لايقوى أي مواطن على شراءها بسبب غلاء أسعارها الفاحش، يُطلب من الشعب بل يُجبر على الخروج لتقديم فروض الطاعة للدكتاتور الطاغية المجرم اللص الطائفي بشار بن الفاطس حافظ الجحش ..أي ذل هذا الذي يعيشه الشعب السوري تحت حكم هذه العصابة النصيرية الطائفية الإرهابية الإجرامية ؟ لكن و الله لن يمر هذا دون أن نقتص من هؤلاء الطائفيين الأنجاس و الثورة مستمرة حتى اقتلاعهم من أرض سوريا و إرسالهم إلى جهنم مع من سبقهم من ملتهم.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات